إعداد الدكتور أحمد عبدالله أبوالسل – كلية الزراعة – جامعة دمشق
ما هو المقصود بالزراعة المائية ؟
الزراعة المائية هي إحدى طرق الزراعة الحديثة التي تٌستخدم لزراعة النباتات دون تربة واستبدالها بمحاليل معدنية مغذية.
تحتاج الزراعة المائية مياه عذبة مفلترة بدرجة حموضة متوازنة، وأكسجين، وعناصر غذائية مثل الفسفور والكالسيوم والمغنسيوم، والضوء سواء ضوء الشمس أو إضاءة داخلية عند الزراعة في الداخل.
ويعود السبب في التوجه إلى نظام الزراعة المائية إلى تطور المجتمعات وازدياد النمو السكاني الذي أدى إلى زيادة الطلب على الغذاء بالإضافة إلى تقلص مساحات الأراضي الزراعية نتيجة التوسع العمراني الكبير المترافق مع الزيادة السكانية، وبالتالي العمل على إنشاء أنظمة زراعية مستقلة عن الأرض لزراعة المحاصيل الزراعية وغيرها من النباتات التي يحتاجها الانسان.
مزايا الزراعة المائية
من أهم مميزات الزراعة المائية ما يلي:
- عند الاعتماد على الزراعة المائية، يمكن إنشاء أنظمة غذائية محلية مثل مزارع الحاويات، وعند زراعة المحاصيل بدون تربة، يمكن تفادي مشكلة التوقف عن الزراعة بشكل مؤقت بسبب سوء الأحوال الجوية وتغير المناخ، والتي تجعل الأرض غير مناسبة للزراعة.
- يحقق إنتاج المحاصيل التي تتم زراعتها بدون تربة غلة أكبر عدة مرات من تلك التي تنتجها أساليب الزراعة التقليدية، لأن النباتات التي يتم زراعتها بنظام الزراعة المائية تحصل على ما تحتاج إليه من محاليل مغذية بسهولة أكبر من تلك التي تحصل عليها النباتات المزروعة في التربة بالإضافة إلى توفير جميع الظروف الملائمة التي يحتاجها النبات ضمن ظروف مُتحكم بها.
- تحتاج زراعة النباتات في هذا النظام إلى كمية أقل من المياه التي تحتاج إليها الزراعة التقليدية، كما أن المياه التي تم استخدامها في أنظمة الزراعة المائية يمكن تصفيتها وتعبئتها من جديد بالمغذيات، وزراعة النباتات بها مرة أخرى، فيتم الاستفادة منها بدلًا من إهدارها، وتقل المياه المُستخدمة في أنظمة الزراعة المائية عن تلك التي تُستخدم في الأنظمة التقليدية بنسبة 98%.
- تتميز المحاصيل التي تمت زراعتها بنظام الزراعة المائية بأنها مُحصنة من الإصابة بالآفات والأمراض النباتية الموجودة في الهواء في المزارع التي تعتمد على التربة، وبالتالي لن يكون هناك حاجة للمبيدات الحشرية والمواد الكيميائية الأخرى التي يمكن أن تؤثر سلباً على صحة الانسان والبيئة .
- لا تحتاج الجذور في نظام الزراعة المائية إلى مساحة واسعة للانتشار وذلك بسبب وصول الماء والمغذيات إليها بشكل مباشر، وهو ما يزيد من كمية النباتات التي تنمو في نفس المساحة في هذا النظام عن المزروعة بالنظام التقليدي.
- يمكن من خلال الزراعة المائية التحكم في الوسط الذي يُزرع ويعيش فيه النبات، مع التحكم في مواعيد الحصاد وقطف الثمار.
- من خلال نظام الزراعة المائية يمكن معرفة الظروف التي تحتاجها النباتات، وبالتالي يمكن إبعاد تلك النباتات عن المتغيرات التي يمكن أن تؤثر عليها سلباً.
- يساعد هذا النظام على تحسين إنتاج أنواع معينة من النباتات.
مشاكل الزراعة المائية
على الرغم من المميزات العديدة لنظام الزراعة المائية إلا أن له عدة عيوب وهي:
- ارتفاع تكلفة الاعتماد عليها، مقارنة بنظام الزراعة التقليدي.
- في حال إصابة الماء المُستخدم في الزراعة المائية بعدوى ستنتقل تلك العدوى إلى كافة النباتات سريعًا فلا يمكن السيطرة عليها.
- إدارة هذا النظام يحتاج إلى خبرات ومعرفة بالفنيّات والتقنيات اللازمة، حتى تتم إدارته بنجاح.
- اعتماد بعض أنواع هذا النظام على الكهرباء يؤثر عليه سلبًا في حال انقطاع التيار الكهربائي.
- جذور النباتات المزروعة في التربة العادية محمية من تغير درجات الحرارة والآفات والأمراض، وهو ما تفتقده جذور النباتات المزروعة بنظام الزراعة المائي، فتكون عُرضة للإصابة بالأمراض بشكل أكبر.
أنظمة الزراعة المائية
يمكن استخدام عدة أنظمة في الزراعة المائية وهي:
- نظام استزراع المياه العميقة.
- نظام الفتيل.
- نظام تقنية الأغشية المغذية.
- نظام التنقيط.
ولكل نظام من هذه الأنظمة مزاياه وعيوبه
Discussion about this post