العالم الاقتصادي- رصد
في ظل هذا العصر الرقمي السريع وسهولة وصول يد الأطفال والمراهقين إلى منصات التواصل، والتمادي باستخدامها حَد الإدمان؛ صارت متابعتهم والولوج إلى عالمهم من قِبل الأهل أكثر أهمية عن أي وقتٍ مضى لإبقائهم آمنين. فبقدر ما ساهمت التطورات التكنولوجية في تحسين حياتنا؛ فإنها كشَّرت مع الوقت عن وجهها القبيح وعيوبها الجسيمة التي لا تؤثر فقط في الصحة النفسية للمستخدمين، وإنما قد تُعرِّض حياتهم بأكملها إلى الخطر.
وهذه قائمة بتطبيقات «السوشيال ميديا» الحديثة الأكثر استخدامًا وتهديدًا لحياة الشباب، وإليكم الأسباب:
1-«TikTok».. الأكثر شعبية وسوءًا في آن واحد
أغلب الظن أنك إذا سألت عن التطبيق الأكثر خطرًا بين تطبيقات «السوشيال ميديا» فسوف يُجمع الغالبية العظمى على أنه «تيك توك»؛ بسبب طبيعة محتواه التي لا يمكن السيطرة عليها أو توقعها، والأهم شعبيته الجارفة خاصةً بين الأطفال والمراهقين، حتى إن عدد رواده تجاوز 40 مليون مستخدم.
وفي حين أن معظمهم قد لا يكونون على دراية بالتطبيقات الأخرى التي تضمنها هذه القائمة، فإنهم قد سمعوا قطعًا بالـ«TikTok»، حتى لو كانوا لم يستخدموه من قبل، فإن ضغط أقرانهم عليهم والتباهي بين بعضهم بعضًا باستخدامه وعدد متابعين كلٍّ منهم؛ قد يدفع من لم يجربوه لتحميله والتعرُّف إلى محتواه.
وللأسف فإن هذا التطبيق يشمل الكثير من مقاطع الفيديو التي تتضمَّن ألفاظًا نابية وعنفًا، ومحتوى جنسيًّا، وسلوكيات غير لائقة، بالإضافة إلى بعض التحديات التي قد تُعرِّض أصحابها للخطر. والأكثر قلقًا أنه لا يوفَّر خصوصية كافية تحول دون مراسلة الغرباء للأطفال، كما أنه لا يتخِّذ أي خطوات للتحقق من أن سن مُستخدميه لا يقل عن 13 عامًا كما يُفترض؛ وبالتالي فإن العديد من الأطفال يستطيعون الدخول إليه بسهولة، وبالوقت نفسه يسهل للمحتالين والمنحرفين أخلاقيًّا التواصل مع الصغار من خلاله.
2-«SnapChat».. احترس خصوصية أبنائك في خطر
«سناب شات» أحد التطبيقات الغنية عن التعريف؛ نظرًا إلى كونه خاص بالمراسلة من خلال الرسائل النصية والوسائط والصور الطريفة التي يمكن التقاطها لنفسك مُستخدمًا الفلاتر العديدة التي يتضمنها. غير أن مشكلة هذا التطبيق، تتعلق بشأن مدى الخصوصية والأمان اللذين يوفرهما لمستخدميه.
فعلى سبيل المثال: تعرَّض التطبيق للاختراق في 2014؛ وجرى بعدها مشاركة عدد كبير من الصور الشخصية على الملأ. وبالرغم من أنه يشمل خاصية تدمير اللقطات؛ فإنه يُتيح نافذة صغيرة تسمح للآخرين بأخذ «سكرين شوت» سريعة من اللقطات لاستغلالها لاحقًا، علمًا بأن الصور لا تختفي من قاعدة البيانات؛ مما يضع مُستخدميه وخصوصيتهم في خطر.
ولمَّا كان غالبية مُستخدمي التطبيق من المراهقين؛ فهو يُعرضهم إلى ضغوط نفسية ومشكلات هم في غنى عنها وقد لا يستطيعون السيطرة على عواقبها، الأمر الذي يتناسب طرديًّا مع كون التطبيق جذابًا للكثيرين؛ إذ يتمتع بخاصية اختفاء رسائله بعد فترة قصيرة ومحددة من الوقت، مما يُشجِّع الأطفال والمراهقين على استخدامه؛ هربًا من مراقبة الأهل أو المعلِّمين في المدرسة، ما جرَّأ البعض على مشاركة محتوى غير أخلاقي مع أقرانهم؛ لتأكدهم من أن رسائلهم لن تترك خلفها أثرًا يُعرِّضهم للمساءلة أو كشف أمرهم!
3- «Ask.fm».. مزحة فتنمر فانتحار!
تعتمد فكرة تطبيق «Ask.fm» على تمكين المُستخدمين من طرح أي سؤال يرغبون بتوجيهه للآخرين مع إخفاء هوية صاحب السؤال ليبقى مجهولًا. لسوء الحظ، فإن هناك من قرر استغلال تلك الخاصية سواءً في طرح أسئلة بذيئة أو ترك تعليقات مسيئة، بل إن هناك عددًا لا بأس به من المستخدمين شرعوا باستخدامه بوصفه سلاحًا خفيًّا يُمكِّنهم من التنمر.
وهو ما ترتب عليه بالتبعية آثار جسيمة متى كان الأشخاص الذين يُمارَس عليهم مثل تلك الإساءات صغارًا بالسن أو يحملون من الهشاشة النفسية ما يجعلهم غير قادرين على تحمل الأوجاع المترتبة على ذلك. حتى إن بعض حالات الانتحار في أيرلندا جرى ربطها بالتطبيق، وكذلك انتحار إحدى الفتيات البالغة من العمر 12 عامًا في فلوريدا؛ مما دعا المدارس البريطانية لمراسلة أولياء الأمور ومطالبتهم بإيقاف أولادهم عن استخدام هذا التطبيق.
4-«Tinder».. أسهل وسيلة لاصطياد فريسة
إذا كنت أبًا أو أمًّا فربما عليك التفكير مليًّا قبل السماح لأولادك المراهقين باستخدام هذا التطبيق، فمن بين التطبيقات السيئة قد يكون الأشد خطورةً هو «تندر». وهو تطبيق للمواعدة يزعم صُنَّاعه أن الغرض منه التواصل مع الآخرين وعمل صداقات جديدة للكسالى أو الذين يجدون صعوبة في التواصل مع الناس على أرض الواقع.
لكن، في حقيقة الأمر فإن «Tinder» أحد التطبيقات غير محمودة العواقب؛ أولًا لأنه يسمح لمن هم بسن الثالثة عشرة بالدخول إليه بدلًا من أن يجعل السن الدنيا 18 عامًا؛ بل إنه لا يتحقق من صحة السن بالأساس. وثانيًا لأنه يُتيح لأي شخص التواصل الفوري مع أي شخص دون التأكد من صحة ما يدعيه الآخر عن نفسه أو عمره، وما أسهل الكذب من خلف لوحة المفاتيح.
أما ثالثًا والأخطر، فإنه يشمل خاصية التتبع عبر «GPS»؛ لمساعدة رواده على العثور على من هم في محيط دائرتهم الجغرافية، وبالتالي، فإن الكثيرين من مُستخدمي التطبيق قد يكونون مُتخفين خلف بيانات غير حقيقية من أجل استدراج الصغار والمراهقين لخطفهم أو سرقتهم أو حتى استغلالهم جنسيًّا.
5-«Instagram».. السم في العسل
لعل تطبيق «Instagram» هو الأقل توقعًا لإيجاده ضمن هذه القائمة، فهو قائم على السماح للمستخدمين بمشاركة صورهم الشخصية أو صور ما يُحبونه وبعض مقاطع الفيديو القصيرة مع مُتابعيهم، وهي الصور التي تأتي في معظمها إيجابية أو مُبهجة. لكن، مع الفحص والتدقيق وُجد أن هذا التطبيق على عكس «فيسبوك» و«تويتر» فإنه يجذب الأصغر سنًّا لسهولة استخدامه ونوعية محتواه.
ومع أنه أكثر أمانًا وخصوصية من بعض التطبيقات الأخرى القائمة على مشاركة الصور أيضًا؛ فإنه من جهة يسمح بمشاركة المحتوى غير الأخلاقي وغير المناسب لبعض الأعمار. ومن جهة أخرى يُتيح للمُتصيدين والساعين خلف المعلومات والصور الحساسة، باستدراج الأطفال والمراهقين والفتيات، والتواصل معهم عبر التعليقات أو الرسائل الخاصة؛ بل إنه صار مؤخرًا عامرًا بالمتنمرين أصحاب التعليقات السلبية والمُسيئة.
أما التأثير السلبي الذي يتميز به «إنستغرام» دونًا عن باقي تطبيقات اليوم، أنه أثر سلبًا في تصورات تسع من بين كل 10 من النساء عن أجسادهن بعد مشاهدة الصور المثالية التي يشاركها الآخرون عبره، مما أصابهن بالقلق والحرمان من النوم. كذلك اعترف بعض الشباب بأنه جعلهم أكثر قلقًا حيال استبعادهم من الأحداث الاجتماعية الشعبية أو عدم حصولهم على عدد الإعجابات الكافي لمنحهم الشعور بالقبول والثقة بالنفس.
فهل ما زلت تشعر بالأمان بعد قراءة هذا التقرير؟ أم أنك ستراجع حساباتك حرفيًّا ومجازًا؟
– ساسه بوست-
Discussion about this post