حاوره ندى عجيب
منذ انطلاقته الأولى في الخمسينيات.. احتلت شركات القطاع الخاص المحلي جزءاً كبيراً من مساحة معرض دمشق الدولي، إيماناً منها بأهميته في إظهار منتجاتها “سورية الصنع” أمام دول الجوار ودول العالم المختلفة التي شاركت في فعالياته على مدى سنوات، مما يحقق لها إمكانية استهداف الأسواق الخارجية وإيصال رسالة “صُنع في سورية” لمختلف المناطق الإقليمية والعالمية.
وبعد انقطاع دورات المعرض لمدة 5 سنوات بسبب الحرب الإرهابية على سورية عاد المعرض بكوادره الوطنية للانطلاق بقوة العام الفائت، معلناً حالة من التعافي الاقتصادي أذهلت العديد من الزوار الذين حضروا المعرض، ورأوا الشركات السورية مستمرة في انتاجها رغم ما تعرضت له من تدمير وتخريب.
تنسيق مشاركة الشركات الخاصة المحلية في المعرض كان بجهود اتحاد المصدرين السوري والاتحادات التجارية والصناعية الأخرى وهم من يستمرون هذا العام بتنظيم هذه المشاركة وتطويرها في الدورة /60/ من المعرض والمقرر إقامتها في الـ6 من أيلول ولغاية الـ15 منه.
ولإلقاء الضوء على مشاركة اتحاد المصدرين ودوره في دعم إنجاح المعرض التقت “العالم الاقتصادي” رئيس اتحاد المصدرين السوري محمد السواح في الحوار التالي:
“الأكبر حجماً”
* اقتصادياً… كيف يرى رئيس اتحاد المصدرين السوري الدورة الحالية من معرض دمشق الدولي؟؟
برأيي هذه الدورة من المعرض ستكون “مفاجئة” بالتألق والتميز لأنه من حيث المساحات المحجوزة تعد الدورة /60/ من معرض دمشق الدولي “الأكبر حجماً” منذ انطلاقته الأولى في الخمسينيات وحتى الآن…
حيث بلغت المساحات المحجوزة في آخر دورة من المعرض في عام 2011 أي قبل الحرب /40/ ألف متر مربع، أما اليوم تجاوزت المساحات الـ90 ألف متر مربع، وهذا بحد ذاته انتصار اقتصادي ملفت فكيف تستطيع دولة بعد ثماني سنوات من الحرب أن تُقيم فعالية بهذا الحجم، ونحن كاتحادات وشركات نؤمن بضرورة تواجدنا في هذا الحدث لنرّوج لمنتجاتنا، ولنعود للأسواق التي كانت هدفاً لنا في السابق ولنعيد التشبيك مع رجال الاعمال في الدول المستهدفة.
2000 شركة
* كم عدد الشركات المشاركة هذا العام؟
منذ عودة المعرض العام الماضي وجهت الحكومة بضرورة إظهار التعافي في كل القطاعات والوزارات والقطاعات الغذائية والزراعية والهندسية والكيميائية والنسيجية، فكان الحشد من قبل شركاتنا المحلية كبير للوجود على أرض مدينة المعارض واليوم العدد بات أكبر وبلغ ما يقارب الـ 2000 شركة.
مستوردين من 30 دولة
* كيف كانت تجهيزاتكم في الأشهر السابقة لموعد المعرض؟
كقطاع خاص شكلنا لجنة من كل الاتحادات /اتحاد غرف الصناعة وغرف التجارة والمصدرين/ للعمل كفريق واحد ولدعم توجه الحكومة بإظهار الإمكانيات الصناعية والانتاجية السوري إلى جانب القطاع الزراعي الذي سيكون موجود بقوة في المعرض.
حجزنا تقريباً ثلث المساحة، وقمنا بدعوة كبار رجال الأعمال والمستوردين الحقيقيين من 30 دولة كوننا نملك منذ العام الماضي بيانات عن المستوردين الحقيقين من كل القطاعات لاسيما النسيجي والغذائي اللذان سيكون لهما هذا العام الحظ الاكبر من رجال الاعمال القادمين.
دعم مجاني للعقود الموقعة كافة
* هل قدمت لكم الحكومة هذا العام دعما مشابها للعام الماضي؟
الحكومة قدمت العام الماضي ميزة شحن البضائع بشكل مجاني لكل المشاركين بالمعرض، وهذا العام سيكون الدعم مجانياً للعقود الموقعة كافة خلال أيام المعرض حسبما فهمنا من المعنيين.
العراق أكثر المستوردين
* ما الدول التي توجه إليها الاتحاد خلال مساعدته بالترويج للمعرض خارجياً؟
دور الاتحاد في عام 2017 كان كبيراً وناجحاً من حيث الترويج وجذب الزوار من الخارج، بالإضافة إلى تنسيق مشاركة من يرغب منهم في المعرض، وهذا العام العمل مشابه لفريق الاتحادات ولكن بشكل أفضل وأوسع؛ فاليوم نتوجه لمستورد حقيقي اختبرناه سابقاً.. وأكثر دولة جذبنا منها مستوردين هي العراق ويأتي بعدها ليبيا والجزائر والأردن ولبنان ومصر والخليج، بالإضافة إلى دول أوروبا التي باتت مستهدفة من قبل القطاع الغذائي بشكل أساسي.
الحياة المستمرة
ما جديد الشركات الخاصة هذا العام في المعرض؟
كل قطاع نسيجي أو كيميائي أو هندسي أو غذائي سيكون لشركاته “هول” كامل أو “هولين” في المعرض حسب حجم القطاع، بالإضافة إلى ذلك سيرى الزوار جناح “الركن الريفي” الذي يختص بعرض منتجات المرأة الريفية في كل المحافظات، وهناك جناح لبيع هذه المنتجات ومطاعم تقدمها مثلاً من اللاذقية سترون مطعماً يصنع الشنكليش أو البرغل بحمص أو المكدوس إشارة لمحافظة أخرى، وهكذا أي المأكولات الشعبية والتراثية المعروفة في كل منطقة بهدف إظهار التعافي وروح الحياة المستمرة عند السوريين.
فرص عمل لأبناء الشهداء
* غالباً ما تشكل المعارض فرص عمل مؤقتة للكوادر الشابة.. كيف يساهم الاتحاد بهذا المجال؟
كما الدورة الماضية سيقدم الاتحاد عبر شركاته فرصة عمل لأبناء الشهداء خلال أيام المعرض لمن يرغب بالعمل ضمن الأجنحة، بالطبع هي فرصة عمل بسيطة خلال 10 أيام ذات مردود مادي مقبول لكنها تعود بالفائدة على الأشخاص، كونها تتيح لهم المجال للتعرف على الشركات الأخرى وأصحاب المعامل وإمكانية توقيع عقود معهم للعمل بعد المعرض، وهذا ما حصل مع البعض سابقاً العام الماضي.
نأكل مما نزرع
وبرسالة صغيرة ختم السواح حديثه بالقول: ” الشعب السوري شعب حي جبار لا يموت، ومن سيشاهد معرض دمشق الدولي سيتأكد من ذلك.. يمكننا اليوم القول أن معرض دمشق الدولي إعلان معافاة ونقطة جاذبة للمستثمرين ورجال الاعمال للاطلاع على بلد مثل سورية في مرحلة إعادة الإعمار القادمة.
سنرى معرض أعتقد أنه لن يتكرر مرة أخرى بهذا الحجم والزخم، لأنه شبيه بعرض اقتصادي بالمعافاة ورسالة لكل العالم بأن سورية انتصرت بهمة الجيش والقيادة الحكيمة وأن هناك انتصاراً اقتصادياً وإنتاجاً مستمراً فنحن الدولة الوحيدة في المنطقة التي تأكل مما تزرع وتلبس مما تصنع وهذا ما يجب أن نظهره كقطاع خاص أو عام.
Discussion about this post