انخرطت الولايات المتحدة في معارك تجارية على أكثر من جبهة خلال الأشهر الماضية حيث بدأت مطلع العام الحالي فرض رسوم على واردات الصلب والألمونيوم من الاتحاد الأوروبي والمكسيك وكندا، وردت هذه الدول بخطوات مماثلة.
وتعد الحرب التجارية مع الصين، أهم تلك الحروب التي يتصارع فيها أكبر اقتصادين في العالم من أجل بسط النفوذ في العالم ويقول البعض إن ترامب يسعى إلى تعزيز الضغوط على الصين قبل الانتخابات النصفية للكونغرس المقرر إجراؤها في تشرين الثاني.
وقالت الصين إنها ستفرض رسوماً جمركية جديدة على أكثر من 5200 منتج أمريكي، إذا مضت الولايات المتحدة قدماً في تهديدها الأخير بفرض رسوم جمركية بنسبة 25 في المئة على سلع صينية بقيمة 200 مليار دولار.
وبدأت شركات عالمية كبرى الشعور باضطرابات نتيجة الحرب التجارية التي تشنها الولايات المتحدة بقيادة دونالد ترامب.
يبدو أن قطاع صناعة السيارات كان أكثر القطاعات تضرراً، بعد أن حذرت ثلاث شركات مؤخرا من أن تغيير السياسات التجارية يضر بالأداء.
وخفضت شركتا “فورد” و”جنرال موتورز” توقعات الأرباح لعام 2018، واستشهدت الشركتان بارتفاع أسعار الصلب والألومنيوم نتيجة الرسوم الجمركية الجديدة كسبب للخطوة.
كما خفضت شركة “كرايزلر” توقعات عائداتها عام 2018 بعد تراجع المبيعات في السوق الصينية، وتحدثت شركة “جاغوار لاند روفر”، أكبر شركة لصناعة السيارات في بريطانيا، عن تسجيل خسائر للمرة الأولى خلال ثلاث سنوات بعد تراجع المبيعات في الصين.
كما تأثرت شركات صناعة السيارات الأوروبية والأمريكية بسبب ارتفاع الأسعار في الصين.
وقالت شركة “بي إم دبليو” أخيرا إنها سترفع أسعار طرازين من سياراتها اعتباراً من 30 تموز نتيجة زيادة رسوم الاستيراد في الصين على السيارات المصنوعة في الولايات المتحدة.
ويقول صندوق النقد الدولي إن تصعيد خطوات فرض رسوم جمركية متبادلة قد يؤدي إلى خفض النمو العالمي بواقع 0.5% بحلول عام 2020.
وأظهرت بيانات منفصلة مؤخراً تراجع أحد مؤشرات ثقة المستهلك الأمريكي نتيجة مخاوف تتعلق بالرسوم الجمركية، وفقاً لتقارير إعلامية.
ويتوقع بنك “مورغان ستانلي” أن يؤدي التصعيد الكامل للصراع التجاري على الأرجح إلى حدوث تراجع قدره 0.81 نقطة في المئة للنمو العالمي وقد يدفع هذا السيناريو الولايات المتحدة إلى فرض رسوم بواقع 25% على جميع السلع من الصين والاتحاد الأوروبي، وسوف يردون بإجراءات مماثلة.
Discussion about this post