العالم الاقتصادي- وكالات
يعاني اقتصاد هونغ كونغ من مصاعب اقتصادية ربما تدخله في موجة ركود لكنها قد لا تكون وثيقة الصلة بما يحدث في الإقليم الصيني من أزمة سياسية في الوقت الحالي.
فقد مُني القطاع العقاري في الصين بضربة قاصمة حيث خسرت أكبر /9/ شركات عقارية في المدينة /60/ مليار دولار من قيمتها السوقية بسبب الاحتجاجات.
ونقلت وسائل إعلام عن فليك رامون أستاذة الاقتصاد الصيني في مدرسة لندن للاقتصاد قوله: “إن هونغ كونغ بوابة مهمة لرأس المال والاحتجاجات ألحقت أضراراً بالغة بمكانتها كقناة بين الصين والعالم حيث تشكل صماما مهما لتدفق الأموال الأجنبية من وإلي ثاني أكبر اقتصاد في العالم”.
وأضاف: “مكانة المدينة كمركز مالي آمن وموثوق به يواجه أضراراً قد يصعب إصلاحها حيث تراجع إجمالي الناتج المحلي في الربع الثاني مقارنة بالأشهر الثلاثة السابقة تزامناً مع هبوط مؤشر مديري المشتريات في شهر حزيران الماضي إلى أدنى مستوى له منذ آذار 2009 في حين انخفضت المعاملات العقارية بنسبة 35%.
وقال مارك شيلدون الخبير السياحي في تصريحات صحفية: “تعد صناعة السياحة إحدى الركائز الرئيسة لاقتصاد هونغ كونغ، إذ تسهم بنحو 5%من الناتج المحلي الإجمالي والأغلبية العظمى من زوار المنطقة يأتون من الصين”.
وتابع: “خلال الأشهر الستة الأولى من هذا العام زار 27 مليون صيني هونغ كونغ حيث أن مطار المدينة يعد ثامن المطارات ازدحاما في العالم”.
واستطرد: “لكن مع تصاعد الاحتجاجات وفي الخامس من الشهر الجاري تم إلغاء أكثر من 200 رحلة دولية إلى هونغ كونغ”.
وأوضح شيلدون: “انخفض عدد السياح في هونغ كونغ بنحو 30% وهبطت أسعار الفنادق بأكثر من 50% وبعضها خفض أسعار 70% وهذا يعني أن تكلفة غرفة فندقية من فئة خمس نجوم تبلغ /128/ دولاراً في الليلة الواحدة بينما كانت في الظروف العادية تبلغ الضعف”.
وأضاف: “معدلات الإشغال الفندقي فلا تتجاوز حاليا 50% وبعض الفنادق خمس نجوم انخفضت الحجوزات فيها 82% وأجبرت بعض الفنادق العاملين على أخذ إجازة غير مدفوعة الأجر إضافة إلى شركات الطيران الدولية بدأت في استخدام طائرات أصغر للسفر إلى هونغ كونغ نظرا لنقص عدد الركاب”.
وقال المعهد الملكي للمساحين القانونيين: من المتوقع أن يتراجع إيجار المساكن في هونغ كونغ بنسبة 2 في المائة خلال العام المقبل.
ويبيّن آرثر ديفيد أستاذ الاقتصاد الدولي في جامعة جلاسكو أن “الخسائر ستقدر بالمليارات ومع هذا يمكن تعويضها على الأمد الطويل”.
وقال: “لكن ما سيصعب استعادته هو تقييم الشركات متعددة الجنسيات لدور هونغ كونغ كمقر مالي وتجاري لممارسة النشاط الإقليمي” و”إذا استمرت المخاطر الجيوسياسية فإن المدينة ستفقد سمعتها كبيئة عمل مستقرة” مضيفاً: “هذا الأمر ربما يكون من الصعب استعادته”.
Discussion about this post