العالم الاقتصادي – متابعات
يخوض عملاق صناعة السيارات اليابانية تويوتا تجربة استخدام تقنية الوقود المرن بهدف تعزيز انتشار أنظمة الدفع الهجين في المركبات الصغيرة وهو ما يضفي منافسة أكبر بين بقية الشركات لإثبات الجدوى من الدخول في هذا السباق الطويل.
ويعكس هذا الاتجاه بشكل ملموس تزايد اهتمام مصنعي السيارات في الآونة الأخيرة بنظام الدفع الهجين الذي يمهد الطريق لفتح أبواب انتشارها مستقبلا رغم اعتقاد البعض بوجود عقبات قد تقف حجر عثرة أمام غزوها الطرقات.
وحتى تنقل تصوراتها من داخل غرف التصميم إلى الواقع، أطلقت الشركة مشروعا تجريبيا للسيارات الهجينة التي تعمل بالوقود المرن في الهند من خلال طرازاها كورولا ألتيس.
وهذه المركبة التي ستكون تجربتها ضمن مشروع بين تويوتا والمعهد الهندي للعلوم مزودة بمحرك احتراق داخلي يعمل بالبنزين بشكل كامل، فضلا عن محرك آخر يعمل بوقود الإيثانول المخلوط بنسبة تصل إلى عشرين في المئة.
والسيارة ذات وقود مرن أو مزدوجة الوقود هي مركبة بديلة لنظام الوقود الحالي بمحرك احتراق داخلي مصمم ليعمل على أكثر من نوع من الوقود. وعادة ما يكون البنزين ممزوجاً مع الإيثانول أو وقود الميثانول وجميعها يتم تخزينها في نفس الخزان.
والمحركات الحديثة ذات الوقود المرن قادرة على حرق أي كمية من المزيج في حجرة الاحتراق لأن حقن الوقود وتوقيت الاشتعال يتم ضبطها تلقائيا بناء على نوع المزيج الذي تتم معرفته بواسطة حساسات كاشفة لنوع المزيج.
وتختلف مركبات ذات الوقود المرن عن السيارات ثنائية الوقود بأن الأخيرة تملك خزانين لكل نوع من الوقود وتعمل على وقود واحد فقط في الوقت نفسه، مثل الغاز الطبيعي المضغوط أو غاز البترول المسال أو الهيدروجين.
وتعكف تويوتا على تطوير جميع التقنيات النظيفة وتؤمن بإدخالها بناء على المتطلبات والسياق الفريد لكل بلد، وذلك لتقليل استخدام الوقود الأحفوري وتقليل الكربون في أسرع وقت ممكن.
وتعتبر السيارة الهجينة نوعا من المركبات التي لجأت إلى تصنيعها الكثير من الشركات في تجسيد عملي يوفر حلولا بديلة لمشكلات الوقود المتنامية وخفض استهلاك المحرك، وفي الوقت ذاته تقليل الانبعاثات الضارة بالبيئة.
وتنطلق هذه النوعية من الموديلات في الأساس بسواعد محرك احتراق داخلي يسانده آخر كهربائي مع إمكانية شحنه عن طريق المقابس الكهربائية العادية، ولكن من الواضح أن تويوتا تريد إضفاء جوانب أخرى عملية لأنظمة الدفع الهجين.
ولسنوات ظل مجتمع السيارات يتابع التجارب المكثفة التي قامت بها العديد من الشركات من أجل نشر تقنية الوقود المرن، خاصة وأن الحاجة اليوم تقتضي ابتكار طرز نظيفة وبأسعار في متناول المستهلكين بعدما باتت مسألة ملحة أكثر من أي وقت مضى.
وكأحد الأمثلة على ذلك ما قامت به جنرال موتورز في عام 2004 حينما طرحت في البرازيل سيارة شفروليه أسترا 2.0 بمحرك مولتي باور مبني على تكنولوجيا الوقود المرن التي طورتها شركة بوش الألمانية، وهي قادرة على استخدام الغاز الطبيعي المضغوط والإيثانول والبنزين.
ولم يحظ هذا الطراز بانتشار واسع حيث كانت شفروليه أسترا 2.0 موجهة أساسا إلى سوق سيارات الأجرة، وكان يتم التبديل بين أنواع الوقود يدويا.
وبعد عامين من ذلك التاريخ، قدمت شركة فيات الإيطالية فيات سيينا تترا تعمل بالوقود المرن، وهي سيارة من أربعة أبواب طورتها شركة ماجانتي ماريلي الإيطالية.
وتم تصميم هذه المركبة في ذلك الوقت للتحول من أي مزيج من الإيثانول والبنزين إلى غاز طبيعي مضغوط أوتوماتيكيا اعتمادا على الطاقة المطلوبة وفقا لظروف القيادة.
وكان ثمة خيار آخر قائم وهو إعادة تجهيز مركبة وقود مرنة بالإيثانول لإضافة خزان غاز طبيعي ونظام الحقن المقابل.
وقد حظي هذا الخيار بشعبية بين مالكي سيارات الأجرة، مما يتيح للمستخدمين الاختيار من بين ثلاثة أنواع من الوقود.
والمحركات الهجينة المولدة بالوقود المرن والمزودة بالوقود المرن توفر نوعين من المركبات المبنية بمحرك يشتغل على البنزين أو الغاز المضغوط أو المسال للمساعدة في دفع العجلات بالتزامن مع المحرك الكهربائي أو لإعادة شحن حزمة البطارية التي تعمل على تشغيل المحرك الكهربائي.
وتزايدت المشاريع من هذا النوع مع مرور الوقت حيث أطلقت شركة فورد الأميركية في العام 2007 عشرين سيارة اختبارية من طراز إسبيس هايبرد تعمل بالوقود لتجربتها ضمن أساطيل السيارات في الولايات المتحدة.
وفي العام الموالي، قدمت فورد مشروعا آخر وهو عبارة عن أول سيارة رياضية متعددة الاستخدامات تعمل بالوقود المرن.
وفي خضم تلك التجارب، دخلت شركة لوتس البريطانية في 2010 هذا المضمار عندما أزاحت الستار خلال معرض باريس الدولي للسيارات عن طراز سيتي كار.
والسيارة عبارة عن مركبة مفككة هجينة تم تصميمها لتشغيل الوقود المرن في الإيثانول أو الميثانول بالإضافة إلى البنزين العادي.
Discussion about this post