العالم الاقتصادي- محمد النعسان
إن تأمين مادة الدقيق وتوفيرها خاصة في هذه الظروف التي تمر على وطننا العزيز، هي مهمة وطنية إنسانية ومسؤولية كبيرة، وهي ضرورة تقتضيها الحاجة الماسة لمواكبة التطور الحضاري والاقتصادي والإنساني، فالتفكير بزيادة الطاقة الإنتاجية للمطاحن بات ضرورة ملحة لتحقيق الأمن الغذائي، خاصة هذه الفترة التي تتطلب منا التفكير بكل جديد من مصلحة المساهمة في تخفيف العبء على المواطنين بشكل عام، والمساهمة بدعمهم وتحقيق رغباتهم اليومية بالطرق الأسهل والأسرع.
ومن هذا المنطلق، جاءت فكرة الدكتور المهندس أحمد صالح العوض باختراع جهاز نقل هوائي لمادة الدقيق، يوفر الجهد والوقت والأيدي العاملة ومواد التعقيم وذي كفاءة عالية وفعالية مميزة بنقل الدقيق، ويمكن استخدامه في عمليات تنظيف الآلات وأسفلها، وتنظيف الزوايا الضيقة التي يصعب الوصول إليها يدوياً وتنظيف مجاري التهوية للمحركات الكهربائية دون الحاجة لتوقف المطحنة، مما يؤدي إلى زيادة الطاقة الإنتاجية، ويقلل من احتمال حدوث الانفجارات الغبارية الثانوية والأمراض المهنية.
وفي لقاء خاص لـ”العالم الاقتصادي” أوضح الدكتور العوض أن الجهاز عبارة عن مروحة ضغط عالٍ مع محرك كهربائي وجهاز فصل الدقيق يوفر الحركة الدوامية لكتلة الهواء المارة من خلاله، وأنابيب نقل الهواء والدقيق بأقطار مختلفة، ويتألف من منظم نقل الهواء لتنظيم تدفق الدقيق وإحكام الهواء ويعمل الجهاز على مبدأ الضغط السالب(negative pressure).
وحول الهدف من الجهاز يضيف الدكتور العوض أن الجهاز يهدف إلى نقل الدقيق من كل طبقات قسم الطحين بنجاح تام، دون الحاجة إلى توقف الآلات، الأمر الذي يؤدي إلى زيادة الطاقة الإنتاجية، كذلك إمكانية استخدام الجهاز الهوائي في عمليات تنظيف الأرضيات والزوايا الضيقة، وتنظيف الآلات والتجهيزات الكهربائية بفعالية عالية والقضاء على البيئة الحاضنة للحشرات والحد التام من استخدام مواد التعقيم، كذلك لا ينتج عن استخدام الجهاز تأثيراً بالغبار كونه يعمل بالضغط السالب، الأمر الذي يحد من احتمال حدوث الانفجارات الغبارية الثانوية وبحد أيضاً من إصابة العاملين بالأمراض المهنية، كذلك يوفر في استخدام مواد التعقيم باهظة الثمن، ويوفر الوقت والجهد والأيدي العاملة، حيث يحتاج الجهاز للعمل به عاملاً واحداً فقط، وهنا تأتي الأهمية، كما يوفر الجهاز في معدات التنظيف التقليدية، ويتمتع الجهاز بسهولة الصيانة، ويعمر فنياً لزمن طويل لعدم وجود أجزاء تدور فيه، وإعادة الناقلة هي الهواء وهي متوفرة دون تكلفة.
وحول استخدامات الجهاز يضيف الدكتور العوض قائلاً: يمكن استخدام هذا الجهاز في مطاحن دقيق القمح ومطاحن الحبوب بشكل عام ومعامل السكر والذرة وغيرها، وقد تم تنفيذ هذا الاختراع لأول مرة في مطحنة اليرموك في درعا، وتم تعميمه على مطاحن القطر من قبل السيد وزير التجارة الداخلية وحماية المستهلك الذي أوجه له كل المحبة والتقدير على دعمه اللامحدود وتم تنفيذه في مطحنة الجولان بدمشق، وشاركت به في الدورة 59 من معرض دمشق الدولي لعام 2017 بجناح الشركة العامة للمطاحن والذي حظي بالكثير من الاعجاب والدهشة.
ويختم المخترع السوري الدكتور المهندس أحمد العوض حديثه قائلاً:
إنني وبكل فخر واعتزاز أقدم جهازي هذا إلى السيد الرئيس بشار الأسد عربون وفاء ومحبة لما وصلنا إليه من أمن وأمان ساهم بتحقيق هذا الاختراع العصري، وكل ذلك بفضل بسالة جيشنا العربي السوري وتوجيهات السيد الرئيس الحكيمة والشجاعة.
هامش
_ ضمن فونة على كامل الفقرة التالية_____
الدكتور المهندس أحمد العوض من محافظة درعا– الشيخ مسكين– مواليد 1969، يعمل في الشركة العامة للمطاحن– مطحنة اليرموك، تخرج من كلية الهندسة الميكانيكية بجامعة دمشق، حاصل على الدكتوراه بهندسة القوى الميكانيكية عام 2014، حاصل على إجازة في الآداب– قسم اللغة الإنكليزية-اختصاص ترجمة من جامعة دمشق عام 2009، دعي شخصياً من بريطانية للمشاركة ببحثه العلمي الخاص والذي تم عرضه بالمؤتمر العالمي الثالث عشر للطاقات المتجددة في لندن عام 2014 وكان فخراً حقيقياً لسورية، له العديد من المنشورات بمواقع عربية وعالمية وتم اقتباسها من قبل مبار العلماء العالميين لإيضاحها لأصحاب الاختصاص بآلية مبسطة، وله العديد من الأعمال الفنية الميكانيكية المميزة ودراسة ظواهر تقنية وبرمجية ومعايرة وصيانة أدوات الطحن بعناية ومهارة.
Discussion about this post