بقلم: سامر طلاس
إن العلم والمعرفة حاجة ملحة منذ الأزل للتقدم الإنساني والعلمي، وكل ما حولنا هو في الأصل نتاج التقدم العلمي والتكنولوجي، ومن أبرز إنجازات التقدم التكنولوجي اليوم ما يعرف بتكنولوجيا الواقع الافتراضي (virtual reality) وهو مصطلح ينطبق على محاكاة الحاسوب للبيئات التي يمكن محاكاتها عادياً في بعض الأماكن من العالم الحقيقي وذلك في العوالم الافتراضية، فالواقع الافتراضي يوفر وجوداً ظاهرياً مع مفاهيم التواجد عن بعد أو قد يكون مجسداً للواقع الحقيقي بواسطة بيئة تفاعلية ثلاثية الأبعاد مصممة بواسطة الخوارزميات، يحيط الواقع الافتراضي بالمستخدم ويدخله في عالم افتراضي بحيث يبدو هذا العالم وكأنه واقعي، وقد بدأ استخدام هذه التكنولوجيا في مجال التسلية وصناعة الألعاب ةمن ثم تطور استخدامها إلى مختلف مجالات الحياة كالطب والهندسة والعمارة والتدريب العسكري والقضاء والتعليم فهي لا تقتصر على مجال بعينه، وعلى سبيل المثال في المجال الطبي تم استخدامها في علاج حالات المرض النفسي مثل القلق والرهاب واضطرابات مابعد الصدفة، وذلك عبر اندماج المرضى في بيئة افتراضية ثلاثية الأبعاد تحاكي تجربتهم السابقة في مكان آمن ومنظم، بما يساعدهم على مواجهة ما يثير قلقهم في أماكن وأشخاص على نحو أفضل والانغماس في واقع آخر وأفضل.
وتبرز هنا أهمية تطبيق العالم الافتراضي في مجال التعليم وتطبيقاته المختلفة في هذا المجال، والتي تعتمد بشكل أساسي على النقاش والحوار المتبادل التفاعلي بين الطلاب والمدرسين وتجعل الطالب مشاركاً في صنع العملية التعليمية، فتطبيق العالم الافتراضي على مجال التعليم يؤدي إلى:
أولاً: الانخفاض الكبير في التكلفة وتغطية عدد كبير من الطلاب وإمكانية التوسع دون قيود والسرعة العالية في التعامل والاستجابة.
ثانياً: إمكانية الدراسة في أي مكان من العالم، من دون التقيد بحدود جغرافيّة والحرية الكاملة في اختيار الواقع والمادة التعليمية والمعلم.
ثالثاً: إمكانية توظيف الكم الكبير من الأسس المعرفية، وذلك بالاستفادة من الكفاءات الافتراضية والحصول على المعلومات المرتدة وتحليلها.
خامساً: اعتماد الإنترنت كمصدر أساسي وهائل للحصول على المعلومات ولتوليد القدرة على البحث لدى الطلاب.
سادساً: القدرة على التركيز مع المعلم حيث لا يشعر الطالب بوجود الطلاب الآخرين إلا إذا أراد ذلك.
سابعاً: تقليل الأعباء على الإدارة التعليمية والتفاعل المستمر والاستجابة والمتابعة من الإدارة.
ثامناً: مشاركة السبورة الالكترونية حيث يمكن للمعلم كتابة النصوص وإضافة الصور ومشاركة العروض التقديمية كما تدعم استخدام ألواح الكتابة لمن أراد الكتابة بخط اليد.
ورغم فاعلية الواقع الافتراضي وأهميته في مجال التعليم والتدريب إلا أنه لا يخلو من بعض السلبيات التي تعيق من عملية استخدامه.
إن العالم المتطور اليوم قد تجاوز الحديث عن ميزات التعليم الافتراضي بل أصبح الجدل دائراً حول طرحه كبديل عن التعليم التقليدي، ولهذا يبدو من الضروري أن نسارع لتعلم وإتقان هذه التقنية ومن لم يفعل سيجد نفسه قد تخلف عن الركب.
Discussion about this post