العالم الاقتصادي- وكالات
هل يكون سوق اللقاحات المضادة لفيروس كورونا فرصة ذهبية لمنتجي هذه الجرعات الثمينة؟
في ما يأتي أبرز ما يعنيه الوباء بالنسبة إلى قطاع صناعة الأدوية.
إيرادات بالمليارات
أعلنت شركة «فايزر» الأمريكية أن قيمة مبيعاتها من لقاحها المضاد لفيروس كورونا والذي طورته بالتعاون مع «بايونتيك» الألمانية، ستصل في العام 2021 وحده إلى حوالي 15 مليار دولار. وذلك دون احتساب أي عقود إضافية.
و«في المجموع قد تبلغ قيمة هذا السوق ما بين 30 إلى 40 مليار دولار هذا العام. وهو تغير هائل في المنظور»، كما أوضح لويك شابانييه من شركة «إيه واي» للاستشارات. وهذا الرقم أعلى بكثير من أرباح اللقاحات الأخرى، على سبيل المثال لقاحات الأطفال، في العام العادي.
وعلى سبيل المثال، ستكون المبالغ المطلوب دفعها ضخمة بالنسبة إلى الاتحاد الأوروبي، إذا كانت الأسعار التي كشفت وزيرة الدولة البلجيكية للميزانية، إيفا دي بليكر، عنها دون قصد صحيحة.
فمع افتراض أن كل جرعة يبلغ سعرها 18 دولاراً، فإن شركة «موديرنا» الأمريكية التي وقعت عقدا مع الاتحاد الاوروبي تسلم بموجبه ما يصل إلى 160 مليون جرعة، يمكنها على سبيل المثال جني 3 مليارات دولار.
ربحية غير معروفة
ومع ذلك، من الصعب تحديد الأرباح التي ستحققها المختبرات وفقا للمتخصصين. لأن أسعار لقاحي أسترازينيكا (1.78 يورو فقط لكل جرعة) و»موديرنا»، تختلف بشكل كبير، على غرار التقنيات المستخدمة والإستراتيجيات. وأوضحت «أسترازينيكا» البريطانية أنها تريد بيع لقاحها بسعر الكلفة، خلال زمن الجائحة.
وقال المحلل المتخصص في صناعة الأدوية لدى شركة «براين-غارنييه أند كو»، جان جاك لو فور: «هناك أمر مبهم حول الربحية».
في بعض الأحيان، تدخل التقنيات الجديدة والتوسع الصناعي والشراكات بين اللاعبين ضمن الكلفة، كما قال المحلل الذي أضاف «يصبح تحديد سعر الكلفة النهائي أكثر تعقيداً قليلاً».
وأشار لويك شابانييه إلى أن الوباء قلب النموذج الاقتصادي التقليدي رأساً على عقب، وأضاف «في قطاع الأدوية، غالباً ما يكون اللقاح غير مربح في البداية، بل على المدى الطويل. لكن في هذه الحالة، كان اللقاح مربحاً منذ البداية نظراً إلى الطلب المرتفع جداً عليه».
ولفتت «فايزر» أيضاً إلى أنها تتوقع تحقيق هامش ربح قبل الضريبة على هذا المنتج تتراوح نسبته بين 25 و30 في المئة.
ومع ذلك، يجب عدم شن هجوم عنيف على شركات الأدوية وفقاً للمتخصصين الذين أشاروا إلى المخاطر التي يواجهها هؤلاء اللاعبون.
وتقول كريستيل كوتينسو المسؤولة في شركة «ألسيمد» للاستشارات «استثمرت شركة فايزر ما يقرب من ملياري دولار في الأبحاث وستعوضّها بسرعة كبيرة».
وتضيف «لكنها بدأت الاستثمار دون معرفة النتيجة. لقد توقفت البحوث على العديد من اللقاحات التي كانت مرشّحة»، مشيرةً إلى أن هذه الشركات لن تعوض أبداً تكاليفها من حيث الأموال التي استثمرتها في هذا البحث.
هل السباقون أكبر الرابحين؟
تتمتع الشركات التي أنتجت أولى اللقاحات بموقع جيد من حيث الاستحواذ على طلبات ضخمة. لكن هذا لا يعني أنه لن يكون هناك مجال أمام الشركات الأخرى. فماذا لو أن النسخ المتحورة من فيروس كورونا تتطلب التلقيح سنوياً؟ وماذا لو أن كوفيد-19 أصـبح منـتظماً مـثل الانفـلونزا؟
وقال شابانييه: «نظراً إلى ضخامة الأزمة وتأثيرها العالمي والقيود اللوجستية، ما زال هناك متـسع لـعدد مـعين من اللاعــبين».
ووفقا لتقرير حديث صدر عن «غلوبل داتا» قد تنخفض مبيعات لقاح فايزر/بايونتيك بنسبة 80 في المئة تقريباً العام المقبل بسبب المنافسة من لقاحات أخرى.
وهذه، وفقا لكريستيل كوتينسو، فإن هذه أخبار سارة، وتقول «يبدو أن هناك الكثير من المنتجات الفعالة. وهذا الامر يحافظ على مستوى المنافسة».
هل ستخلط الأوراق؟:
نظرياً يمكن لوباء كوفيد-19، وفقاً للمتخصصين، إعادة خلط الأوراق في قطاع صناعة اللقاحات المغلق جداً.
فهذا القطاع تتقاسمه تقليدياً أربع مجموعات عملاقة تمثل وحدها 90 في المئة من قيمة السوق، وفقا لشركة «إفاليويت فارما»، وهي «فايزر» و»ميرك» الأمريكيتان و»جي إس كيه» البريطانية و»سانوفي» الفرنسية.
ومع ذلك، فإن إنتاج لقاحات بتقنية الحمض النووي الريبي المرسال، وهي تكنولوجيا مبتكرة تستخدمها «موديرنا» و»فايزر»، من المحتمل أن يغير جزءاً من المشهد، وفقاً لشابانييه، الذي يقول «نحن ندرك أن نتائج هذه التقنية استثنائية من حيث الكفاءة والقدرة على التطور والآثار الجانبية التي تبدو منخفضة للغاية».
كما يمكن للاعبين الجدد الحصول على حصة في اللقاحات المستقبلية.
وقال جان جاك لو فور: «يمكننا حتى التفكير في مزيج من لقاح إنفلونزا/كوفيد». وأضاف أن هناك تنافس حتمي بين شركات التكنولوجيا الحيوية ذات الأسماء المتداولة بالإضافة إلى لاعبين جدد روس وصينيين في هذا القطاع.
– أ ف ب-
Discussion about this post