يجتمع ممثلون عن 175 دولة في العاصمة الفرنسية باريس في وقت قريب من اجل التوصل إلى اتفاق حول التقليل من المنتجات البلاستيكية بنسبة 80 في المئة بحلول عام 2040 . وذكر متخصصون أن أكثر 13 ألف مادة كيميائية مرتبطة بإنتاج البلاستيك، من بينها أكثر من ثلاثة آلاف مادة توصف بأنها خطرة ..
وقالت تيريز كارلسون، المستشارة العلمية للشبكة الدولية للقضاء على الملوثات، إن الحلول الحقيقية لأزمة البلاستيك ستتطلب وضع ضوابط عالمية على المواد الكيميائية المستخدمة في تصنيع البلاستيك وتخفيض إنتاج البلاستيك بقدر كبير.
وكانت عدد من الدول المعنية بالشأن البيئي قد توصلت في نيروبي عاصمة كينيا العام الفائت إلى اتفاق مبدئي يضع حد للتلوث البلاستيكي في العالم، في خطوة مبدئية للتوصل الى بإبرام معاهدة ملزمة قانوناً بحلول نهاية 2024 تحت رعاية الأمم المتحدة.
ويقدر الانتاج العالمي من البلاستيك بنحو 460 مليون طن سنوياً وقد يزداد ثلاثة أضعاف بحلول 2060.
وفي هذا السياق نظّمت فرنسا اجتماعا مع وزراء وممثلي حوالي 60 بلداً في باريس من أجل إعطاء دفعة للمفاوضات .
وقالت وزيرة الخارجية الفرنسية كاترين كولونا “إذا لم نتحرك فسيكون هناك بحلول 2050 بلاستيك أكثر من الأسماك في المحيطات .”
وبدوره قال وزير التحول البيئي كريستوف بيشو “مكافحة التلوث البلاستيكي تعني تسهيل حياتنا لمكافحة تغير المناخ وبالتالي الحفاظ على محيطاتنا وتنوعنا البيولوجي .”
ويدخل البلاستيك المشتق من النفط في تركيبة كل شيء تقريباً كالأغلفة وألياف الملابس ومواد البناء والأدوات الطبية وغيرها.
وازداد إنتاجه السنوي بأكثر من الضعف خلال عشرين عاماً ليصل إلى 460 مليون طن، وقد يزداد ثلاثة أضعاف بحلول 2060 إذا لم يتخذ العالم تدابير حيال ذلك .
ورصدت لدائن بلاستيكية دقيقة في الدم وفي حليب الأم وحتى في المشيمة. وما يزيد الوضع خطورة أن ثلثي هذا الإنتاج يرمى في النفايات بعد استخدامه لمرة أو أكثر، وأن أقل من 10 في المئة من المخلفات البلاستيكية تخضع لإعادة التدوير.
وينتهي الأمر بكمية كبيرة من هذه المخلفات من كل الأحجام في قعر البحار أو في الكتل الجليدية وصولا إلى قمم الجبال، وحتى في أحشاء الطيور
ويطرح البلاستيك أيضاً مشكلة لدوره في ظاهرة رفع درجة حرارة المناخ، فقد مثّل 1.8 مليار طن من غازات الدفيئة في 2019، أي 3.3 في المئة من الانبعاثات العالمية، وهو رقم يمكن أن يزيد عن الضعف بحلول 2060 وفقا لمنظمة التعاون والتنمية في الميدان الاقتصادي .
وصرّحت المسؤولة في منظمة سورفرايدر فاونديشن غير الحكومية ديان بوميناي – جوانيه لفرانس برس بأن “هناك إجماعا حول التحديات ورغبة في التحرك .”
وأضافت أنها “متفائلة بشأن حقيقة أننا نمضي قدماً باتجاه إعداد مسودة معاهدة”، لكنها اعتبرت أن “المحتوى المحدّد للالتزامات سيكون معقداً، خصوصاً في ما يتعلّق بخفض الإنتاج.”
والهدف من خفض الإنتاج، وهو مطلب مدعوم من “ائتلاف الطموح الكبير” بقيادة رواندا والنرويج، والذي يشمل حوالي 50 بلداً بما فيها الاتحاد الأوروبي وكندا وتشيلي واليابان، “إنهاء التلوث البلاستيكي بحلول عام 2040.
لكنْ هناك دول أخرى أكثر تردداً، وتصر على إعادة التدوير وإدارة النفايات بشكل أفضل، ومن بينها الصين والولايات المتحدة والسعودية ودول تحالف أوبك عموماً التي تريد حماية صناعة البتروكيماويات .
وستتطرّق المناقشات أيضاً إلى العلاقات بين الشمال والجنوب، مع تحديات مثل “مساعدات التنمية وتشارك التكنولوجيا والتمويل”، حسب ما أكدته بوميناي ــــ جوانيه
وقالت إن “البلدان المتقدمة هي الأكثر استهلاكاً للبلاستيك والأكثر تلويثاً، وهي أيضا تلك التي تنتج في بلدان أخرى وترسل نفاياتها إلى بلدان أخرى .”
Discussion about this post