بقلم: الكابتن وليد ابو السل لاعب سابق لمنتخب سورية .
أجد من واجبي الادبي والاخلاقي والمهني أن ابدي برأيي بالخطوة التي أقدم عليها اتحاد كرة القدم باختيار المدرب الارجنتيني هيكتور كوبر لتدريب منتخبا الوطني .
إن المتابع لمسيرة هذا الرجل ، والذي تحلو للصحافة ان تلقبه بالمدرب العجوز ، يجد بكل وضوح بأنه صاحب تجربة لا يستاهن بها، فعلى مدار سنوات طويلة مضت قاد المدرب كوبر فيها عدة منتخبات عريقة الى استحقاقات كروية دولية وعالمية .. كالمنتخب المصري والمنتخب الكونغي والاوزبكستاني وغيرهم .
وإن ما تعيب عليه أصحاب الاقلام الاعلامية الناقدة في الوسط الرياضي بأنه يجيد تنظيم الخطط الدفاعية أكثر من اهتمامه بالخطط الهجومية ، أمر لا ارى فيه الكثير من الدقة والموضوعية والانصاف ، لمدرب بحجم كوبر ابن المدرسة اللاتينة العريقة للتدريب على مستوى العالم بأسره وصاحب تاريخ طويل وناجح في ميادين التدريب ..
أن مايهمنا بالامر هو أن تتوج مسيرة تدريبه لمنتخبا بالنجاح والتألق ولكن هذا يتطلب أيضا تأمين المناخ المناسب لتحقيق ذلك والذي يجب ان يتجلى كليا بعدم التدخلات بعمله تحت اي مسمى . وعدم التسرع بالحكم عليه في فترة زمنية وجيزة .
للانه وكما معلوم لكم … فأن هذا النوع من العمل يحتاج الى جملة مكونات اساسية يجب تحقيقيها منها العامل الزمني … وليس صحيحا أن الناحية الفنية والبدنية والجاهزية للاعب هي كل شيء بتحضير منتخب يراد منه تحقيق الفوز تلو الفوز .. بل هنالك عوامل وجوانب اخرى يعمل المدرب الناجح على تحقيقها ومنها العامل النفسي للاعب والمنتخب بشكل عام . فحالية الانسجام بين الاعبين عامل اساسي لايمكن تجاهله .
كل هذه العوامل وغيرها مجتمعة تشكل مسيرة نجاح للمدرب والمنتخب .
ولا نتسى بان المدرب اجنبي ومن بيئة مختلفة فهو بحد ذاته بحاجة الى وقت حتى يتعرف مع نفسيات الاعبين ويستطيع من بعدها بناء تحقيق حالة الاندفاع والانسجام فيما بينهم وصولا الى تحقيق منتخب على قلب رجل واحد يسعى لتحقيق الانصار تلو الانتصار لبلد بات متعطشا ليعيش هذه الحالة ويرى منتخبه على منصات التتويج العالمية .
أن حالة التخبط والاحباط وعدم الانسجام ووضوح الرؤية لبناء مستقبل كروي متألق لسورية يعيد بها ايام الانتصارات السابقة كان لاسباب باتت معروفة للقاصي والداني لكن ليس من الصح ان نقف عاجزين نتبادل اللوم والاتهامات دون التفكير بتحقيق الفوز تلو الفوز بهمة ابناؤنا في المنتخب وان لارى ذلك بعيدا اذا ما صدقنا النوايا في تحقيق ذلك .
دعواتي للمدرب كوبر بالنجاح والتألق الدائمين ولمنتخبا الوطني المزيد من الانتصارات لتسعد قلوب السوريين .
Discussion about this post