العالم الاقتصادي- محمد النجم
انطلقت أمس الثلاثاء فعاليات المعرض الأردني للتجارة والخدمات” والذي تنظمه شركة الجميل للمعارض على أرض مدينة المعارض الجديدة بدمشق بحضور السادة الدكتور سامر الخليل وزير الاقتصاد والسيد نائل كباريتي رئيس غرفة تجارة الاردن ومحمد أبو الهدى اللحام رئيس غرف التجارة السورية وأعضاء غرفة التجارة الأردنية وغرف التجارة السورية ورئيس وأعضاء غرفة صناعة دمشق وريفها وشخصيات تجارية واقتصادية ومجموعة كبيرة من السادة الاعلاميين والقنوات الإعلامية الرسمية والقنوات والمواقع الإلكترونية الخاصة.
وشارك في المعرض الذي تقيمه وزارة الاقتصاد والتجارة الخارجية السورية على مدى ثلاثة أيام بالتعاون مع غرفة تجارة الأردن واتحاد غرف التجارة السورية أكثر من 130 رجل أعمال أردني وما يزيد على 50 شركة أردنية وذلك في خطوة أردنية متقدمة تعد الأولى من نوعها بعد الحرب نحو الانفتاح الاقتصادي على سورية .
وتركزت أجنحة وأقسام المعرض على مجالات التجارة والوكالات والخدمات والطاقة والنقل واللوجستيك وعلى قطاعات المقاولات والإنشاءات والسياحة والجامعات والمستشفيات وقطاع المال والتأمين.
وبعد افتتاح المعرض وفي مؤتمر صحفي أشار الدكتور محمد سامر الخليل وزير الاقتصاد والتجارة الخارجية إلى أن “معرض التجارة الأردني يعد نافذة هامة لعرض منتجات وخدمات الشركات الأردنية وفرصة أمام هذه الشركات لتتكامل مع ما هو موجود في سورية إلى جانب كونه مطرحاً استثمارياً أمام رجال الأعمال في الوقت الحاضر و في الفترة المقبلة في إطار تعزيز التعاون التجاري الاستثماري بين البلدين”.
وأضاف الوزير الخليل أن “فرصة اللقاء مع ما يزيد عن /50/ شركة أردنية في مجالات متعددة هي بوابة لمزيد من العمل المشترك الذي شهد تطوراً مهماً خلال العامين الماضيين وتوقف لسنوات نتيجة توقف حركة المرور بسبب الحرب ثم عاد للتحرك مجدداً” .
“بعد فتح معبر نصيب الحدودي تم الاتفاق مع الجانب الأردني على تبادل لقوائم منتجات البلدين ليكون هناك تعاون لإيجاد حلول في مجالات محددة بما يحمي الإنتاج المحلي في البلدين وهناك عمل مشترك بين وزارتي النقل في البلدين لتوحيد رسوم العبور، وقد أصبحت زيادة عدد الشاحنات خلفنا بعد استكمال الإجراءات اللوجستية بين وزارات الداخلية والاقتصاد والنقل والوزارات المعنية في البلدين واليوم هناك حركة انسياب في الاتجاهين تجري بسلاسة ولا يوجد مشاكل على هذا الصعيد”.
وتابع الوزير الخليل: “اليوم ومن خلال هذا التعاون هناك فرصة للتواصل مع رجال الأعمال السوريين لبحث استيراد منتجات من الأردن بنوعية جيدة وسعر منافس بما يخفض تكاليف الشحن كما أن دخول الأسواق الأردنية فرصة جيدة من خلال تشاركية على مستوى شركات أردنية سورية تستثمر في منتجات تحتاجها الأسواق السورية والأردنية، والسوق السورية مفتوحة أمام الأردن في مجال التجارة والخدمات كما سيكون هناك حضور للشركات السورية في معرض المنتجات السورية في الأردن” .
الخليل: بناء شراكات بين سورية والأردن
وحول تأثير الضغوط الخارجية على فرص تعزيز العلاقات الاقتصادية بين سورية والأردن ومدى نجاح هذا المعرض في إرساء مرحلة جديدة من التعاون قال الوزير الخليل: “الحركة التجارية بين سورية والأردن لم تتوقف خلال السنوات الماضية مضيفاً أن وجود أكثر من 130 شركة أردنية في هذا المعرض دليل على أن الأشقاء في الأردن يسعون إلى بناء شراكات عمل مع سورية، وما جرى خلال الأشهر القليلة الماضية يعد خطوات في الاتجاه الصحيح لتجاوز الصعوبات التي تعترض الحركة التجارية بين البلدين، وقد تم تجاوز الغالبية العظمى من الصعوبات ويتجه سير الحركة التجارية نحو الأفضل لبناء شراكات بين سورية والأردن”.
الكباريتي: ننظر إلى المرحلة القادمة بتفاؤل
بدوره أكد نائل الكباريتي رئيس غرفة تجارة الأردن أن “هناك تفاؤلا بعودة العلاقات الطبيعية بين سورية والأردن وبإعادة سورية إلى الحضن العربي” مضيفاً أن “العلاقة الاقتصادية التجارية بين سورية والأردن قوية ومميزة رغم التدخل الخارجي وستبقى كذلك مع وجود رجال الأعمال والشركات من البلدين ويجب أن ننظر إلى المرحلة القادمة بتفاؤل”.
الدبس: المعرض فاتحة خير
في ذات السياق أوضح سامر الدبس رئيس مجلس إدارة غرفة صناعة دمشق وريفها في تصريح صحفي على هامش المعرض أن “معرض التجارة الأردني له أهمية خاصة في كونه من أوائل المعارض الأردنية التي تقام على الأراضي السورية بعد سنوات من الحرب الظالمة على سورية” مضيفاً أن “أهمية المعرض تكمن في أنه سيشكل فاتحة خير بالنسبة لجميع الدول التي ترغب في أن تأتي إلى سورية وتشارك وتعرّف بمنتجاتها وشركاتها الصناعية بالنسبة للمواطن السوري وأن تنال حصة من عملية إعادة الإعمار في سورية” .
أردف الدبس: “اليوم الأشقاء الأردنيون ساهموا في كسر الحصار وهذا شيء يسجل لهم وأيضاً سيكون هناك دول أخرى تريد أن تأتي وتقيم معارض متخصصة على أرض مدينة المعارض في سورية، وقد أتانا العديد من الطلبات من عدة دول لا يمكن أن نفصح عن أسمائها ريثما تأتي بالإضافة إلى ذلك سيكون لنا زيارات قادمة إلى الأردن وإقامة معرض” صنع في سورية” في عدة محافظات أردنية”.
اللحام: نتوقع انفراجات قريبة
من جانبه قال محمد أبو الهدى اللحام رئيس اتحاد غرف التجارة السورية رئيس غرفة تجارة دمشق في تصريح صحفي: “الأردن بلد عزيز علينا وتاريخنا الاقتصادي قوي معه، وقد كان لسورية دور مهم في بداية تنمية الأردن فقد قدمنا المساعدة كسوريين من خلال الجامعات والأساتذة الجامعيين ومدراء البنوك واليوم نشهد تقدماً مهماً في هذا المعرض الأردني من النواحي العلمية والتكنولوجية العالية جداً والتي نحتاجها في سورية اليوم من بلد شقيق وهذا الأفضل”، مضيفاً أن “التسويق الذي يقوم به الجانبان وتواصل رجال الأعمال بين البلدين ضروري جداً لتنمية هذه العلاقات سيما وأن سورية تقدم تسهيلات كثيرة في السفر والقدوم والترانزيت والمداخل الحدودية والاستثمار في عدة مجالات”.
وتابع اللحام: “هذا هو الوقت المناسب للاستفادة المتبادلة كي نطور ونستكمل اقتصاداتنا وكل يوم يتم تذليل عقبة من العقبات ونحن لا نستعجل الوقت وما زلنا في مرحلة إعادة البناء وهي عملية بحاجة إلى كل شيء وإلى تكنولوجية قريبة وصيانة واستمرارية قريبة، والأردن بلد عزيز علينا وسنطور علاقاتنا الاقتصادية معها إلى أقصى حد”.
وعن نظرته للمشهد الاقتصادي في المنطقة خلال المرحلة المقبلة قال اللحام: “أنا أتوقع أن هناك انفراجات وسياسات جديدة في المنطقة وباعتقادي سنتجاوز الصعوبات والعقوبات، وبالرغم من ذلك نحن السوريين لدينا خبرة طويلة في الصناعة والتجارة وقد تغلبنا على كثير من الصعوبات المفروضة علينا في المرحلة الماضية واستطعنا الوقوف لسنوات بالرغم من نقصان المواد والغاز ويجب أن نتحمل وأن نتغلب على الحرب الاقتصادية، وفي هذا المجال صدرت قوانين الاستثمار وسيكون هناك بناء مناخ للاستثمار وبناء الثقة المتبادلة، ويعد مجيء الأردنيين دليلا على ثقتهم بسورية ومستقبلها وبالعمل فيها ولم يأتوا عبثاً”.
Discussion about this post