بمناسبة اليوم العالمي لمكافحة التصحر، نظّمت منظمة المركز العربي لدراسات المناطق الجافة والأراضي القاحلة “أكساد” ورشة عمل بعنوان “مكافحة التصحر واستعادة النظم البيئية المتدهورة في الوطن العربي”.
وفي كلمته الافتتاحية، أشار المدير العام للمنظمة، الدكتور نصر الدين العبيد، إلى أن شعار هذا العام “استعادة الأرض… إطلاق العنان للفرص” يسلّط الضوء على خطورة تدهور الأراضي الناتج عن الممارسات الزراعية غير المستدامة، لا سيما في المناطق الجافة وشبه الجافة، وما ينجم عن ذلك من تهديد مباشر للأمنين الغذائي والمائي، وزعزعة لاستقرار المجتمعات.
ونبّه العبيد إلى أن التصحر أصبح يهدد سبل عيش أكثر من مليار شخص في نحو 100 دولة حول العالم، لافتاً إلى أن الأراضي القاحلة تغطي حوالي 70% من مساحة الوطن العربي، فيما تواجه 20% من الأراضي الزراعية خطر التصحر.
وأوضح أن منظمة “أكساد” تملك خبرة تمتد لأكثر من 55 عاماً، نفذت خلالها مئات المشاريع التنموية، وسعت لنشر الممارسات المستدامة، واعتمدت أحدث التقنيات لمواجهة التغيرات المناخية، مع التركيز على بناء القدرات ونقل التكنولوجيا. وبيّن أن إطلاق جمعية أكساد العمومية وإعلان القاهرة 2022 شكلا تتويجاً لمساهمات المنظمة في دعم الأمنين الغذائي والمائي.
وتهدف الورشة، بحسب العبيد، إلى تعزيز استمرارية الجهود العلمية والعملية لمواجهة التصحر في البلدان العربية، حيث استعرض عدداً من المشاريع المنفذة في هذا السياق، من بينها مشروع مراقبة التصحر في جبل البشري على مساحة مليون هكتار، وإعادة تأهيل 5000 هكتار، إضافة إلى مشاريع مكافحة زحف الرمال وتنمية المراعي على 2000 هكتار في منطقتي هريبشة وكباجب، ومسح الموارد الطبيعية في البادية السورية بمساحة 3.5 ملايين هكتار، إلى جانب مشاريع إعادة تأهيل حوض الحماد في كل من العراق والسعودية والأردن وسوريا، ومحمية مراغة في سوريا.
من جانبه، استعرض الدكتور فراس الغماز، مدير الأراضي في وزارة الزراعة، خلال محاضرته، واقع تدهور الأراضي في الساحل السوري، مع التركيز على مساحات الحرائق منذ عام 2020، كما عرض قصص نجاح في الحد من الانجراف المائي، مشيراً إلى جهود الوزارة في تصنيف الأراضي منذ عام 2021 والتي شملت محافظات ريف دمشق، وحمص، وحماة.
كما قدّم الدكتور محمد علاء شعلان، رئيس لجنة تسيير الأعمال في الهيئة العامة للاستشعار عن بعد، عرضاً حول استخدام منصة “Google Earth” في رصد التغيرات البيئية، موضحاً نتائج دراسة امتدت لـ35 عاماً استخدمت بيانات زمنية لتحديد العوامل المسببة لتدهور البيئة، وأبرزها العواصف الغبارية، مؤكداً على أهمية التقنيات الحديثة في المراقبة والتقييم البيئي.
وفي السياق ذاته، أشار الدكتور إيهاب جناد، مدير إدارة المياه في “أكساد”، إلى دور الورشة في إبراز أهمية التقنيات الحديثة لاستعادة الأراضي المتدهورة، موضحاً أن المنظمة نفذت عدة مشاريع للحصاد المائي في كل من البادية السورية، والأردن، والسعودية، واليمن، باستخدام تقنيات تعتمد على تخزين المياه في التربة لتعزيز الغطاء النباتي.
يُذكر أن الأمم المتحدة أقرت يوم 17 حزيران من كل عام يوماً عالمياً لمكافحة التصحر والجفاف، بهدف رفع الوعي العالمي بخطورة التصحر وطرق معالجته.