العالم الاقتصادي- وكالات
أرخت ظروف الأزمة بظلالها الثقيلة على بيئات العمل في مقالع الحجر الكلسي الأبيض في هضاب بلدة كفربهم غرب مدينة حماة.
وذكرت وكالة “سانا “للأنباء في تقرير لها أن بلدة كفربهم باتت معروفة بالحجر “الكفرباوي” الناصع البياض المميز بأناقته وجمال تشكيلاته وصلابته ليكون رمزاً تتفرد به.
ونقلت الوكالة عن عدد من مستثمري المقالع أن ظروف العمل أصبحت صعبة وباتت المقالع بحاجة إلى الدعم والرعاية.
وقال ايميل عساف أحد المستثمرين: نعاني من فقدان المحروقات اللازمة لعمل الآليات الثقيلة فبعض المستثمرين توقف عن عمله نهائياً والآخر يضطر لشراء المحروقات من السوق السوداء بأسعار عالية ليؤمن استمرار عمله ومعيشة العاملين لديه.
بدوره أشار عبد الله عيلان المستثمر في مجال الحجر إلى أن مقالع كفربهم ساهمت في تحسين معيشة أبناء البلدة والقرى المجاورة واليوم ورغم صعوبة العمل ساهمت في تشغيل المئات من الأيدي العاملة وتوفير السيولة المادية لإيجاد استثمارات مختلفة لأبناء القرى المجاورة وخاصة مناشر الحجر وورش الحفر على الحجر ومخارط الحجر وورش التلبيس وغيرها لكن اليوم لم يعد أمامنا سوى التوقف عن العمل في ظل ارتفاع الرسوم التي تصل في مجملها اليوم إلى 35% من قيمة الإنتاج لمؤسسة الجيولوجيا والجمعيات الحرفية والرسوم البلدية والمالية وغيرها.
وأشار الياس يوسف أحد العاملين في الاستثمار إلى أن للمقالع دوراً كبيراً في تحسين شروط العمل الزراعي حيث يقوم مستثمرو المقالع الصخرية بإعادة تأهيل الأراضي الصخرية التي يستثمرونها وإعادتها صالحة للزراعة وذلك بموجب عقود موقعة بين المستثمر وصاحب الأرض وبعد القيام باستخراج الصخور الكبيرة والصغيرة التي تعيق العملية الزراعية لكون تلك المقالع تتركز في الهضاب وتقوم آليات المستثمر بعد انتهاء فترة الاستثمار بإعادة تسوية الأرض وردمها بالتربة التي تم تجميعها خلال عملية استخراج الصخور حيث تسوى تلك الأراضي بشكل متساوٍ ويتم تأهيلها بالكامل وتسليمها لأصحابها صالحة للزراعة.
من جانبه أكد طلال جرجس أحد المستثمرين أن هذه المقالع باتت في خواتم استثماراتها وتناقص مخزونها من الحجر الكلسي والبازلتي واليوم نحن بحاجة إلى إرشاد من الفنيين والمختصين في المؤسسة العامة للجيولوجيا لفتح مواقع وجبهات عمل جديدة وتحديداً في الريف الغربي.
بدوره أكد الجيولوجي حامد إبراهيم مدير فرع المؤسسة العامة للجيولوجيا في محافظة حماة أن مواقع استخراج الحجر الكلسي الأبيض في المحافظة تنتشر بالتحديد في منطقة كفربهم ويوجد اليوم في هذا الميدان 22 مقلعاً مخصصاً لاستخراج الحجر الكلسي ويتم استخراج تلك الصخور بموجب ترخيص استثمار يتضمن كل الشروط الفنية والبيئية اللازمة.
ولفت ابراهيم إلى أن لعملية الاستخراج آثاراً إيجابية كبيرة في الواقع في بلدة كفربهم حيث تقوم الآليات الهندسية بكشط الصخور من الأراضي غير الصالحة للاستثمار الزراعي ومن ثم توريدها لمناشر الحجر وتجري عمليات تشذيبها وقصها وتسويتها لتدخل في عمليات البناء وتجميل المباني بمختلف أنواعها ويقوم المستثمر بعد انتهاء فترة استثماره بإعادة تأهيل تلك المقالع لتصبح صالحة زراعياً سواء للمحاصيل الزراعية كما في موقع البية أم لزراعة الأشجار كالزيتون واللوز والكرمة في مواقع الهضاب ذات الوعورة العالية.
وأضاف ابراهيم: إن عمل المستثمر حرفي ونجاح عملية الاستثمار هو نجاح لفرع المؤسسة العامة للجيولوجيا لكون هذه الثروات خيرات طبيعية واليوم استنزفت هذه المقالع بدرجة كبيرة وباتت في المراحل النهائية من عمرها وهو ما يتطلب منا العمل لإيجاد مواقع للحجر الكلسي الأبيض صالحة للاستثمار وهذا ما يسعى إليه فرع الجيولوجيا بحماة عبر لجان متخصصة بعمليات سبر في مناطق عدة بالمحافظة لإيجاد تلك البدائل وكانت عمليات السبر مبشرة وواعدة بوجود مواقع توفر جبهات عمل جديدة للمستثمرين كما في موقعي أم الطيور وسلمية – بحسب تقرير الوكالة.
Discussion about this post