العالم الاقتصادي- محمد النجم
نجح مزارع سوري بزراعة أشجار المتة والقهوة بعد محاولات استمرت 20 عاماً في قرية دير البشل بريف بانياس على ساحل البحر المتوسط.
بعد أن بدأ منذ سنوات عدة بزراعة الفاكهة الاستوائية بأنواعها المختلفة في قريته وجد أن بيئة زراعة هذه المحاصيل تصلح أيضاً لزراعة المتة والبن فقرر البدء بالمحاولة.
المزارع الشاب ثائر طراف أوضح في تصريح خاص لـ”العالم الاقتصادي” أن لديه مشتلاً خاصاً يعمل فيه منذ عقدين من الزمن في مجال زراعة الورود والأشجار المثمرة وحاول زراعة المتة لسنوات طويلة وبعد محاولات حثيثة نجح الأمر.
وأضاف: “منذ عشرين عاماً وأنا أحاول زراعة بذرة المتة الموجودة في العلبة العادية، لكني محاولاتي كلها فشلت حتى تعرفت على الدكتور محمد الشبعاني المغترب في الأرجنتين، وطلبت منه أن يحضر لي معه عقلاً صغيرة من أشجار المتة وبعد فترة أحضرها لي، وأنا بدوري قمت بتجذيرها في مشتلي ضمن بيت بلاستيكي ونجحت التجربة، وأصبحت تنمو العقلة الواحدة بنحو 10 سم كل شهر وبلغ طولها 40 سم في أربعة أشهر، وحالياً لدي /350/ شتلة من مادة المتة قمت بتوزيع /200/ شتلة منها”.
مزارعون كثر نقلوا التجربة إلى مشاتلهم
طراف تحدث مؤخراً عن تجربته على حسابه الخاص في موقع “فيسبوك” عبر منشور مصور حظي بانتشار واس “لم أتوقع أن يأخذ منشوري عن زراعة المتة كل هذا الصدى وتفاجأت باهتمام الكثيرين ممن يبحثون عن شتول كي يزرعونها لديهم، وقد قمت بتوزيع الشتول على عدد كبير من المزارعين وأصحاب المشاتل، وشرحت لهم طريقة تجذيرها وزراعتها عن طريق البذرة وهي عملية سهلة جداً لأن شجرة المتة دائمة الخضرة وتعطي خلال سنتين كمية كبيرة من البذار تشبه بذور شجرة “الزنزلخت “.
وأردف قائلاً: “تجربة زراعة المتة لا أعتبرها مغامرة بل هي تجربة ناجحة وهناك أناس كثر يعملون في مجال الزراعة أصبح لديهم مشاتل لهذه الشجرة وسنسعى معاً لأن يكون إنتاجنا من هذه الشتول حوالي /5000/ شتلة في السنوات القليلة القادمة، وسيتم توزيعها وزراعتها وأنا على ثقة بأن هذه الزراعة ستنجح وتنتشر في سوريا، فهي من الأشجار سريعة النمو ولا تحتاج إلى أسمدة أو مبيدات أو عناية خاصة بل تحتاج فقط إلى الماء الوفير وهي تنمو صيفاً وشتاء ولا تمر بفترة سبات شتوي، ويمكننا بعد عام أن نرى كيف سيكون حال هذه الشجرة حين نزرعها خارج البيوت البلاستيكية وكيف سيكون نموها وإنتاجها”.
يمكننا إيقاف استيراد المتة وتوفير 30 مليون يورو
وعن أثر زراعة المتة على حجم استيراد هذه المادة إلى سوريا قال طراف: ” تحظى زراعة المتة في سوريا بأهمية اقتصادية كبيرة لأنها ستوقف استيراد هذا المادة التي كلفت خزينة الدولة العام الماضي مبلغاً وقدره /30/ مليون يورو، وإذا انتشرت وتوسعت هذه الزراعة في سنوفر الكثير من المال الكثير، ويمكن أن يتحقق ذلك الأمر خلال عام أو عامين، ونتمنى من وزارة الزراعة أن تدعم توسيع ونشر زراعة المتة ومنتجات أخرى يمكن أن تنجح في سوريا لما يوفره ذلك من قطع أجنبي”.
قطف 14 كيلو غرام قهوة من شجرة واحدة
لم تقتصر تجارب المزارع ثائر طراف على زراعة المتة بل تعدت إلى زراعة القهوة التي نجحت هي الأخرى واستطاع إنتاج هذه المادة المطلوبة في السوق السورية والعالمية.
وعن قصة نجاح زراعة القهوة قال طراف: “زرعت القهوة منذ أربع سنوات ، فزراعة القهوة سهلة جداً وشجرتها تعطي البذار بشكل سريع وبإنتاج كبير جداً فبعد حوالي ثلاث سنوات قطفتُ من شجرة واحدة حوالي /14/ كيلو غرام من بذور القهوة، حيث يمتد نضج وقطاف هذه البذور منذ بداية شهر كانون الأول/ديسمبر وحتى بداية شهر آذار/مارس، ويمكن تحضيرها تماماً كما نحضر بذور القهوة الخضراء التي نشتريها من السوق بنفس الطريقة، وأنا حالياً أحتسي قهوة من إنتاجي وأقدمها لضيوفي في المنزل، وقد قمت بتوزيع الشتول على أصدقائي المزارعين وأصحاب المشاتل، وشجرة القهوة كما هي شجرة المتة سريعة النمو وتعطي إنتاجاً كبيراً خلال سنة، وبالتالي يمكن في مرحلة ما أن نتوقف عن استيراد القهوة ونكتفي ذاتياً من هذه المادة إن تم نشرها على نطاق أوسع في سوريا”.
وقد شهدت أسعار المتة مؤخراً ارتفاعاً كبيراً في الأسواق السورية وبلغ سعر العلبة الواحدة وزن 250 غرام /2800/ ليرة سورية أمام الطلب المتزايد في سوريا على هذا المشروب الشعبي، وبحسب وزارة الاقتصاد والتجارة الخارجية فقد استوردت سوريا 24799 طناً من المتة عام 2019 بقيمة بلغت نحو 30 مليون يورو.
Discussion about this post