اختتمت قمة مجموعة الدول العشرين أعمالها مطلع كانون الأول وسط تباعد بين الولايات المتحدة وشركائها بسبب رفضها دعم التحرك لحماية المناخ وتجنب ذكر التعهدات السابقة بمحاربة الحمائية التجارية.
ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن البيان الختامي للقمة قوله: إن الدول الأعضاء في المجموعة باستثناء الولايات المتحدة أكدت دعمها تطبيق أهداف اتفاق باريس حول التغير المناخي والتي “لا عودة عنها”.
لابد من الإشارة إلى أن الانقسامات التي شهدتها قمة مجموعة العشرين التي حاول بيانها الختامي الالتفاف عليها بعد مفاوضات شاقة حوله بين الدول كانت بسبب سياسة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بشأن التجارة والتغير المناخي.
وتجنب البيان الختامي للقمة ذكر مكافحة الحمائية والالتزام بالتجارة متعددة الأطراف لافتاً إلى أن الدول الأعضاء طرحت فقط “المشكلات التجارية الحالية”.
وأكد البيان أن النظام التجاري متعدد الأطراف “لا يحقق أهدافه” على صعيد النمو وخلق الوظائف، مشدداً في الوقت ذاته على إصلاح منظمة التجارة العالمية.
بدأت أعمال قمة مجموعة العشرين الجمعة فى بوينوس إيرس فى جو من الانقسام العميق بين دولها وبعيداً عن إعلان الالتزام بتعددية الأطراف الذي صدر فى نسختها الأولى قبل عشر سنوات، وبعد تأخرها لأكثر من ساعتين عن البرنامج المحدد، التقطت الصورة التذكارية للقادة المشاركين فى القمة ثم بدأت الاجتماعات.
وكان العديد من الأشخاص قد تظاهروا فى وقت سابق أمام مبنى الكونغرس الأرجنتيني فى العاصمة “بيونس آيريس” للإعراب عن احتجاجهم ضد سياسات الإنفاق التي تتبعها الحكومة، وذلك في الوقت الذى تنزلق فيه البلاد نحو أزمة اقتصادية عميقة.
ووقع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب والرئيس المكسيكي إنريكه بينيا نييتو ورئيس الوزراء الكنديى جاستن ترودو اليوم الجمعة على اتفاقية تجارية جديدة وهي اتفاقية “الولايات المتحدة الأمريكية -المكسيك- كندا”.
ووقع الزعماء الثلاثة على الاتفاقية قبيل انطلاق قمة مجموعة العشرين المنعقدة فى العاصمة الأرجنتينية.
بدوره ندد الرئيس الروسى فلاديمير بوتين بالاستخدام “المسيء” للعقوبات “الأحادية الجانب” والحمائية التجارية وذلك قبيل افتتاح قمة مجموعة العشرين في العاصمة الأرجنتينية.
وقال بوتين الذي تخضع بلاده لعقوبات اقتصادية قاسية أوروبية وأمريكية بسبب الأزمة الأوكرانية منذ 2014: “لا يمكننا إلا ملاحظة منافسة غير شريفة تحل بشكل متزايد محل حوار نزيه يستند إلى مبدأ المساواة بين الدول”.
وتابع الرئيس الروسي: “تنتشر ممارسات مسيئة بالعودة إلى فرض عقوبات أحادية الجانب غير مشروعة وإجراءات حمائية والالتفاف على شرعة الأمم المتحدة وقواعد منظمة التجارة الدولية والمعايير المعترف بها دولياً”.
وقال بوتين: إن أثر ذلك كان “سلبياً للغاية على روحية التعاون الدولى” وقد أضر بالتجارة.
وناقش قادة العالم فى بوينس آيرس عدداً من القضايا الملحة فى جدول الأعمال العالمى، وعقد هذا الاجتماع لأول مرة فى التاريخ بأمريكا الجنوبية، وقاد الرئيس الأرجنتيني ماوريسيو ماكري المناقشات في مكان انعقاد القمة في كوستا سالجيرو وهو موقع يقع على طول نهر ريو دى لا بلاتا.
ومن بين المشاركين رئيس فرنسا إمانويل ماكرون، ورئيسة وزراء بريطانيا تيريزا ماي، والمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، والرئيس الروسى فلاديمير بوتين، ورئيس وزراء كندا جاستين ترودو، والرئيس الأمريكى دونالد ترامب، والرئيس الصيني شي جين بينغ، وغيرهم من قادة مجموعة العشرين.
وبصفتها الدولة المضيفة، فقد دعت الأرجنتين دولاً إضافية ومنظمات دولية وفقاً لتقديرها للمشاركة في 2018 اجتماعات G20 حيث ضمت قائمة الضيوف تشيلي وهولندا، أما المنظمات الدولية فقد تضمنت المجموعة الكاريبية ممثلة بجامايكا، ومصرف التنمية للبلدان الأمريكية، ومصرف التنمية لأمريكا اللاتينية.
والمعروف أن مجموعة الـ20 أنشئت على هامش قمة مجموعة الثمانية في 25 سبتمبر/ أيلول 1999 في واشنطن، في اجتماع لوزراء مالية مجموعة العشرين، والغرض منها هو تعزيز الاستقرار المالي الدولي وإيجاد فرص للحوار ما بين البلدان الصناعية والبلدان الناشئة، والتي لم تتمكن اجتماعات وزراء المالية مع مجموعة البلدان السبعة من حلها.
Discussion about this post