لماذا تحتاج السيارات الخضراء إلى تجهيزات خاصة؟

العالم الاقتصادي – متابعات

يتزايد انتشار السيارات الكهربائية والموديلات الهجينة في كافة بلدان العالم، وأصبحت المصطلحات الخاصة بهذه النوعية من المركبات منتشرة في الحياة اليومية.

ويجمع خبراء القطاع على أن اعتماد آخر الابتكارات التكنولوجية في عمليات التصنيع يفتح الباب يوميا أمام عمليات تطوير التجهيزات الخاصة، بهدف جعل المركبات الصديقة للبيئة أكثر تميزا.

وتتنوع التجهيزات من البطارية وتأثير الذاكرة فيها وكابلات الشحن مرورا بالقيادة بدواسة واحدة، وصولا إلى الأنظمة المساعدة بما فيها التحذير الصوتي الإلزامي، كون هذا النوع من السيارات لا يصدر ضجيجا قياسا بالمركبات التي تعمل بالوقود.

وتزخر هذه النوعية من المركبات بالكثير من الأجهزة الحاسوبية، ولذلك فإن أعمال الخدمة والصيانة تشتمل على تحديث البرمجيات.

وفي الكثير من الأحيان لا يتعين على المرء التوجه بالسيارة إلى الورشة الفنية، ولكن يتم الاعتماد على ما يعرف باسم “التحديثات عبر الأثير” من أجل تثبيت وظائف جديدة أو إصلاح الأخطاء.

وتبرز السيارات الهجينة التي تجمع بين مفهومي أنظمة الدفع ومزايا التقنيات المختلفة ومحركات احتراق داخلي، بنزين أو ديزل، مع محرك كهربائي يتم تشغيله بالبطارية كإحدى الوسائل الضرورية لنشر هذه التكنولوجيا.

ويشير فينشينزو لوكا، الخبير في الهيئة الفنية الألمانية لمراقبة الجودة، إلى أهمية البطارية في السيارات الكهربائية باعتبارها مخزنا للطاقة عالية الجهد، وتعد مع المحرك الكهربائي بمثابة القلب النابض.

ونسبت وكالة الأنباء الألمانية الرسمية إلى فينشينزو قوله “عادة ما يتم دمج خلايا الليثيوم أيون في وحدات، وبعد ذلك يتم تجميعها في حزم، وتركيبها في قاع السيارة قدر الإمكان”.

لكن تقنية الذاكرة تبدو مهمة هنا، حيث يظهر تأثيرها عندما يتم شحن البطارية بشكل متكرر، على الرغم من أنها غير فارغة الشحنة، وهو ما يسبب تلفيات بالبطارية، غير أن بطاريات الليثيوم أيون في السيارات الكهربائية الحديثة لا يظهر بها هذا التأثير.

وتستقر البطارية في جميع السيارات الكهربائية تقريبا في نوع من الأرضيات المزدوجة. ويقول غريت رايشيل من نادي السيارات أي.سي.في “إن من خلال الأرضية المزدوجة يمكن حماية البطارية بشكل أفضل، ويتم توزيع الوزن بشكل متساو، فضلا عن أنها تشغل أصغر مساحة ممكنة”.

وحتى تحظى بالمزيد من التفرد تقوم الشركات باعتماد نظام القيادة بدواسة واحدة، حيث تمكن في الكثير من المواقف قيادة البعض من السيارات الكهربائية بواسطة قدم واحدة عن طريق دواسة القيادة فقط، وهو ما يعرف باسم “ون بيدال درايفنغ”.

ويوضح ماتياس فوغت، من نادي السيارات الألماني أي.دي.أي.سي أنه إذا تم الضغط على دواسة القيادة تنطلق السيارة الكهربائية، وتتباطأ بدرجة كبيرة بمجرد رفع القدم عن دواسة القيادة، بدلا من أن تتهادى بخلاف السيارات المزودة بمحركات احتراق داخلي.

أما وظيفة استعادة طاقة الكبح فتشير إلى قدرة المركبة الكهربائية على استعادة الطاقة أثناء عمليات الكبح وإعادتها إلى البطارية مرة أخرى.

كما أن من دون كابلات الشحن التي تشكل أحد التجهيزات الضرورية بكل الطرز، فإنه لا يمكن نقل الطاقة الكهربائية إلى البطارية من دونها، وهذه الكابلات تتوافر حاليا بأطوال مختلفة وبأشكال متنوعة ومقاطع عرضية متباينة.

ولكي توفر لأصحابها قدرة أعلى على تفادي أي مشاكل، فإن الشركات توفر كابل الشحن في الطوارئ، وهو عبارة عن وصلة كهربائية للتيار الكهربائي في المنزل.

ويؤكد المطورون أنه يمكن استعمال هذا الكابل مع مقبس 230 فولط المعتاد لشحن بطارية السيارة، في حال عدم توافر صندوق حائط أو أي محطة أخرى لشحن السيارة الكهربائية.

أما الشحن المشترك المعروف اختصارا باسم “سي.سي.سي”، فهو عبارة عن نظام سريع بقدرة تصل إلى 350 كيلوواط.

وفي نظام الشحن المشترك تم توسيع القابس من النوع 2 لشحن التيار المتردد من خلال إضافة اثنين من الملامسات الإضافية لشحن التيار المباشر، وبالتالي فإنه يمكن شحن السيارات المزودة بمقبس سي.سي.أس عن طريق التيار المباشر والتيار المتناوب.

والقابس من النوع 2 أو كما يعرف باسم “مينكس” هو بمثابة القابس القياسي للسيارات الكهربائية والموديلات الهجينة.

وتقول الهيئة الفنية الألمانية لمراقبة الجودة إن محطات الشحن السريع تتيح حاليا قدرات شحن تصل إلى 350 كيلوواط، في حين أن قدرة المقبس الكهربائي المنزلي تبلغ 3.5 كيلوواط فقط، وتبلغ قدرة صندوق الحائط في المرآب 11 أو 22 كيلوواط، ومع ذلك يجب أن تدعم السيارة وظيفة الشحن السريع.

وأوجدت الشركات تجهيزة أخرى باتت ضرورية لمالكي السيارات الكهربائية، وهي صندوق الحائط “وولبوكس” الذي هو عبارة عن محطة شحن مثبتة في الحائط، يتم استعمالها في المرآب الخاص.

أما نظام أي.في.أي.أس وهو عبارة عن نظام تحذير صوتي، فبات أحد التجهيزات الضرورية في أي مركبة تعمل بالطاقة الكهربائية، وخاصة الموديلات الهجينة الجديدة والسيارات المزودة بمحركات الهيدروجين.

وبحسب المواصفات الفنية، فإنه يتم تفعيل نظام التحذير الصوتي للسيارات تلقائيا حتى سرعة 20 كيلومترا في الساعة، وعند الرجوع إلى الخلف.

وبما أن هذه النوعية من المركبات تتمتع بمحركات كهربائية فوق العجلات، فإنها تمتاز بوجود حيز تخزين أمامي، نظرا لأن التقنيات والتجهيزات أقل حجما من السيارات المعتمدة على محركات الاحتراق الداخلي.

وعلى الرغم من المزايا الكبيرة للسيارات الكهربائية، إلا أنه يجب فحصها بصورة منتظمة. ويقول رايشيل إنه مع السيارات الكهربائية لا توجد تكاليف باهظة أثناء الفحص مثل تغيير الزيت.

وعلاوة على ذلك فإن تآكل المكابح يكون قليلا للغاية، وهو ما يساعد على خفض تكاليف الفحص بمقدار الثلث مقارنة بمحركات الاحتراق الداخلي المماثلة.