العالم الاقتصادي – رصد
بعد عشرة أيام من المناقشات بين مندوبي مائتي بلد في جلاسكو، حضّت مسودة البيان الختامي لمؤتمر الأطراف للمناخ اليوم الأربعاء على تسريع تحقيق أهداف خفض الانبعاثات بحلول نهاية العام 2022، أي قبل ثلاث سنوات من الموعد المحدد، بعدما أظهرت بيانات أن الخطط الحالية بعيدة عن حصر الاحترار ب1,5 درجة مئوية.
وحول طرق تنفيذ أهداف اتفاق باريس بشأن الحد من ارتفاع درجة الحرارة، يدعو البيان الختامي الدول إلى “إعادة النظر في خططها الخاصة بالتخلص من الكربون، وتعزيزها” بحلول نهاية العام المقبل.
وقد أدت الالتزامات المناخية الجديدة للدول إلى تحقيق تحسن هامشي في فرص البشرية في إبطاء ظاهرة الاحتباس الحراري، وفق الأمم المتحدة التي أعربت عن أسفها الثلاثاء ودعت إلى رفع الطموحات بحلول نهاية الدورة 26 لمؤتمر الأطراف بشأن المناخ كوب26.
وقبل مؤتمر جلاسكو للمناخ الذي بدأ في 31 أكتوبر وخلاله، وضعت حوالي ثلاثين دولة التزامات جديدة على الطاولة، على المديين القصير أو الطويل، ولا سيما البرازيل والهند اللتان التزمتا تحقيق حيادية الكربون عام 2070. وهي تعهدات اعتبر المراقبون كثيرًا منها مهمة.
لكن مديرة برنامج الأمم المتحدة للبيئة إنجر أندرسن قالت “عندما ننظر إلى هذه الالتزامات الجديدة، بصراحة، نرى فيها الجبل الذي ولد فأراً”.
وتنبأ التقرير المعياري السنوي لبرنامج الأمم المتحدة للبيئة الذي نُشر قبيل بدء الدورة السادسة والعشرين لمؤتمر الأطراف بحدوث احترار “كارثي” ترتفع معه درجات الحرارة بمقدار +2,7 درجة مئوية مقارنةً بعصر ما قبل الصناعة؛ أو +2,2 درجة مئوية مع مراعاة وعود الحياد الكربوني في منتصف القرن.
لكن التوقعات التي تم تحديثها من قبل برنامج الأمم المتحدة للبيئة وتقيِّم أهداف خفض انبعاثات غازات الاحتباس الحراري لحوالي 150 دولة في عام 2030، لا تلحظ تغييرًا حقيقيًا.
وستمثل الالتزامات الموعودة بحلول عام 2030 التي أعلنت خلال الأسبوعين الماضيين 0,5 غيغا طن أقل من انبعاثات مكافئ ثاني أكسيد الكربون في عام 2030، لكن سيتعين علينا إضافة 27 غيغا طن للحد من الاحترار إلى +1,5 درجة مئوية، وهو الهدف الأكثر طموحًا لاتفاقية باريس.
نتيجة لذلك، لا تؤدي أهداف 2030 المنقحة إلى أي تغيير في مسار درجات الحرارة التي سترتفع بمقدار +2,7 درجة مئوية بحلول نهاية القرن وفقًا لبرنامج الأمم المتحدة للبيئة. إذا أخذنا في الاعتبار وعود تحقيق حيادية الكربون في منتصف القرن تقريبًا والتي أعلنتها أكثر من 70 دولة تمثل ثلاثة أرباع الانبعاثات العالمية، يُظهر المسار تحسنًا طفيفًا: +2,1 درجة مئوية مقابل +2,2 درجة مئوية.
وصدرت تقديرات أخرى لتوقعات درجات الحرارة في الأيام الأخيرة. الأكثر تفاؤلاً من بينها أصدرتها وكالة الطاقة الدولية وتبعث على الأمل في الحد من الاحترار إلى +1,8 درجة مئوية إذا تم احترام جميع الوعود القصيرة الأجل وحيادية الكربون. لكنها تجمع التزامات مئة دولة بخفض انبعاثات غاز الميثان، أحد غازات الدفيئة القوية، بنسبة 30% بحلول عام 2030، بينما لا يأخذ برنامج الأمم المتحدة للبيئة في الاعتبار هذا النوع من التعهّدات المعلنة التي قد “تتداخل” مع الالتزامات الوطنية.
ويتوقع تحليل آخر لمنظمة تتبع العمل المناخي نُشر أمس الثلاثاء زيادة مقدارها +2,4 درجة مئوية بناءً على الأهداف القصيرة المدى. لكن معظم التقديرات المطروحة مؤخرًا تستند إلى احتمال بنسبة 50% للبقاء دون سقف معين، بينما يتحدث برنامج الأمم المتحدة للبيئة عن 66%، مثل خبراء المناخ التابعين للأمم المتحدة
Discussion about this post