العالم الاقتصادي- رصد
ذكرت الصين، اليوم الإثنين 24 تشرين الأول، أن الناتج المحلي الإجمالي للربع الثالث نما بنسبة 3.9 في المئة عن العام الماضي، متجاوزاً التوقعات. وكان من المقرر إطلاق البيانات في 18 أكتوبر، لكن أعلن تأجيلها في وقت متأخر يوم 17 أكتوبر من دون تفسير، بالتزامن مع عقد الحزب الشيوعي الصيني مؤتمره الوطني العشرين في الفترة من 16 إلى 22 تشرين الأول.
وتوقع محللون استطلعت “رويترز” آراءهم قبل 18 أكتوبر أن تعلن الصين نمو الناتج المحلي الإجمالي بنسبة 3.4 في المئة في الربع الثالث.
وسجل النمو السنوي الذي تم إصداره رسمياً بنسبة 3.9 في المئة للربع الثالث انتعاشاً من 0.4 في المئة في الربع الثاني، مما رفع معدل النمو السنوي إلى ثلاثة في المئة، لكنه لا يزال أقل بكثير من الهدف الرسمي عند نحو 5.5 في المئة.
وكانت ضوابط “كوفيد-19” قد أثرت في النشاط التجاري في البلاد، بخاصة في الربع الثاني من العام، وفي النمو، ودفعت عديداً من البنوك الاستثمارية إلى خفض توقعاتها للعام بأكمله إلى نحو ثلاثة في المئة.
في حين لم يشر المؤتمر الأخير للحزب الشيوعي الصيني إلى ما إذا كانت سياسة “صفر كوفيد” ستستمر أم ستنتهي قريباً.
وأصدرت الصين أيضاً بيانات تجارية لشهر أيلول اليوم الإثنين بعد صمت غير مبرر في شأن الأرقام، والذي كان متوقعاً في 14 تشرين الأول.
وفاقت الصادرات، المحرك الرئيس لنمو الصين، التوقعات بزيادة قدرها 5.7 في المئة بالدولار الأميركي في سبتمبر. وكان محللون استطلعت “رويترز” آراءهم توقعوا زيادة 4.1 في المئة.
ومع ذلك ارتفعت الواردات بالدولار الأميركي بنسبة 0.3 في المئة فقط في سبتمبر مقارنة بالعام الماضي، مخالفة لتوقعات “رويترز” بنمو قدره واحد في المئة.
العقارات وراء التراجع
وبشكل عام عكست البيانات تأثير ضوابط “كوفيد-19” وتراجع العقارات، في حين ظلت صناعة السيارات نقطة مضيئة تحت دعم بكين مركبات الطاقة الجديدة.
ونمت مبيعات التجزئة بنسبة 2.5 في المئة في سبتمبر مقارنة بالعام الماضي، متباطئة عن آب ومخالفة التوقعات عند 3.3 في المئة وفقاً لاستطلاع “رويترز”.
وضمن مبيعات التجزئة انخفضت مبيعات المطاعم بنسبة 1.7 في المئة في أيلول مقارنة بالعام الماضي، كما انخفض الأثاث والأجهزة المنزلية ومواد البناء الشهر الماضي مقارنة بالعام الذي سبقه.
ومع ذلك، ارتفعت مبيعات السيارات، وهي إحدى كبرى الفئات من حيث القيمة، بنسبة 14.2 في المئة في أيلول مقارنة بالعام الماضي.
ارتفاع البطالة ونمو المداخيل
وارتفع معدل البطالة في المناطق الحضرية إلى 5.5 في المئة في أيلول. وبقيت نسبة الأشخاص الذين تتراوح أعمارهم بين 16 و24 عاماً أعلى بكثير عند 17.9 في المئة.
وفي الأرباع الثلاثة الأولى ارتفع الدخل المتاح للفرد لسكان الحضر بنسبة 2.3 في المئة على أساس سنوي، عند حساب التضخم. وهذا هو متوسط الدخل الشهري المتاح لسكان المدينة البالغ 4165 يوان (587 دولاراً)، مع الإشارة إلى تباين الدخل بشكل كبير في الصين بحسب حجم المدينة وموقعها.
وارتفع الإنتاج الصناعي بنسبة 6.3 في المئة في أيلول عن مستواه قبل عام، وهو أعلى بكثير من الزيادة البالغة 4.5 في المئة التي توقعتها “رويترز”، كما ارتفع تصنيع السيارات بنسبة 24 في المئة تقريباً، بينما أنتجت الدولة أكثر من ضعف عدد سيارات الطاقة الجديدة مقارنة بالعام الماضي.
وقال كبير الاقتصاديين في منطقة آسيا والمحيط الهادئ، أندرو تيلتون، في برنامج “إشارات الشوارع” على قناة “سي أن بي سي” يوم الإثنين، إن “النشاط الصناعي كان مصدر القوة أخيراً”. وأضاف “لا تزال الصورة الكبيرة هي أن الاقتصاد يعمل بشكل أقل بكثير من إمكاناته هذا العام”.
وارتفع الاستثمار في الأصول الثابتة بنسبة 5.9 في المئة في الأرباع الثلاثة الأولى من العام، وهو ما ينخفض قليلاً عن توقعات “رويترز” البالغة ستة في المئة.
وانخفض الاستثمار في العقارات بنسبة ثمانية في المئة خلال تلك الفترة، وهو ما يزيد على 7.4 في المئة انخفاضاً سنوياً سجله خلال الأشهر الثمانية الأولى من العام.
فيما تسارع الاستثمار في البنية التحتية حتى تاريخه بنسبة 8.6 في المئة على أساس سنوي اعتباراً من أيلول، من 8.3 في المئة اعتباراً من آب. واستمر ذلك في التصنيع بالوتيرة نفسها.
– إندبندنت عربية-
Discussion about this post