العالم الاقتصادي- محمد النجم- فاطمة الموسى
أسدل معرض المعلومات والاتصالات “هايتك” الستار عن دورته الثامنة التي اختتمت أعمالها في مدينة المعارض الجديدة بمشاركة 70 شركة تمثل 180 ماركة سورية وعربية ودولية.
وحول أهمية هذا المعرض التخصصي أشار وزير الاتصالات والتقانة السوري المهندس إياد الخطيب في تصريح خاص إلى أن “هايتك يشكل فرصة للاطلاع على آخر ما توصلت إليه تكنولوجيا الاتصالات والمعلومات” وأضاف أن “سورية تعمل بشكل حثيث ورغم الحصار على تنفيذ استراتيجية التحول الرقمي للخدمات الحكومية التي أطلقتها وزارة الاتصالات والتقانة عام 2021 من خلال العديد من المشاريع بالتعاون مع الجهات العامة والخاصة إلى جانب توقيع اتفاقيات لتدريب الكوادر المتخصصة والمهتمة بهذا الموضوع”.
وقد شهد المعرض إطلاق المكتب الإقليمي للتجارة الإلكترونية في سورية والذي يأتي في سياق توجه سورية نحو التحول الرقمي ولفتح آفاق لتسويق المنتجات البرمجية إلى أبعد من السوق المحلية السورية.
فرعون: ثمة فرصة قائمة للاستحصال على موارد الاقتصاد الرقمي
وعلى هامش إطلاق المكتب أوضح السيد محمد فرعون رئيس الاتحاد العربي للتجارة الإلكترونية في تصريح خاص أن “أهمية هذه الخطوة تأتي في إطار تعزيز التعاون المشترك بين البلدان العربية وقال: “سنقوم بإطلاق المكتب الإقليمي وسيكون هناك خطة سنعلن عنها خلال الأسابيع المقبلة حيث سيتم بموجبها عرض الخطط التي ستنعكس إيجاباً على سورية.
وأضاف فرعون: تلقينا مكرمة من السيد الرئيس بشار الأسد بعد إطلاق مؤتمر التحول الرقمي في العام الماضي 2021 بإصدار مرسوم رئاسي يقضي بتشريع أعمال المكتب الإقليمي وقد تم توقيع اتفاقية مقر مع وزارة الاقتصاد والتجارة الخارجية لتنظيم عمل هذا المكتب، وتشكيل مجلس الإدارة واكتملت البيئة التشريعية اللازمة للمباشرة بأعمال المكتب”.
وحول آفاق سوق البرمجيات في سورية قال: “لاشك أن هناك خطوات مهمة اتخذت ولكن مسيرة التحول الرقمي هي مسيرة طويلة وليست سهلة فالبنية المجتمعية مهمة وأهم من البنية التحتية، فمن المهم أن يتفاعل أفراد البنية المجتمعية مع منصات التحول الرقمي وأن يدركوا كيف يتفاعلوا معها، وأمامنا تحد قد يكون إعلامياً إلكترونياً للتعاون والتنسيق مع الحكومة للوصول إلى التحول الرقمي”.
وحول أهمية خطوة إطلاق المكتب الإقليمي في سورية قال: “اليوم الاقتصاد الرقمي غير مرتبط بحدود جغرافية معينة، فمثلما هناك موارد كالنفط والفوسفات والمعادن بشكل عام وعادة تتمثل هذه الموارد نقاط قوة اقتصاد أي بلد، اليوم هناك فرصة قائمة للاستحصال على موارد الاقتصاد الرقمي وهي البيانات التي تتحقق بوجود منصة، وفي سورية لدينا استراتيجية للوصول إلى التحول الرقمي عام 2030 أقرت من مجلس الوزراء ونحن في طور الخطوات التنفيذية”.
السعودي: إطلاق المكتب الإقليمي في سورية يعتبر بداية لمرحلة جديدة
بدوره اعتبر الأمين العام للاتحاد العربي للتجارة الإلكترونية أسامة السعودي في تصريح خاص أن إطلاق المكتب الإقليمي في سورية يعتبر بداية لمرحلة جديدة لعملية التحول الرقمي وتسهيل تقديم الخدمات التي تقدم للأفراد من أي مكان مشيراً إلى أن التجارة الإلكترونية تأتي في مرحلة لاحقة للتحول الرقمي بعد تأمين الكوادر والبنى التحتية، وبمجرد توفر كل هذه المعطيات نكون جاهزين لبدء عملية التجارة الإلكترونية مع الدول الأخرى”.
هلال: صناعة البرمجيات في سورية هي إحدى الأدوات لكسر الحصار
في هذا الشأن لفت علاء هلال مدير عام المجموعة العربية للمعارض والمؤتمرات (الجهة المنظمة للمعرض) في تصريح خاص إلى أن “صناعة البرمجيات في سورية هي إحدى الأدوات بأيدي الخبراء والأكاديميين السوريين والشركات السورية الناشئة في هذا المجال لكسر الحصار وتصدير منتج برمجي سوري خارج الحدود” مضيفاً أن “فرصة افتتاح المكتب الإقليمي هي فرصة مهمة لهذه الشركات ويشكل نافذة عربية ويمكن الركون من خلالها إلى مشروعية الاتحاد العربي للتجارة الإلكترونية في كل الوطن العربي لتحويل التطبيقات والمشاريع السورية إلى تطبيقات عربية فبدلاً من تقديم هذه الخدمة في السوق السورية فقط يصبح بالإمكان تقديمها في البلدان العربية، أعتفد أن هذا هو المكسب الحقيقي لافتتاح المكتب الإقليمي في سورية ويمكن للشركات السورية أن تستفيد من هذا البعد العربي حتى تتحول إلى سوق أكبر بكثير من السوق المحلية وتتمكن من تجاوز الحصار والعقوبات”.
وحول دور هذا النوع من الأعمال في الحد من هجرة الكفاءات السورية والمبرمجين السوريين قال هلال: “تنظيم هذا القطاع مهم جداً لأنه يستوعب عدداً كبيراً من الشباب، ويؤمن لهم فرص عمل ويفتح أمامهم آفاقاً جديدة ويحولهم إلى خالقي فرص ويمثل اهتمام السيد الرئيس بشار الأسد واهتمام الدولة بإصدار اللوائح والتشريعات لمواكبة هذا النشاط مهمة جداً لأن أكثر مجال يحقق فرصاً للشباب والخريجين”.
شركات البرمجة السورية تدخل أسواق العالم
ولفتت الشركات السورية العاملة في مجال صناعة البرمجيات وتصديرها خارج سورية إلى أنها قطعت شوطاً مهماً نحو دخول الأسواق العربية والأجنبية.
في هذا المنحى صرح المستشار بتخطيط المؤسسات لشركة “التنمية للحلول التقنية” زياد محمدية لـ العالم الاقتصادي بالقول: “”مجموعتنا هي مجموعة من أربع شركات؛ الأولى شركة تنمية للحلول التقنية وهي تعنى بكل ما تخص برمجيات الأعمال وتخطيط موارد المؤسسات، والشركة الثانية هي شركة تنمية للاسشارات الاقتصادية وتعنى بتقديم الاستشارات الاقتصادية والمالية والإدارية وأنطمة الآيزو وتخطيط الحسابات، والشركة الثالثة هي شركة تنمية للتعليم والتطوير وتعنى بكل ما له علاقة بالتدريبات الإدارية والاقتصادية والمالية، والشركة الثالثة هي شركة SPS للأعمال الذكية، وتعني بتقديم تدريبات حول برمجيات الكومبيوتر”.
وأضاف: “الشركة الرئيسية هي شركة تنمية للحلول التقنية وهي معنية بهذا المعرض، وهي أول شركة تعتبر الوكيل الذهبي الوحيد في سورية لشركة ODOO العالمية وهي شركة بلجيكية، وتقدم نظام تخطيط موارد ODOO، وقد قدمنا خدمات لأتمتة الأعمال لعدد كبير من الشركات داخل سورية وخارجها، ولدينا زبائن في سورية والأردن والسعودية والإمارات وبولندا، وهي شركات صناعية وخدمية وتكنولوجيا المعلومات ومنظمات غير حكومية كذلك، كل أنواع الشركات”.
وتابع: “ما يميز فريقنا بشكل أساسي أن معظم فريقنا هم مستشاري أعمال وهم جميعاً مجازين من شركة ODOO ومعظمهم يحمل شهادة ماجستير ومحاسب قانوني، وبالإضافة إلى هذا الفريق هناك فريق آخر من المبرمجين متخصصين بكل لغات البرمجة وتصميم برامج اللغات، وبالتالي كل حاجات الشركات البرمجية واستشارات الأعمال متوفرة لدينا في الشركة وإلى جانب الخدمات البرمجية نقدم الرؤية الأفضل لكيفية تنظيم الأعمال الإدارية وإسقاطها على بيئة برمجية مناسبة لأعمال الشركة”.
لدينا مهندسين ومطورين ومبرمجين أكفاء جداً
بدوره قال ميشيل إلياس من شركة APPS نائب المدير العام ومدير أنظمة الشركة الأنظمة المالية والإدارية وأنظمة إدارة الموارد البشرية لـ العالم الاقتصادي” أحدثت شركتنا عام 2019 وقد بنيناها بمجموعة من الخبرات لا يقل معظمها عن عشر سنوات، المنتج الأساسي للشركة نظام إدارة موارد نقوم بتقديمه في سورية وهو نظام يناسب السوق السورية من ناحية كونه مفتوح المصدر، وليس عليه عقوبات ومناسب للشركات السورية بحجمها المتوسط والصغير من حيث الكلفة، ونقدم أيضاً حلولاً لأمن المعلومات وتطوير تطبيقات الموبايل وتطوير مواقع الإنترنت”.
وحول أهمية دخول سورية إلى اقتصاد المعرفة قال: “واقعياً أنظمة ERP تساهم في موضوع التحول الرقمي وهو بحد ذاته مكسب للشركات من ناحية تسريع العمل ويسبب وفرة من خلال ما يوفره من سيطرة على العمليات، ويحقق ريعاً مالياً، فأي نظام تقوم بتطويره في سورية تستطيع تصديره إلى الخارج، وسورية فيها مهندسون ومطورون ومبرمجون أكفاء جداً، وإذا وجدنا طريقة لاستثمارهم بشكل جيد نبني من خلالهم منتجات تساهم بتحول سورية إلى اقتصاد المعرفة عن طريق تصدير البرمجيات إلى الخارج، وقد بدأنا مؤخراً في هذا المجال ونقوم حالياً بتقديم الخدمات للخارج وبدأنا بمشروع مع شركة كبيرة في دبي تعنى بتجارة وصيانة الموبايلات، وخطونا الخطوة الأولى في هذا المجال”.
عملياً نحن نصدّر برمجيات.. وخبرات أيضاً
من جانبه قال خليل باظة المدير العام لشركة DBTechnologies في تصريح لـ العالم الاقتصادي: “اقتصاد المعرفة في سورية بدأ ينشأ حديثاً من خلال ظهور شركات ناشئة صغيرة جديدة بحاجة لأن تكون قادرة على تحقيق انطلاقة سريعة، ولكن غالباً الاستثمار بالبنية التحتية لتقنية المعلومات يشكل عليها عبئاً كبيراً بموضوع التكلفة”.
وأضاف: توجهنا في الشركة أن نقدم البرمجيات كخدمة SAAS وهو نورم NORM عالمي معروف، فنقدم برمجيات، فبدلاً ما يقوم الزبون بشرائها من أول مرة ويدفع مبلغاً كبيراً يمكنه دفع أجار شهري لاستخدام هذه البرمجيات بحسب عدد المستخدمين، ونحن نعتبر أن هذه الانطلاقة مهمة وسوف تساعد على ظهور شركات كثيرة في سورية بشكل سريع، وهي شركات رواد الأعمال التي تقدم الخدمات، وحتى الشركات الكبيرة القائمة هي بحاجة أن تبدل وتجدد الأنظمة البرمجية المستخدمة لديها، فالخدمات التي تقدمها ستكون بالنسبة لها نقطة الانطلاق نحو المرحلة الثانية من اقتصاد المعرفة التي لم تعد تعتمد على برمجيات عادية تخص المستودعات وإدارة شؤون الموظفين؛ بل أصبحت البرمجيات بحد ذاتها هي المنتج والخدمة التي تقدمها الشركات، وهذا من ضمن الخدمات التي تقدمها شركتنا، فلدينا أنواع من التطبيقات التي تعتبر بحد ذاتها تقدم خدمة للفرد بمجالات متعددة ومتنوعة”.
وحول واقع تصدير المنتجات للخارج قال باظة: “إذا تجولت في المعرض ستجد عدداً من الشركات تشبه شركتنا بمجال التخصص تضم مبرمجين يصنعون برمجيات ويطورونها في سورية ويبيعونها إلى الخارج، فعملياً نحن نصدّر برمجيات، وهناك نوع ثاني من التصدير وهو تصدير الخبرات، فهناك عدد كبير من المبرمجين المقيمين في سورية يعملون بشكل فردي أو في شركات يعملون مع شركات في الخارج سواء في دول الخليج العربي أو في دول أوروبا وكندا وأي مكان في العالم، فالتكنولوجيا اليوم لا تعرف حدوداً دولية بل هي تعرف خدمة مقدمة هي فقط بحاجة إنترنت، وسورية منذ سنوات طويلة تصدر برمجيات سواء على شكل منتجات جاهزة تباع في أسواق عالمية أو بشكل خبرات يقدمها مبرمجون يعملون لصالح شركات مقيمة خارج سورية”.
تذبذب سعر الصرف يؤثر في ارتفاع الأسعار
في هذا السياق صرح مدير جناح شركة عطفة لتكنولوجيا المعلومات عزيز العجمي لـ العالم الاقتصادي بالقول: “حققنا تواجداً مهماً في معرض هايتك إلى جانب الشركات التي تخدم عمليات البرمجة، وعرضنا في جناح الشركة للزوار والمستهلكين أجود المنتجات التقنية المستوردة وبأفضل الأسعار” مضيفاً أن “سوق العمل بحاجة ماسة إلى الإلكترونيات خاصة في ظل التوجه إلى الحكومة الإلكترونية والدفع الإلكتروني، وهذا مهم جداً ويرفع من وتائر العمل في هذا المجال ويختصر الزمن وينعكس إيجاباً على الاقتصاد الوطني”.
واضاف العجمي: “تأثرت الأسعار كثيراً بسبب الأزمات الاقتصادية في العالم وبسبب تذبذب سعر الصرف، الذي يؤثر على الأسعار بشكل كبير ونقترح في هذا الجانب أن تكون هناك تسهيلات في تسريع منح إجازات الاستيراد من قبل وزارة الاقتصاد والتجارة الخارجية بشكل سلس”.
من جانبه قال خلدون الحمصي من قسم المبيعات في الشركة ذاتها: “نحن شركة متخصصة باستيراد التجهيزيات الإلكترونية، ونتوجه نحو الشركات التي تسوق للدفع الإلكتروني ولدينا كل التجهيزات التقنية الخاصة بالشبكات الحاسوبية، وفي كل عام نشارك في معرض هايتك كشركة مستوردة للتجهيزيات وتساعد الشركات ذات التوجه الرقمي، ونقوم بتخديم شركات القطاع العام والخاص بهذه التجهيزات، وتشمل خدمات الشركة البنوك والمعامل والمصانع، حيث نزودها بأحدث التجهيزات المستوردة من دبي والصين، ونحن نشجع أن تتحول سوريا إلى التحول الرقمي، فهو يسهل الكثير من الإجراءات ويخدم المواطن بشكل مباشر”.
أكاديميون: قادرون على التطوير البرمجي والمساهمة في التحول الرقمي
أيضاً كان هناك حضور للمؤسسات الأكاديمية السورية التي قدمت في أجنحتها معروضات برمجية منافسة.
في السياق صرح الدكتور شادي بيطار مدير التعاون العلمي والإعلام في المعهد العالي للعلوم التطبيقية والتكنولوجيا لـ العالم الاقتصادي بالقول: “نحن نقدم أنفسنا في المعرض كجهة قادرة على التطوير البرمجي ونساهم في عملية التحول الرقمي والتحول إلى بلد مؤتمت، إضافة لذلك نقدم في المعرض عدداً من مشاريع طلاب المعهد والتي يمكن استثمارها صناعياً، ولها علاقة بالروبوتيك والميكاترونيكس، والمتعلقة بقدرة الروبوت على تجاوز أخطائه وقدرته على إنجاز تصميم لآلة تطعيج ميكانيكية، وقدرته على أن يأخذ عدة أشكال تتناسب مع البيئة التي يعمل بها، وقدرته على أن يتعامل مع الآلة بأن يكون وسيطاً بينها وبين الإنسان، ونقوم حالياً بإنجاز مشاريع لها علاقة بالأطراف الصناعية، كما نركز عليه في المعهد كجهة تساهم بالتأهيل والتطوير في سورية”.
وقال وائل حسن مدير عام مركز آيزون للتدريب في تصريح لـ العالم الاقتصادي “نحن اليوم كمركز تدريب خاص بتدريب الموظفين حصراً، وليس لدينا تدريب طلاب أو خريجين جدد، نستهدف الموظفين في مكاتبهم الذين يحتاجون إلى الخبرات والمهارات التي نضيفها لهم من خلال برامج تخصصية احترافية بفترة قصيرة وتحت عنوان مختصر نستطيع من خلاله إيصال احتياجات الموظف”.
“أحد برامجنا التدريبية هي استهداف للبرمجيات وتطبيقات الموبايل التي تحتاجها قطاعات الأعمال مثل ERP والبرامج التخصصية في مجال المحاسبة وحجوزات الطيران وكل البرامج المتعلقة بعالم المال، اليوم هذه البرمجيات أصبحت عصب الحياة الرئيسي في هذا الشركات التي أصبحت مضطرة لتدريب الموظف حتى يتمكن من استخدام البرنامج أو النظام الخاص بها “.
Discussion about this post