العالم الاقتصادي- محمد النجم
شكل وباء “كورونا” هاجساً كبيراً لدى طلاب في كلية الهندسة الميكانيكية والكهربائية بجامعة دمشق، قاموا بترجمته إلى مشاريع تخرج هندسية في مجال الهندسة الطبية ضمن معرض الكلية الذي يقام هذا العام بنسخته الرابعة تحت شعار “العمل لبناء سورية الأمل” إضافة إلى ابتكارات أخرى شملت أيضاً مجالات الإلكترونيات، وهندسة الصناعات النسيجية وتقاناتها، والطاقات المتجددة، وتقنيات الحاسوب.
وقد ركزت مجموعة من مشاريع التخرج على ابتكارات وبرامج وتطبيقات إلكترونية تساعد المرضى والكوادر الطبية على مواجهة وباء كورنا والتخفيف من معاناة التوجه إلى المشافي والمراكز الطبية.
الروبوت الممرّض يتنقل بين غرف المشفى
الروبوت “شام روبوت” أنجزته مجموعة من الطلاب في قسم الحواسيب والأتمتة في كلية الهندسة الميكانيكية والكهربائية، منهم الطالب حسين سلمان الذي أوضح أن “المشروع هو عبارة عن نظام طبي يتألف من جزئين الجزء الأول يتمثل بروبوت متنقل يؤدي دور الممرض الذي يجول على الغرف في المشفى ويبقى في كل غرفة مدة محددة من الوقت ويعطي إنذاراً للوحة التحكم بوصوله إلى الغرف وعندما ينتهي من جولته يعود ثانية إلى نقطة البداية بشكل أتوماتيكي”.
وأضاف سلمان أن “الجزء الثاني من المشروع هو عبارة عن نظام طبي يتألف من حساسات لقياس ضغط المريض ونسبة الأوكسجين في دمه ودرجة حرارته ويتم إرسال النتائج إلى الطبيب في المشفى عن طريق شريحة ECB عن طريق شبكة WI FI باستخدام تطبيق قمنا بتصميمه، فيستلم الطبيب النتائج بشكل لحظي وفق قيم مرجعية معينة وفي حال حصول أي خلل يظهر إنذار في التطبيق بأن هناك حالة خلل في غرفة ما من غرف المشفى، علماً أن التطبيق يتضمن رقم الغرفة واسم المريض، وعند وصول الإنذار إلى الطبيب يقوم بإرسال الروبوت (الممرض) مع الدواء المناسب إلى الغرفة المطلوبة مباشرة”.
وأضاف سلمان: أن “هناك صعوبة في تأمين المواد الأولية اللازمة لإنتاج هذا الروبوت فليس كل هذه المواد متوفر في السوق المحلية كالحساسات مثلاً فتأمينها أمر صعب بسبب “قانون قيصر” كونها متوفرة في الأسواق الخارجية”.
درون يأخذ العينات من المرضى ويعود إلى المشفى
هناء قسومة- الطالبة في قسم الهندسة الطبية في كلية الهندسة الميكانيكية والكهربائية قالت: “مشروعي عبارة عن منظومة متكاملة تركز على مساعدة مرضى كورونا وكذلك الكادر الطبي، وهو عبارة عن طائرة مسيّرة (درون) الغاية منها تخفيف الضغط على المراكز الطبية التي تجري اختبار PCR بهدف تعزيز كفاءتها، ولكي تأخذ العينات من المرضى بأسرع طريقة ممكنة وأقصر وقت ممكن، حيث تنطلق من المشفى إلى المريض في مكان إقامته، وهي مزودة بأدوات نستطيع بموجبها تحديد ما إذا كان المريض بحاجة لإجراء اختبار PCR أم لا، كما أن (الدرون) مزودة بكاميرا حرارية لقياس حرارة المريض بدون الحاجة لاستخدام ميزان الحرارة لتقليل الاحتكاك مع المريض، وبإمكان هذه المسيّرة مسح المناطق التي تشهد ارتفاعاً في عدد الإصابات، حيث تقوم بقياس درجة حرارة المريض لتحديد ما إذا كان مصاباً بفيروس كورونا أم لا بعد إجراء الفحوص والاختبارات اللازمة، وقد صممنا هذه (الدرون) بحيث نحدد أفضل مسار لها للوصول إلى المريض باستخدام منظومة خاصة، بحيث يختار الطبيب أقرب نقطة للوصول إلى المريض فيقوم بإعطاء (الدرون) أمراً للانطلاق من المشفى إلى المرضى لأخذ العينات منهم ثم العودة إلى نقطة الانطلاق في المشفى”.
منفسة ذكية تحدد نسبة الأوكسجين اللازمة للمرضى
الطالب محمد الخطيب قال: “مشروعي عبارة عن منفسة ذكية تعمل على نظام (Hardware) مع نظام (Software)، يتألف من مونيتور إضافة إلى اسطوانات أوكسجين وهواء، بحيث يمكننا بالنظر عبر المونيتور معرفة نسبة الأوكسجين في الدم فإذا كانت مثلاً النسبة 70% وأردنا إكمالها إلى 100% فإننا نلجأ إلى الخيار A لاختيار 30% فيأخذ الجهاز تلقائياً 30% أوكسجين و70% هواء وفق نسبة وتناسب، أما الخيار B فيحدد حجم كل نسبة شهيق فينا يحدد الخيارC حرارة الأوكسجين فمثلاً إذا كانت حرارة الأوكسجين الخارجة من المنفسة طبيعية فاعطي المريض أوكسجين بحالته الطبيعية وبما يعادل درجة حرارة جسمه، أما الخيار D فيحدد عدد مرات التنفس في الدقيقة الواحدة، وهذا يتم التحكم فيه من خلال المكبس الطبي الذي قمنا بتصميمه من خلال طباعة ثلاثية الأبعاد 3D ويمكن تشغيل المنفسة على البطارية وكذلك على التيار الكهربائي عن طريق متحكم لهذا الغرض وعن طريق محرك خطوي Stepper motor “.
التمييز بين كورونا وغيره بتشخيص صورة CT
ميرنا الشيخ من قسم الهندسة الطبية قالت: “مشروعي يساعد الأطباء في تخفيف الضغط عند تشخيص حالات كورونا بشكل صحيح وفق نظام يستطيع التمييز بين مرض كورونا وغيره من الأمراض الرئوية، ويعتمد على أرقام صور الطبقي المحوري CT، وقمنا ببرمجة هذا النظام لتكوين فكرة عن خصائص كل مرض من خلال إدخال الصورة ليتم تشخيص ما إذا كانت الحالة كورونا أو غير ذلك، عبر خيار (تشخيص diagnosis)، وبعد التشخيص نعطي خيار (حفظ save) فيتم حفظ النتيجة وفق هذا البرنامج”.
قفزة نوعية من 47 إلى 151 مشروع تخرج
رئيس اللجنة التنظيمية للمعرض الدكتور المهندس محمد سعيد السابق صرّح أن “المعرض يضم مشاريع كلية الهندسة الميكانيكية والكهربائية بأقسامها الثمانية، إضافة إلى مشاركة المعهد العالي للعلوم التطبيقية والتكنولوجيا وكلية الهندسة المعلوماتية والكلية التطبيقية وأربع جامعات خاصة هي الاتحاد والشام وسورية الخاصة والعربية الدولية” مشيراً إلى أن “الغاية من إقامة المعرض هي إبراز جهد الطلاب من خلال المشاريع التي ينفذونها ومدى خدمتها للمجتمع ومدى إمكانية تحويلها إلى منتجات قابلة للتسويق”.
وحول فرص ربط هذه المشاريع بسوق العمل والإنتاج الفعلي لفت مدير المعرض إلى أن “جامعة دمشق وقع خلال الموسم الثالث (الماضي عام 2020) اتفاقية تعاون مشترك مع غرفة صناعة دمشق تنص على إمكانية تبني المشاريع المفيدة من قبل غرفة الصناعة أو غيرها من الجهات ولمتابعة الطلاب بعد التخرج لتطوير وتنفيذ هذه المشاريع”.
وأشار السابق إلى أن هذا “المعرض بدأ بموسمه الأول عام 2018 بعدد متواضع من المشاريع بلغت /47/ مشروعاً فيما وصل عدد المشاريع المشاركة هذا العام إلى /151/ مشروع تخرج من أكثر مشاريع التخرج تميزاً”.
مشاريع تنوعت بين (Hardware) و(Software)
بدوره منسق قسم الحواسب في كلية الهندسة الميكانيكية والكهربائية المهندس مهدي عليوي قال “المعرض هذا العام يتميز بالمشاريع التطبيقية، حيث قامت اللجان العلمية باختيار مشاريع تتوافق مع الواقع العملي ومنها /17/ مشروعاً من قسم الحواسب، بحيث تكون التقنيات المستخدمة حديثة وتنوعت المشاريع بين (Hardware) و(Software)، فهناك مشاريع ميزتها في الـ(Hardware) أنها تعتمد على التحكم من خلال التكنولوجيا المستخدمة فيها، فيما هناك مشاريع تكمن قوتها في الـ(Software).
ويهدف المعرض وفقاً للقائمين عليه إلى تطوير اختراعات ومشاريع الطلاب وابتكاراتهم التطبيقية والبحثية لتصبح منتجات قابلاً للتسويق وخلق فرص عمل من خلال التواصل بين الشركات الصناعية من جهة والهيئة التعليمية المشرفة على المشاريع والطلاب الذين قاموا بتنفيذ المشاريع من جهة ثانية وتحقيق التواصل مع الجهات والشركات الراغبة في طرح مواضيع أو مشاريع لتطويرها في الأعوام القادمة.
وقد أقيم المعرض برعاية رئيس جامعة دمشق الدكتور محمد يسار عابدين ودعم من الاتحاد الوطني لطلبة سوريا والهيئة العليا للبحث العلمي والجمعية العلمية السورية للمعلوماتية ونقابة المهندسين والشركة السورية للاتصالات وشركة سيريتل وشركة MTN إضافة إلى شركة بركات وشركة شموط وقدة.
Discussion about this post