العالم الاقتصادي- رصد
تعرضت أغلب شركات التكنولوجيا في وادي السيليكون لهزة نادرة في سوق الأسهم بعد الإعلان عن نتائج أعمالها، مما أدى إلى الإقرار بأن عمليات البيع البالغة 5.5 تريليون دولار هذا العام قد وصلت إلى القاع.
وهوت أسهم شركات التكنولوجيا الأميركية في تعاملات ما بعد ساعات التداول الثلاثاء الماضي بعد أن أعلن البعض من عمالقة هذه الصناعة عن نتائج مخيبة للآمال.
وأكدت التحديثات الفصلية الصادرة عن مايكروسوفت وألفابت (الشركة الأم لغوغل) وتكساس إنسترومنتس (مصنعة الرقائق الإلكترونية) الضغط المتزايد من ميزانيات تكنولوجيا المعلومات إلى الإنفاق على الإعلانات الرقمية وصولا إلى شرائح الآلات الصناعية.
وتراجعت أسهم مايكروسوفت بواقع 8.1 في المئة بعد توقعات الإيرادات المحبطة، بينما تقهقرت قيمة أسهم ألفابت بنحو 7.4 في المئة بعدما جاءت إيرادات الربع الثالث من العام أقل من المتوقع.
كما انخفضت أسهم تكساس إنسترومنتس، الرائدة في قطاع أشباه الموصلات، بحوالي 6.1 في المئة عقب إطلاقها توقعات أضعف من تقديرات المحللين.
جيسيكا أمير: لا يزال الضغط على الأصول الأكثر خطورة كالتكنولوجيا
وخسرت العقود الآجلة لمؤشر ناسداك 100 ما يصل إلى 2.4 في المئة، عاكسة ارتفاعا سابقا مع بدء التداولات. وقد انخفض المؤشر بأكثر من 28 في المئة هذا العام، وهو في طريقه إلى تسجيل أسوأ أداء سنوي له منذ عام 2008.
وأعادت هذه النتائج تركيز انتباه المستثمرين على الأضرار التي لحقت بالأرباح والاقتصاد من الارتفاعات السريعة لأسعار الفائدة من جانب الاحتياطي الفيدرالي (البنك المركزي) الأميركي.
وعانت معظم شركات القطاع بشدة جراء تصاعد قوة العملة الأميركية، حيث أثر ذلك سلبا على جميع مبيعاتها خارج الولايات المتحدة.
ويعتمد تحويل الدخل المحقق بعملات أجنبية في الخارج إلى دولارات، في الواقع، على سعر الصرف. وقد سجلت كل العملات تقريبا تراجعا في مقابل الدولار.
ونسبت وكالة بلومبرغ إلى جيسيكا أمير، الخبيرة الإستراتيجية في ساكسو كابيتال ماركتس، قولها إن “الاقتصاد العالمي في نقطة تحول”.
وأضافت: “سيستمر الدولار القوي في الإضرار بالأرباح الآجلة للشركات، في وقت من المرجح أن ينخفض فيه طلب المستهلكين مع تأثير الثروة العكسي الذي من المتوقع أن يسيطر على الأسواق”. وأوضحت أنه “لا يزال الضغط على فئات الأصول الأكثر خطورة مثل التكنولوجيا”.
وكانت علامات الضعف منتشرة على نطاق واسع، فقد سجلت مايكروسوفت أضعف نمو ربع سنوي في مبيعاتها منذ خمس سنوات، بسبب ارتفاع الدولار وتراجع الطلب على أجهزة الكمبيوتر وتعثر عائدات الإعلانات.
وحققت المجموعة، التي تتخذ من ريدموند بولاية واشنطن مقراً لها، إيرادات بلغت 50.1 مليار دولار في الربع الأول من سنتها المالية التي تبدأ في مطلع يوليو، بزيادة قدرها 11 في المئة خلال عام.
لكن ضعف العملات في الأسواق الأخرى أدى إلى تراجع بواقع 2.2 مليار دولار في إجمالي مبيعات المجموعة.
كما حرم ارتفاع سعر صرف الدولار مايكروسوفت من 1.3 مليار دولار من صافي الأرباح، والذي انخفض بنسبة 14 في المئة إلى 17.5 مليار دولار.
وفي أهم محرك مالي لألفابت، البحث والأنشطة التجارية ذات الصلة، تراجعت المبيعات عن تقديرات المحللين؛ حيث أدى التضخم المتصاعد إلى إعاقة النمو في الإعلانات الرقمية.
وسجلت ألفابت خلال الصيف الماضي أضعف نمو في الإيرادات منذ عام 2013، باستثناء فترة بداية جائحة كورونا، في مؤشر قوي على الصعوبة المتزايدة التي تعترض عمالقة الإعلانات الرقمية في مواجهة التضخم والمنافسة.
وأعلنت المجموعة الأميركية العملاقة عن إيرادات بلغت 69.1 مليار دولار في الربع الثالث من العام، بزيادة 6 في المئة على أساس سنوي. وبلغ صافي أرباحها 14 مليار دولار، وهي نتيجة أقل بكثير من التوقعات.
وبين يوليو وسبتمبر الماضيين تراجعت عائدات إعلانات يوتيوب بنسبة اثنين في المئة إلى 7 مليارات دولار بعدما كانت السوق تتوقع ارتفاعا طفيفا على هذا الصعيد.
وامتدت عمليات البيع إلى المستهلكين وعمالقة التكنولوجيا الآخرين، مع انخفاض قيمة أسهم عملاق تجارة التجزئة أمازون بنسبة 4.9 في المئة.
معظم شركات القطاع عانت بشدة جراء تصاعد قوة العملة الأميركية
حيث أثر ذلك سلباً على جميع مبيعاتها خارج الولايات المتحدة
وتبع هؤلاء، الذين يجنون مكاسب من الإعلانات عبر الإنترنت بشكل أقل، شركة ألفابت، مع انخفاض مجموعة ميتا وشركة بنترست (متخصصة في نشر الصور) بأكثر من 4 في المئة لكل منهما.
ومن بين شركات البرمجيات التي تتحرك في أعقاب نتائج مايكروسوفت تراجعت شركة داتا دوغ بنسبة 7 في المئة، وانخفضت أسهم شركة سنوفلاك بواقع 5 في المئة وسالسفورس بنسبة 3 في المئة.
وكانت توقعات الطلب قاتمة بشكل خاص في صناعة أشباه الموصلات، التي كانت واحدة من أكثر القطاعات تأثرا خلال الجائحة.
وقادت شركة تكساس إنسترومنتس، التي تدخل رقاقاتها في كل شيء بدءا من الأجهزة المنزلية ووصولا إلى الصواريخ، تهاوي الأسهم بعد أن أشارت توقعاتها الضعيفة إلى أن تراجع الرقائق ينتشر إلى ما وراء الحوسبة والهواتف ليصل إلى شركات أخرى.
وأظهرت المعطيات أن أسهم كل من أنالوج الأجهزة، وأون سيميكوندكتور كورب، ومارفيل تكنولوجي إنك تراجعت بدورها.
وأبلغت شركة أس.كي هاينكس الكورية الجنوبية لصناعة الرقائق عن انخفاض في الأرباح بنسبة 60 في المئة. وقالت إنها “ستخفض النفقات الرأسمالية بأكثر من النصف”. وحذرت من “تدهور غير مسبوق في ظروف السوق”.
وتنضم هاينكس إلى زميلتيها في صناعة الذاكرة، ميكرون تيكنولجي وكيوكسيا هولدينغز، في خفض خطط الإنتاج مع انخفاض أسعار الرقائق.
والجانب المشرق بالنسبة إلى المستثمرين هو أن التراجع النهائي في العرض قد يثبت في النهاية أنه مفيد للأرباح وأسعار الأسهم؛ فقد ارتفعت أسهم هاينكس التي فقدت 28 في المئة من قيمتها هذا العام، بما يصل إلى 2.1 في المئة. كما ارتفع سهم شركة سامسونغ للإلكترونيات بواقع 3 في المئة، بينما أضافت شركة تايوان لصناعة أشباه الموصلات 1.4 في المئة إلى أرباحها الفصلية.
وقال جريج روه، رئيس أبحاث التكنولوجيا في أتش.أم.سي أنفسيتمنت آند سيكورتيز، إن “المخزون سينخفض وفقًا لذلك وسيرتفع الطلب مرة أخرى”.
– العرب-
Discussion about this post