بقلم: الدكتور وائل عفاش
ظهر تصنيف الجامعات في الولايات المتحدة عام 1983 وذلك حينما نشرت صحيفة (U.S News And World Report) أول تصنيف للجامعات تحت عنوان Rating of Colleges واستمرت هذه الصحيفة بإصدار تصنيف للجامعات والكليات الجامعية منذ ذلك الحين.
أما التجربة البريطانية فقد بدأت عام 1993 عندما نشرت صحيفة تايمز Times أول قائمة تصنيفية للجامعات البريطانية، وتتولى هذه الصحيفة وملحقها الأسبوعي للتعليم العالي The Times Higher Education Supplement نشر هذه القوائم سنوياً، وتصدر صحف بريطانية أخرى مثل Financial Times Daily Telegraph Guardians تصنيفات أخرى للجامعات البريطانية، وتستقي جميع الصحف بياناتها من مصادر موثوقة كوكالة الإحصاء للتعليم العالي (HESA) ووكالات التمويل الوطنية، ووكالة ضمان النوعية (QAA).
وكانت مجلة دير شبيغل الألمانية DER SPIEGEL أول من بادرت بتصنيف الجامعات الألمانية عام 1989، كما أنه منذ عام 1999 ينشر تصنيف الجامعات بالتعاون بين مجلة دير شتيرن Der Stern الإخبارية الأسبوعية ومركز تطوير التعليم العالي والمؤسسة الوطنية لفحص السلع والخدمات.
وبدأ تصنيف الجامعات في اليابان عام 1994 وتقوم بهذه المهمة إحدى أبرز الصحف اليابانية وتدعى أشاهيشيمبون Asahi Shimbun .
واستشعرت روسيا الحاجة إلى تصنيف الجامعات، ففي عام 2001 طرحت وزارة التربية الروسية نموذجاً تصنيفياً للجامعات يأخذ في الاعتبار الطلبة الذين يتقدمون بطلبات التحاق إلى مؤسسات التعليم العالي، والمشغلين المتوقعين لخريجي الجامعات، كما ظهر هذا التصنيف في وسائل الإعلام مثل صحيفة Career Journal .
وفي عام 2003 أصدرت جامعة شانغهاي الصينية Shanghai Jiao Tong أول تصنيف عالمي للجامعات يعرف اختصاراً باسم أروو (ARWU) وقوبل هذا التصنيف بالجدل والنقد من قبل الأكاديميين، ودفع الإقبال الإعلامي الكبير الذي حظى به من وسائل الإعلام مؤسسات أخرى إلى إصدار تصنيفات مشابهة، ففي عام 2004 ظهر تصنيف التايمز البريطاني للتعليم العام Times Higher Education بالتعاون مع مؤسسة كيو إس (QS) ثم انفصلتا في عام 2009 لتصدر كل منهما تصنيفاً خاصاً بها لجامعات العالم، ثم ظهر التصنيف الإسباني ويبمتركس (Webmetrics) والذي يقيس أداء صفحات “الانترنت” التابعة للجامعات من حيث شهرتها على الشبكة العنكبوتية ومدى تمثيلها للنشاط الأكاديمي للجامعة.
وقد قام الاتحاد الأوروبي، ومركز التعليم العالي الألماني (CHE) ومركز دراسات سياسات التعليم الهولندي (CHEPS) ومركز دراسات العلوم والتكنولوجيا بجامعة ليدن LEUDENE UNIVERSITY في عام 2014، بإصدار أحدث طرق تصنيف الجامعات وهو مدخل التصنيف المتعدد U-Multi Rank ويعد أسلوباً فريداً للمقارنة بين أداء الجامعات، ويشمل أكثر من /850/ مؤسسة تعليم عال، وأكثر من /1000/ كلية و/5000/ برنامج دراسي في سبعين دولة، ويتبنى ذلك الأسلوب في تصنيف الجامعات مدخلاً مختلفاً عن بقية التصنيفات العالمية، إذ يعتمد على المقارنة متعددة الأبعاد لأداء الجامعات من خلال مدى متنوع في الأنشطة المختلفة، ويتم تقييمها بتقديرات من (A)التي تساوي جيد جداً إلى (E) التي تساوي ضعيف، وليس الهدف من هذا التصنيف الخروج بجدول لتصنيف الجامعات بناء على درجات مركبة كما في بقية التصنيفات العالمية، وإنما يهدف إلى تعريف المستخدمين بنقاط القوة ونقاط الضعف في كل جامعة، وتوفير البيانات التي تهمه بما يلبي احتياجات الجميع من طلاب وأساتذة وغيرهم، كما يساعد في التغلب على أوجه القصور في التصنيفات العالمية الحالية، وقد شملت مؤشرات التصنيف خمسة مجالات رئيسية هي: التدريس والتعليم، والمشاركة الإقليمية، ونقل المعرفة، والتوجه الدولي، والبحث.
التصنيفات العالمية للجامعات:
يعرف التصنيف بأنة نظام ترتيب الجامعات من حيث المستوى الأكاديمي، والعلمي أو الأدبي، وهذا الترتيب يعتمد على مجموعة من الإحصاءات أو الاستبيانات التي توزع على الدارسين والأساتذة وغيرهم من الخبراء والمحكمين، أو تقييم الموقع الالكتروني وغير ذلك من المعايير.
وتتعدد التصنيفات العالمية للجامعات وتتباين وفقاً لأهدافها أو شمولية معاييرها، ومن حيث سمعتها العالمية ومن أهمها:
1-تصنيف جامعة جايوتونج شانغهاي Shanghai jiao Tong Univesity
يعد هذا التصنيف أكثر التصنيفات انتشاراً وقبولاً في الأوساط الأكاديمية والمعروف اختصاراً باسم (ARWU)Academic Ranking Of World Universities وكان يهدف في بدايته إلى قياس الهوة بين الجامعات العالمية والمرموقة في العالم وبين الجامعات الصينية، ولكنه انتشر بعد ذلك واكتسب سمعة عالمية، وقد وضع الترتيب على الانترنت منذ عام 2003، ويقوم بالتركيز على أفضل 500 جامعة في العالم، ويستند هذا التصنيف إلى معايير موضوعية جعلته مرجعاً تتنافس الجامعات العالمية لاحتلال موقع بارز فيه، ويقوم هذا التصنيف على فحص (2000) جامعة في العالم من أصل قرابة (10000) جامعة مسجلة في اليونسكو امتلكت المتطلبات الأولية للمنافسة، ثم يتم ترتيب (1000) جامعة منها وتخضع مرة أخرى للمنافسة على مركز في أفضل (500) جامعة، وتنشر هذه الجامعة قائمة بأفضل 500 جامعة في شهر أيلول من كل عام.
واعتمدت جامعة شانغهاي هذا التصنيف العالمي على أساس أربعة معايير:
1-المعيار النوعي للتعليم (جودة التعليم): ويتم تقييمه من خلال أعداد خريجي الجامعة ممن فازوا بجائزة (نوبل) أو ميداليات وجوائز مرموقة في مختلف التخصصات ويخصص له 10% .
2-المعيار النوعي لأعضاء هيئة التدريس: ويتمثل في عدد الأعضاء الحاليين ممن فازوا بجوائز (نوبل) وميداليات التخصصات العالمية المختلفة، ويخصص له 20% وكذلك عدد البحوث الأكثر وروداً في إحدى وعشرين قاعدة أبحاث علمية ويخصص له 20%.
3-معيار المخرجات البحثية: ويتحدد من مجمل الأبحاذ المنشورة في دوريات مجلتي العلوم والطبيعة 20% وذلك من خلال آخر خمس سنوات تسبق التصنيف، وكذلك عدد المقالات والبحوث المذكورة لكل جامعة في الأدلة العالمية للبحوث الأساسية 20% وتعتمد البحوث في السنة التي تسبق التصنيف.
4-معيار مستوى الأداء الأكاديمي العام للجامعة: ويتم حسابه من خلال الدرجات التي تحصل عليها الجامعة في المعايير الثلاثة الأولى نسبة إلى عدد الكوادر الأكاديمية في الجامعة، والإمكانات البشرية المتوافرة للجامعة من أعضاء هيئة تدريس، وإداريين، وقوى بشرية أخرى، والإمكانات المادية المتمثلة في المباني الدراسية، والمخابر، والملاعب، والمساحات الخضراء، وجميع الإمكانات المتاحة للجامعة ويخصص له نسبة 10%.
ويتم جمع بيانات ومؤشرات التصنيف الأكاديمي لجامعات العالم (ARWU) من المصادر الآتية:
1-الحاصلون على جائزة نوبل www.nobelprize.org
2-ميداليات المجالات MEDALS www.mathioion.org
3-الباحثون المشهورون على مستوى عال www.isihighlycited.com
4-البحوث والمقالات المصنفة في دليل الفهرس الموسع للعلوم ودليل فهرس العلوم الاجتماعية www.isiknowledge.com
2- نموذج تصنيف كيو اس البريطاني (التايمز Times-QS )
تصدر المؤسسة البريطانية (التايمز) Times Higher Education بالتعاون مع شركة QS Wuacqure lliSymonds التي تأسست عام 1990م، وهي شركة تعليمية مهنية، تقريراً سنوياً تصنف فيه أكثر من (30.000) جامعة حول العالم مرتبة حسب معايير أكاديمية وعلمية، وهذا التصنيف جزء من عملها، تهدف منه إلى رفع مستوى المعايير العالمية للتعليم العالي، والحصول على معلومات من برانج الدراسة في مختلف الجامعات وخاصة في تخصصات العلوم والتقنية، وعمل مقارنة لأفضل (500) جامعة في العالم، لإصدار دليل للجامعات يساعد الطلاب وأولياء الأمور وكذلك الشركات على معرفة أفضل الجامعات الدولية، وقد أصدرت الشركة أول قائمة تصنيفية لها عام 2004 بالشراكة مع جريدة (التايمز) وقد استمرت الشراكة حتى عام 2009 ليستقل كل منهما بتصنيف جديد عام 2010.
ومايميز هذا التصنيف هو أنه لا يتناول مؤشرات سطحية قد تخفي أكثر مما تبدي من الأوضاع المركبة داخل كل جامعة، بل يتعمق في تناوله تحليل مقومات هذه الجامعات إلى تقييم مستوى التعليم الذي تقدمه الجامعات المثنفة، وجودة بحوثها الأساسية والتطبيقية، وتوصيف قدرات خريجيها في المراحل التعليمية الأساسية العليا بالإضافة إلى موقعها الدولي.
ويعتمد هذا التصنيف في جمع البيانات على ملء الجامعات المهتمة بالتصنيف استبياناً على الانترنت لتوفير المعلومات والإحصاءات المطلوبة للمرة الأولى وتحديثها للسنوات اللاحقة، ويطلب التصنيف أيضاً قوائم مفصلة للمنتسبين الجدد وأصحاب العمل لخريجي الجامعة لإجراء دراسة مسحية دون إشراك الجامعات، ويجري أيضاً استعراض الزملاء PEERS REVIEW بشكل مستقل دون الإشارة أو ذكر أي معلومات للجامعات التي يجري تصنيفها، وقد تحول تصنيف التايمز كيو إس (THE -QS) منذ العام 2007 من دليل للفهرسة الأكاديمية وخدمات البحث (ISI Web) إلى (Scopus) وهي أكبر قاعدة بيانات عن استعراض أعضاء الهيئة التدريسية، وجودة مصادر الانترنت باستخدام أدوات ذكية لتتبع البحوث وتحليلها وعرضها، من أجل الحصول على معلومات حول عدد الأوراق البحثية المنشورة وأدلتها، ومن أجل حساب جميع البحوث المنشورة مع الإصدارات المختلفة مع مراجعها.
وفي سبيل وضع المعايير في شكل متغيرات يمكن قياس مؤشراتها، حدد التصنيف أوزاناً لأدواته الرئيسية في تقييم الجامعات تتضج في:
- تقويم النظير Academic peer Review ويخصص لهذا المؤشر وزن قدره 40% وتستخلص نتيجته عبر توزيع استبيانات تستطلع من خلالها آراء الخبراء في الجامعات من مختلف أنحاء العالم في خمسة مجالات أساسية: العلوم الطبيعية، والعلوم الهندسية، والعلوم الحيوية، والعلوم الإنسانية، والعلوم الاجتماعية، ولايسمح للمشاركين بتقييم جامعاتهم التي يعملون فيها، وتطبق الأوزان من الناحية الجغرافية وذلك لضمان الانتشار، والعدالة والدقة.
ومن أهم المؤشرات التي يستند إليها الخبراء للحكم على هذا المعيار ما يلي:
-البعثات الخارجية للجامعة.
-قبول المبتعثين من خارج الدولة.
-إدارة مشاركات علمية عالمية ” مؤتمرات-ورش عمل-ندوات”.
-المشاركة في المؤتمرات العلمية الخارجية.
-إنتاج المعرفة في مجالات العلوم المختلفة التي تساهم في تقدم البشرية.
2 –نسبة أعداد هيئة التدريس للطلاب Ratio Faculty Student:ويعطي هذا المؤشر قيمة قدرها20 % لعدد أعضاء هيئة التدريس مقابل طلابهم في الجامعة، وهو مؤشر ينبئ بمدى التزام الجامعات بتطبيق أحد عناصر الجودة، حيث إن نسبة عدد الطلاب إلى عدد الأساتذة في الجامعة يعد مؤشراً على أداء الجامعة الأكاديمي وجودة التعليم.
3 -البحوث والاستشهادات العلمية Citations Per Faculty: ويعطى وزناً قدره20% للبحوث التي ينشرها أساتذة الجامعة، ونسبة الإ شارة المرجعية لها في البحوث العلمية العالمية الأخرى.
4 -تقويم سوق العمل Review Employer: يأخذ هذا المؤشر10 % من وزن التصنيف، ويعطي قيمة لخريجي الجامعة من حيث قبولهم في سوق العمل، وفقاً لآراء جهات التوظيف وأصحاب العمل وتقييمها لخريجي الجامعات المصنفة من حيث قدرتهم على الإبداع والابتكار والتحليل والسلوك الوظيفي.
5 -الأساتذة الأجانب Faculty International: ويقصد بها نسبة أعضاء هيئة التدريس الأجانب الذين يدرسون في الجامعة، وقد خصص التصنيف نسبة 5% لهذا المؤشر.
6 -الطلبة الأجانب Student International: ويقصد بذلك نسبة الطلبة الأجانب إلى المجموع الكلي للطلاب في الجامعة، ويعنى هذا المؤشر وسابقه بالنظرة العالمية للجامعة من خلال جذب الجامعة للطلبة الأجانب للدراسة فيها دون غيرها من الجامعات.
3-نموذج تصنيف التايمز Times Higher Education World University Rankings:
يعّد تصنيف التايمز من التصنيفات المتميزة في الأوساط الأكاديمية العالمية، وكان أول ظهور له في عام 2004 وعرف آنذاك بتصنيف تايمز كيو اس (QS Times The ،(نظرا إلى أنه كان يصدر مشاركة مع شركة كواركر ليسيموندذ QS Quacquare lliSymonds ، المتخصصة في شؤون التعليم والبحث العلمي حتى عام 2009 .
ومنذ عام 2010 اعتمدت مجلة التايمز معايير جديدة للتصنيف العالمي للجامعات حيث اعتمدت بشكل كبير على تعاونها الوثيق مع مؤسسة تومسون رويترز Tomson Reuters التي تعتبر الأولى عالمياً في مجال معلوماتية الأبحاث وتحليلها.
ويعتمد تصنيف التايمز على خمسة معايير رئيسية:
تأثير البحث العلمي للجامعة Citations- Research Effluence 30%
ويتضمن ثلاثة مؤشرات:
– سمعة الجامعة بين نظيراتها وتميز بحوثها 18 % ويتم قياسها عن طريق الاستبيانات.
– العائد من البحث، وهو مؤشر جدلي بحسب اختلاف الأوضاع الاقتصادية لكل بلد، وبـحسب مجال البحث، فالبحوث العملية تكون ذات قيمة مادية أكبر من البحوث الإنسانية والاجتماعية والفنون، ولذلك جاءت نسبة هذا المؤشر6%.
– إنتاجية البحث عن طريق مقارنة حجم البحوث المنشورة وعدد موظفي الهيئة التدريسية في الجامعة، وحجم الجامعة بنسبة 6%.
2- التعليم الجامعي والبيئة المحيطة به Teaching- The Learning Environment 30%
ويعتمد هذا المعيار على توافر خمسة مؤشرات تتمثل في:
– التعليم بنسبة 15% ويتم تقييم أعضاء هيئة التدريس.
-نسبة الطلبة إلى أعضاء هيئة التدريس 5.4% ويتم دراسة مدى التناسب بين الطرفين.
– نسبة شهادات الدكتوراه إلى البكالوريوس 25.2 % فامتلاك الجامعات لعدد كبير من طلبة الدكتوراه يعكس نوعية البحوث المقدمة إذ يؤدي إلى تكوين مجتمع نشط للدراسات العليا.
-مدى التزام الجامعة بدعم الأجيال الجديدة من الأكاديميين، ومدى قدرتها على جذب طلبة الدراسات العليا 6%.
-دخل الجامعة مقارنة بالهيئة التدريسية 25.2%
3- إنتاج البحث العلمي وسمعته Research Volume Income and Reputation 30%:
وهو المؤشر الرائد في لتصنيف والأكثر تأثراً لأنه يظهر دور الجامعة في نشر المعرفة والأفكار الجديدة، ويتم دراسته من خلال إثبات عدد المرات التي يشار فيها إلى عمل منشور من قبل الجامعة على المستوى العالمي بالاستعانة بقاعدة بيانات ويب تومسون رويترز Thomson Reuters.
4 -الحضور الدولي في الجامعة، للطلبة وأعضاء هيئة التدريس International Mix-Staff and Student 5.7 %:
ويؤكد هذا المعيار على تحقق ثلاثة مؤشرات
5 -التنوع في الحرم الجامعي: ودرجة التعاون مع الجهات الدولية فيما يخص المشاريع البحثية، وقدرة الجامعة على جذب طلبة من مختلف أنحاء العالم، وقياسها بمقارنة نسبة الطلبة الأجانب إلى المحليين ووزنه 5.2%.
6 -التنافس بين الجامعات في الحصول على أفضل هيئة تدريس: فالتصنيف يعتمد قياس نسبة الأساتذة الأجانب إلى المحليين ووزنه 2.5%.
7 -حساب إجمالي المنشورات البحثية الجامعية التي تملك جوائز، أو مكافآت دولية، ويبلغ وزنه 5.2%.
4 -نموذج تصنيف ويبومتركس Webometrics :
هو موقع عالمي لقياس مستوى أداء الجامعات عن طريق جمع وتحليل البيانات، والإبلاغ عنها عبر الإنترنت لأغراض تحسين الأداء الوظيفي في ضوء مؤشرات محددة. وجاء تصنيف الجامعات على شبكة الإنترنت World University Ranking on the Web ببادرة من مختبر Metrics Cyber وهو وحدة في المركز الوطني للبحوث research council National وينشر تصنيف الويبومتركس كل ستة أشهر في شهري كانون الثاني وتموز من كل عام.
ويقوم الموقع الويبومتركس بتقييم 16ألف جامعة حول العالم، ويرى القائمون على
هذا التصنيف أن التقييم الأكاديمي يجب أن يصاحبه ّ تقدم تقني يتمثّل في نشر الجانب
الالكتروني الذي سوف يكون انعكاساً لما يدور داخل الجامعة من نشاطات أكاديمية وبحوث ومقالات علمية وكذلك توفير تلك المقالات أو ملخصاتها على أقل تقدير في شكل ملفات يستطيع الطالب والباحث وغيرهما الاستفادة منها والإشارة إليها عند الحاجة. webometrics. info/en/world.www http://
ويهدف هذا التصنيف بالدرجة الأولى إلى حث الجهات الأكاديمية في العالم لتقديم ما لديها من أنشطة علمية تعكس مستواها العلمي المتميز على الانترنت، أي أنه يدعو إلى تحفيز المؤسسات العلمية والجامعات والعلماء على الاهتمام بالتواجد الفعلي والنافع على الإنترنت، وإتاحة الوصول الميسر والسريع إلى المحتويات العلمية والمنشورات الأكاديمية وتعزيز النشر المفتوح للنتائج العلمية.
وتتضمن معايير تصنيف ويبمتركس Webmatrix ما يلي:
1 -حجم الموقع على الإنترنتSize %20ويتم حساب حجم موقع الجامعة الإلكتروني بحساب عدد صفحات الموقع بالاستعانة بأربع محركات بحث هي: جوجل Google ،ياهو Yahoo ،لايف سيرتش Search Live ، إكساليد Exalead .كما يستدل على مؤشر الحجم بعدد الأوراق المنشورة للباحثين بكل جامعة على الإنترنت. وعدد الملفات والوثائق المتوفرة للجامعة على الإنترنت، والمواقع التقويمية للجامعة على الإنترنت، وعدد أعضاء هيئة التدريس في الجامعة.
2 -الرؤية / سهولة استخدام موقع الجامعة Visibility % 50يتم الحصول على العدد الكلي للروابط الخارجية الفريدة للموقع بواسطة محركين من محركات البحث هما ياهو Yahoo وإم. إس. إن. MSN فقط.
3 -الملفات الغنية Files Rich %15: بمراجعة حجم الأشكال المختلفة للملفات المنشورة بكل جامعة على الإنترنت، يتم الأخذ في الاعتبار أربعةأنوع من الملفات- Adobe acrobat
Adobe post script – Microsoft word – Microsoft Power Point
4 -الأبحاث Scholar %15: يتم حساب عدد الأوراق العلمية والاستشهادات العلمية لموقع الجامعة بواسطة محرك بحث جوجل سكولار Scholar Google ومن الجدير بالذكر أن جوجل سكولار مازال قيد التجربة beta Version ، ولكن إدراج نتائجه يحسن مساهمة التوصيل الرسمي للتصنيف.
الانتقادات الموجهة إلى التصنيفات العالمية للجامعات:
لقد أثارت التصنيفات العالمية للجامعات الكثير من الجدل والانتقادات، إلا أن ذلك لا يمكنه النيل من أهمية هذا التصنيف مؤشراً وأداة هامة لرصد التطورات في الجامعات سواء في تحديد نقاط القوة لتعزيزها، أو نقاط الضعف لتلافيها، و فيما يلي النقد الموجه لكل تصنيف:
نقد تصنيف شنغهاي:
إن أبرز مشكلات التصنيف الأكاديمي لجامعات العالم ARWUتتمثل في الاختلاف الشاسع بين النظم المحلية في الدول وصعوبة تصنيف جودة
التعليم بناء على معايير ومؤشرات دقيقة كما تواجه منهجيته العديد من
الانتقادات، مثل التحيز إلى العلوم الطبيعية أكثر من غيرها من المجالات العلمية الأخرى.
كما أن تصنيف ARWU لا يأخذ بعين الاعتبار الوظائف الأخرى للجامعات مثل: التعليم والخدمات المقدمة للمجتمع المحلي.
ويمكن إجمال أهم الانتقادات التي وجهت إلى نظام التصنيف الأكاديمي لجامعات العالم ARWU في النقاط الآتية:
1 -التركيز على البحث العلمي حيث استحوذ على 60%.
2 -تطبيق المعايير على جميع الجامعات بغض النظر عن الاختصاص سواء كانت جامعات علوم تطبيقية، وهذا ما يجعل تطبيق هذه المعايير غير ملائم بهذا القدر أو ذاك.
3 -النشر باللغة الإنجليزية فقط وإهمال النشر باللغات الأخرى.
4 -التركيز على الجامعات الكبيرة ذات التخصصات العديدة.
5 -التعامل مع الجامعات بوصفها نسخة واحدة رغم اختلافها شكلاً ومضموناً، فتصنيف شانغهاي بسبب معاييره الموحدة يهمل الثقافات والبيئات التعليمية والاجتماعية في الأنظمة المختلفة.
نقد تصنيف تايمز كيو إس QS- Times :
تعرض تصنيف التايمز- كيو اس لعدة انتقادات تتمثل في الآتي:
1 -يتعرض معيار تقويم النظراء Review Peer الذي يعتمد عليه تصنيف كيو اس لانتقاد كبير باعتراف القائمين على التصنيف أنفسهم، وهو ما دعاهم إلى تخفيض الاعتماد عليه في عام 2010 من 50 % إلى 40 ،% وإضافة معيار جديد هو” تقويم المستقطبين فمنهجية الاعتماد على مراجعة النظراء أو آراء النظراء من خلال الردود على الاستقصاء بوزن نسبي 40% يشكك بشأن موضوعية النتائج.
2 -يعتمد تصنيف كيو اس على معايير عديدة مرتبطة ارتباطاً وثيقاً بسمعة الجامعة، وفي هذا السياق يشكك معظم الخبراء في مصداقية هذا النوع من التصنيف المبني على الأخذ بآراء مجموعة منتقاة من الأكاديميين ممن لهم علاقة بالمؤسسة المراد تقييمها، ويعتمد 40% من هذا التصنيف على سمعة الجامعة.
3 -التحيز للجامعات البريطانية حيث زاد عددهافي ترتيب Timesعن ترتيب شانغهاي. 4 -يعتمد تصنيف كيو اس على الاستبيانات التي تقدم للأكاديميين والطلاب على معايير مثل نسبة أعضاء هيئة التدريس للطلاب، وعدد الطلاب الأجانب في الجامعة، ووجود أساتذة عالميين فيها، وعدد الاقتباسات الأكاديمية من أبحاثها، وفيما عدا المعيار الأخير لا توجد قيمة علمية مباشرة للمعايير الأخرى، فهي لا تعكس جودة التعليم، فوجود أستاذ عالمي في الجامعة لا يعني بالضرورة أن الجامعة تقدم تعليماً عالمياً، وتقييم الطلاب لمستوى التعليم في جامعتهم لا يمكن أن يؤخذ كمعيار موضوعي للتصنيف؛ لأن ذلك مرتبط بمستوى توقعات الطلاب للتعليم ومستوى خبرتهم السابقة به.
5 -الوزن الكبير لآراء الخبراء حيث يتم سؤال1600 أستاذ من 88 دولة عن أفضل الجامعات وهذه مسألة ذاتية.
6 -التركيز على السمعة والشهرة، في حين لم تُعط عمليات التعليم والتعلم الوزن اللازم.
نقد تصنيف التايمز Times The:
وجهت انتقادات عدة إلى تصنيف التايمز من أهمها:
1 -إن الاستشهاد المرجعي ببحوث كل عضو من أعضاء هيئة التدريس بالجامعة والذي يأخذ وزن 20 ٪ مصدره قاعدة بيانات المؤشرات الأساسية للعلوم التي تنتجها مؤسسة طومسون العلميةISI في الولايات المتحدة ومن الواضح أنها لا تزال لصالح جامعات البلدان الناطقة بالإنكليزية.
2 -إن تصنيف التايمز الذي وعد بالمزيد من الشفافية والدقة والإحكام
بعد انفصاله عن مؤسسة كيو اس عام 2009 ، يقع في مشكلات منهجية، فالنظام المتبع فيه يغري المشاركين بالتلاعب بالبيانات، وذلك من خلال طرق مختلفة منها: التلاعب بميزانية الجامعة ليظهر أن كلفة تعليم الفرد في الجامعة عالية أو أن الدخل الذي حصلته الجامعة إنما هو مقابل لجهودها البحثية، وهو ما يؤخذ في الاعتبار في تصنيف التايمز.
نقد تصنيف ويبومتركس:
يواجه هذا التصنيف نقدا من عدة وجوه، منها:
1- تحيزه اللغوي التقليدي، ذلك أن أكثر من نصف مستخدمي الإنترنت من المتحدثين باللغة الانجليزية.
2- اقتصاره على جانب ضيق في تصنيف الجامعات وهو النشر الإلكتروني، إذ لا يكفي حصر الإنجازات العلمية للجامعة في المنشورات الإلكترونية وحدها.
3- كثرة المادة العلمية المنشورة لا تعني بالضرورة جودتها، إذ تلجأ بعض الجامعات إلى تكثيف النشر في موقعها دون مراعاة أصالة المادة العلمية المنشورة مما يقلل من مصداقية التصنيف.
وفي النهاية يمكن القول أن هناك جملة من الانتقادات التي تشترك فيها جميع التصنيفات العالمية
ومن أهمها:
1 -إشكالية اللغة وغياب العالمية: وهى إشكالية مشتركة بين جميع التصنيفات العالمية حيث التحيز واضح إلى اللغة العربية.
2 -تجاهل التنوع الثقافي، وخصوصية الثقافات المحلية للدول: فمن الصعوبة وضع معايير موحدة للحكم على أداء جامعات العالم لغياب المشترك الثقافي الذي يمكن معه إجراء التصنيف على المستوى العالمي.
3 -وجود بعد تجاري- ربحي يسيطر على تصنيف الجامعات، بعض جهات تصنيف الجامعات هي مؤسسات إعلامية صحفية ربحية، وهو ما يجعلها تصنيفات تجارية Commercial ranking ويسهل التشكيك في مدى مصداقيتها وتحيزها.
4 -تجاهل التصنيفات العالمية للجامعات -بصفة عامة- واحدة من أهم وظائف الجامعات وهى التعليم، حيث أن المعايير مازالت قاصرة عن قياس جودة التعليم وأثره.
5 -تفضيل كل التصنيفات أنواعاً معينة من البحث، مما يترتب عليه انحراف توزيع التصنيف وبمعنى آخر أنه يوجد تحيز للعلوم التطبيقية مثل: العلوم، والتكنولوجيا، والهندسة، والرياضيات التي تستحوذ على معظم البحوث والاستشهادات والتمويل البحثي.
6 -تُنتقد كثير من التصنيفات في أنّها تغير معاييرها بصفة مستمرة، وبالتالي فهي تجعل عملية قياس الأداء أو عقد المقارنات عملية صعبة بمرور الوقت.
7 -تتفاوت جهات التصنيف للجامعات في المعايير المستخدمة في جمع البيانات وتحليلها، فمثلاً يتحيز تصنيف جامعة جايوتونغ شنغهاي بشكل واضح لمعيار جودة البحث العلمي، في حين ينحاز تصنيف كيو إس إلى معيار تقييم النظراء، وهو معيار يعتمد بدرجة كبيرة على السمعة
8 –لا يمكن التدليل بقوة على وجود ارتباط إيجابي قوي بين ما تحققه مؤسسات التعليم العالي في التصنيفات العالمية وبين الجودة الأكاديمية على أرض الواقع، خاصة تلك المتعلقة بجوانب جودة التدريس، ومخرجات التعلم، وخدمة المجتمع. وهو ما جعل بعض تلك الجهات القائمة على التصنيفات العالمية تضيف معايير جديدة مثل عامل التوظيف بعد التخرج ورضا السوق عن الخريجين .
9 -تعتمد مصادر البيانات على استطلاعات للرّأي لاتمثل الحقيقة في كثير من الأحيان.
وإجمالاً يمكن القول: إن تصنيف الجامعات يعد من القضايا المثيرة للجدل بطبيعتها، وأنه لا يوجد تصنيف موضوعي أو شامل تماماً، ويستند الخلاف على حقيقة مفادها أنه لا يمكن قياس الجودة الحقيقية للمؤسسة التعليمية من خلال مؤشرات رقمية فقط، حيث يجري إهمال الثقافات والبيئات التعليمية والاجتماعية في الأنظمة المختلفة.
ومهما يكن من أهمية الانتقادات التي وجهت إلى نماذج تصنيف الجامعات حول معاييرها ومنهجياتها، فإن أنظمة تصنيف الجامعات باتت حقيقة واقعة وذات تأثير كبير في مختلف الجهات المعنية بالتعليم الجامعي والعالي من طلاب، وأرباب العمل، ومؤسسات، ومن المؤكد أ ّن التصنيف يؤثّر على صنع القرار وعمليات التخطيط داخل مؤسسات التعليم الجامعي، وزيادة تركيز الجامعات على تطوير الأداء الأكاديمي ومخرجات البحوث سعياً إلى محاولة الحصول على مكانة أفضل في قائمة التصنيف.
Discussion about this post