العالم الاقتصادي- دانية الدوس:
يعود تاريخ تأسيس غرفة تجارة دمشق كواحدة من أقدم غرف التجارة تأسيساً في العالم العربي إلى العام 1830، ومنذ ذلك الوقت عملت الغرفة لتحقيق رسالتها في خدمة مجتمع الأعمال والدفاع عن مصالح التجار بشكل يتماشى مع استمرارها بتطوير و تحسين قدراتها و فعالية خدماتها، حيث تمارس الغرفة نشاطها حالياً في ظل القانون رقم 131 لعام 1959 الناظم لعمل غرف التجارة في سورية، وتبعاً لهذا القانون تعتبر الغرفة مؤسسة ذات نفع عام، يتمحور عملها على خدمة و تمثيل المؤسسات التجارية والترويج لها والدفاع عنها، وتعاقب على إدارة الغرفة عدة رؤساء آخرهم غسان قلاع الذي تولى إدارتها منذ عام 2009.
مجلة “العالم الاقتصادي” التقت الأستاذ غسان قلاع رئيس للوقوف على عمل الغرفة وانجازاتها والصعوبات التي تعترضها وما تخطط له مستقبلاً فأجرت معه هذا هذا الحوار:
* أستاذ غسان تحدثتَ سابقاً لأحد الصحف فقلت: “ظاهرة المعارض دليل تعافي وانه يجب على الجميع استقطابها في الإطار الصحيح”.. ما معنى كلمة الاستقطاب في الإطار الصحيح وكيف استقطبت الغرفة معرض دمشق الدولي بشكل صحيح؟
إن ظاهرة المعارض دليل تعافي وخروج من المحنة، وكلمة أنه على الجميع استقطابها في الإطار الصحيح، تعني أن المشاركين يجب عليهم استقطاب المعرض المناسب لمنتجاتهم وفي المكان المناسب سواء محلياً أو خارجياً، بالإضافة إلى أن غرفة تجارة دمشق واتحاد غرف التجارة السورية وباقي الغرف والاتحادات السورية، استقطبت بشكل صحيح ومناسب معرض دمشق الدولي في دورته التاسعة والخمسين العام الماضي، واليوم زاد الإقبال على المشاركة في الدورة الستين للمعرض.
* بشكل عام، ما أهمية معرض دمشق الدولي لاسيما وأننا في حالة تعافٍ بعد انتهاء الحرب؟
إن أهمية معرض دمشق الدولي تأتي للتأكيد على حجم النشاط الصناعي والتجاري في سورية بعد انتهاء المحنة، ودليل على رغبة الاقتصادي السوري في المشاركة بالمناسبات الوطنية وخاصة معرض دمشق الدولي.
* حبذا لو نتحدث عن مشاركتكم الحالية في معرض دمشق الدولي؟
إن مشاركتنا الحالية في معرض دمشق الدولي مع كل الفعاليات الاقتصادية دليل واضح على أن اقتصادنا في طريقه الى التعافي التام وعودة عمليته للدوران والمشاركة في النشاط الاقتصادي العام، واستقبال الزائرين المحليين والقادمين من البلاد العربية والأجنبية، لمشاهدة التطور الاقتصادي في سوريا والتعاون مع باقي الدولي العارضة للمشاركة في برنامج الاعمار واستمرار الحياة الاقتصادرية.
* بعد مهرجان “الشام بتجمعنا”.. الى ماذا تحضر غرفة التجارة؟ طبعاً المقصود هنا معارض ترفيهية لطبقة المواطنين وليس تخصصية بغض النظر عن معرض دمشق الدولي؟
مهرجان “الشام بتجمعن”ا كان مناسبة فريدة لم يسبق لها مثيل وقد شاركت به فعاليات متعددة موجهة الى كافة شرائح المجتمع وكانت متعددة المجالات منها ( ثقافية، ترفيهية، اجتماعية..)، وكانت على النحو التالي: (أسواق بيع، ترفيه للأطفال، سيرك، حديقة حيوان، مسرح، قرية شامية، قراءة ، سينما، مواهب، ذوي احتياجات خاصة، ريادة أعمال..الخ)، وقد ساهمت هذه الفعاليات الى حد كبير بجذب الزوار ومشاركتهم في هذا المهرجان والترفيه عن انفسهم بعد سنوات الحرب القلقة كما تم تنظيم ماراثون لذوي الاحتياجات الخاصة ورالي للدراجات.
* هل نتوقع خلال الفترة القادمة إقامة معارض وملتقيات استثمارية داخلية مع اقتراب الحرب من نهايتها؟
خلال الفترة القادمة هنالك أفكار كثيرة حول إقامة عدد من المعارض والمهرجانات وملتقيات الاستثمار، وخصوصاً خلال فترة انعقاد معرض دمشق الدولي، وذلك بقصد الترويج لمرحلة إعادة الإعمار وإعادة عجلة الانتاج الى البلد.
* هل تنوي غرفة تجارة دمشق المشاركة بمعارض دولية؟ وما هي تلك المعارض؟
لقد قمنا بتنظيم والمشاركة بعدد من المعرض الدولية مثل معارض (بغداد، أربيل ،موسكو، أفريقيا..) والشكر لكل من ساهم وشارك في هذه المعارض.
* حبذا لو نتحدث عن معرض “موتكس” وآفاق هذا المعرض وتوسيع رقعة المشاركة فيه عربياً وعالمياً؟
معرض موتكس للأزياء هو معرض متخصص بالمنتجات النسيجية السورية على اختلاف أنواعها (نسائي ورجالي وولادي… الخ)، وهو معرض مشترك بين غرفة تجارة دمشق وغرفة صناعة دمشق وريفها، وقد توقف هذا المعرض مع بداية الأحداث، وهو معرض متخصص للمنتجات السورية حصرياً مع العلم أنه من الممكن أن يتم نقله بصفته وأسمه الى بلدان أخرى.
* ما الجهود الحالية التي تبذلها غرفة التجارة لتنشيط حركة الصادرات السورية إلى الأسواق الخارجية لاسيما مع الاردن والعراق وعبرهما الى دول أخرى مع اقتراب فتح المعابر الحدودية مع هذين البلدين؟
لم تتوقف جهود غرفة تجارة دمشق لتنشيط حركة الصادرات السورية وخاصة خلال الأزمة، ولكن لا يغيب عن البال العقوبات الاقتصادية والمالية التي قامت بها الدول الغربية، وللأسف بعض من الدول العربية أيضاً، مما حدَّ من حجم الصادرات المستهدفة، ولكن الارقام تؤكد أن صادراتنا من الخضار والفواكه والمنتجات الصناعية حافظت على مستوى مقبول، وهي في طريقها الى الزيادة علماً أن فتح المعابر الحدودية مرهون بموقف الدول الأخرى من سوريا اقتصادياً ومالياً.
* ماذا خسرت غرفة تجارة دمشق في الحرب؟ وماذا قدمت في ظل الحرب؟
غرفة تجارة دمشق بقيت صامدة في مرحلة الأحداث، طبعاً فقدت بعض الاتصالات مع بعض الدول الغربية، ولكن هذا تم تعويضه بزيادة العلاقات وتوسيعها مع الدول الصديقة في كل أنحاء العالم شرقاً وغرباً، وإننا نتابع الحركة التجارية يومياً وخاصة المواد الغذائية، ومتوسطات أسعارها، مع العلم أن السوق لم تنقص به أية مادة من المواد بل كانت جميعها متوفرة وضمن الإطار الممكن.
………………………………………………………………
هامش
غسان القلاع- مواليد 1941 من دمشق، بدأ العمل التجاري في صنع وبيع الألبسة عام 1961 كان خازناً في غرفة تجارة دمشق بين عامي 1977 و1989، ونائباً للرئيس في غرفة التجارة العربية الإيطالية ونائبًا للرئيس في جمعية دار الحديث الشريف، ونائباً للرئيس في جمعية العلوم الاقتصادية السورية، حصل بكالوريس في التجارة عام 1964 من جامعة حلب، وأصبح رئيساً لمجلس إدارة سوق دمشق للأوراق المالية منذ 2013.
Discussion about this post