هل تصل أوروبا إلى مأزق وقف إنتاج السيارات؟

العالم الاقتصادي- رصد

أثار قادة الاتحاد الأوروبي مخاوف من أن نقص المغنيسيوم قد يجبر شركات صناعة السيارات ومستخدمي الألومنيوم الآخرين على إيقاف الإنتاج في غضون أسابيع ما لم تُعد الصين تشغيل مصاهر المغنيسيوم. وتراجعت الصادرات الصينية من المغنيسيوم – وهي مادة مهمة لتقوية سبائك الألومنيوم، وتستخدم في كل شيء من الأدوات الكهربائية إلى أجهزة الكمبيوتر المحمولة – حيث خفضت البلاد الإنتاج بسبب أزمة الطاقة.

وقد أدى ذلك إلى ارتفاع الأسعار بشكل كبير، ما ترك المشترين في جميع أنحاء العالم مكشوفين. وحذرت الاتحادات التجارية من أن نقص المغنيسيوم في أوروبا قد يؤدي إلى توقف العمليات الصناعية في غضون أسابيع، ما يهدد آلاف الشركات والملايين من الوظائف في قطاعات السيارات.

وقال دبلوماسيون لصحيفة “فاينانشيال تايمز”، إن المستشارة الألمانية المنتهية ولايتها أنغيلا ميركل حذرت القادة من الأزمة المحتملة في قمتهم في بروكسل.

وقالت ميركل إن ارتفاع أسعار الطاقة العالمية كان له آثار غير متوقعة، حيث أضر نقص المغنيسيوم في الصين بمصنعي السيارات في أوروبا، وفقاً لدبلوماسيين مطلعين على المناقشة. وردد أندريه بابيس، رئيس وزراء جمهورية التشيك، الدولة الكبيرة الأخرى المنتجة للسيارات، مخاوفه تجاه هذا النقص.

ويُعد المغنيسيوم مكوناً أساسياً لسبائك الألومنيوم المستخدمة في السيارات والتعبئة والمنتجات اليومية الأخرى. ويأتي نحو 87 في المئة من الإمدادات العالمية، و95 في المئة من الاستهلاك الأوروبي من الصين التي خفضت الإنتاج بشكل كبير لتوفير الطاقة مع ارتفاع الأسعار.

تحذيرات من 12 اتحاداً تجارياً أوروبياً

وحذر 12 اتحاداً تجارياً تمثل صانعي السيارات والمعادن والتعبئة والتغليف وغيرها من الصناعات يوم الجمعة من “خطر وشيك لإغلاق الإنتاج في جميع أنحاء أوروبا”، لأن لديهم مخزوناً كافياً من المغنيسيوم فقط حتى نهاية نوفمبر (تشرين الأول).

وقالت الاتحادات التجارية: إن أسعار واردات المغنيسيوم النادرة قفزت خمسة أضعاف خلال العام. ودعوا بروكسل والحكومات الوطنية إلى العمل مع الصين “للتخفيف من مشكلة النقص الحرجة قصيرة الأجل، وكذلك آثار العرض طويلة الأجل على الصناعات الأوروبية”.

وبحسب بيان مجموعة الضغط الأوروبية للألومنيوم، أن “آلاف الشركات في جميع أنحاء أوروبا، وسلاسل التوريد الخاصة بها وملايين الوظائف التي تعتمد عليها” من المحتمل أن تكون في خطر. ووقعت أيضاً هيئات الصناعة بما في ذلك “أكيا”، وهيئة شركات صناعة السيارات، “ويوروفير”، مجموعة الضغط الفولاذية على البيان.

ويضع الاتحاد الأوروبي استراتيجية لتقليل اعتماده على واردات المواد الخام، بما في ذلك المغنيسيوم، بعد تنامي المخاوف من أن الصين قد تخنق الإمدادات.

وقالت المفوضية الأوروبية إنها على علم بالوضع مضيفة: “إننا نثير هذه القضية مع نظرائنا الصينيين من أجل معالجة النقص الفوري وتقييم الحلول طويلة الأجل لمعالجة هذا التبعية الاستراتيجية”.

– إندبندنت عربية-