العالم الاقتصادي- وكالات
حذر رئيس الوزراء اليوناني كرياكوس ميتسوتاكيس وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو من أن تركيا تهدد سيادة قبرص.
وكشفت صحيفة “كاتيمريني” اليونانية أن تركيا أرسلت سفينة “يافوز” إلى الجنوب من قبرص لحفر آبار النفط والغاز في منطقة منحتها السلطات القبرصية بالفعل حقوق التنقيب لشركات إيطالية وفرنسية فيما لم تعلن تركيا رسمياً عن المكان المحدد للحفر والتي قد تبعد عن ليماسول مسافة 90 كم وهي المنطقة التي منحت فيها السلطات القبرصية رخصة الحفر لشركتي (ENI) الإيطالية و”توتال” الفرنسية حيث تعتبر منطقة اقتصادية تابعة لقبرص.
وكان ميتسوتاكيس قد نقل لوزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو خلال لقائهما في 5 تشرين الأول الجاري أن أنقرة بخطوتها في الحفر بالمنطقة الاقتصادية لقبرص تنتهك الحقوق السيادية لذلك البلد معرباً عن أمله في أن تقدم الولايات المتحدة “مساهمة إيجابية” في حل المشكلة.
وكانت أنقرة قد ذكرت أنه في بعض المناطق التي تستكشف قبرص فيها موارد الطاقة البحرية يتمتع القبارصة الأتراك بحق متساو في كل ما يتم العثور عليه إلى جانب القبارصة اليونانيين نيقوسيا ترفض مثل هذا الادعاء.
وصرح المتحدث باسم وزارة الخارجية التركية هامي أوكوي في 19 أيلول الماضي بأن بلاده لن تسمح بالتنقيب الجيولوجي قبالة سواحل قبرص دون موافقة الجالية التركية في الجزيرة.
وقال: إن سلطات جنوب قبرص رغم تحذيراتنا لم تقدر موقفنا الحاسم.
وقال البيان: لن نسمح لأي دولة أو شركة أو سفينة بإجراء عمليات استكشاف وإنتاج المواد الهيدروكربونية دون إذن.
واتهمت أثينا أنقرة باختراق طائراتها للمجال الجوي والبحري لها كما يوجد حالة من النقاش حول ملكية عدد من الجزر في بحر إيجة ليصل لحد التهديد العسكري.
هذا وأيدت كل من بروكسل وواشنطن نيقوسيا وأثينا وطالبتا تركيا “بوقف عمليات الحفر على الفور ومواصلة عدم تنفيذها” ومع ذلك تقول أنقرة الحفر سوف يستمر.
وكان الجدل قد بعد أن اكتشفت شركة نوبل إنيرجي الأمريكية في عام 2011 في المنطقة الاقتصادية الحصرية البحرية لجمهورية قبرص على بعد 160 كم جنوب ليماسول حقل غاز أفروديتا الذي تقدر احتياطاته بـ 140-170 مليار متر مكعب.
وكانت بروكسل ونيقوسيا قد توصلتا في عام 2017 إلى اتفاق بين حول تصدير الغاز من أفروديت إلى أوروبا عبر خط أنابيب البحر الأبيض المتوسط.
ويشير العلماء إلى أن منطقة شرق البحر المتوسط والمعروفة أيضاً باسم “بحر المشرق” وتحدها تركيا من الشمال وسورية ولبنان وإسرائيل في الشرق ومصر وليبيا في الجنوب وبحر إيجة في الشمال الغربي قد تحتوي على احتياطيات هائلة من الغاز والنفط حيث تم اكتشاف حقلي “ليفاثان” و”زخر” للغاز في عام 2010.
وقدرت هيئة المسح الجيولوجي الأمريكية الاحتياطيات في المنطقة بـ3.45 تريليون متر مكعب من الغاز و1.7 مليار برميل من النفط لكن الآن يقول علماء الجيولوجيا أن الاحتياطيات أكبر بكثير 6.42 تريليون متر مكعب من الغاز و3.8 مليار برميل من النفط.
هذا وتقوم الشركتان الفرنسية والإيطالية منذ العام 2016 بإجراء عمليات استكشاف بعد حصولهم على رخصة في القطاع 11 قبالة ساحل قبرص في الوقت الذي عملت الشركتان فيه معا على الاستكشاف في القطاع 6.
وتتهم حكومة قبرص تركيا “بالتنقيب غير القانوني في الأراضي المحتلة” وعدم استعداد أنقرة لحل مشكلة قبرص.
وتعتقد السلطات التركية أن الحل السلمي للنزاع القبرصي على خلفية الأحداث الأخيرة قد يتسارع وفقاً لوزير الطاقة التركي تانر يلديز فإن موارد الطاقة التي هي سبب الحرب في جميع أنحاء العالم ستكون في قبرص “سببا للمصالحة”.
Discussion about this post