العالم الاقتصادي – متابعات
اضطر عملاق التجارة الإلكترونية أمازون إلى إيقاف برنامج التوصيل الآلي إلى المنازل بعد ثلاث سنوات من إطلاقه بهدف خفض التكاليف.
وذكرت الشركة في بيان الجمعة أنها “قررت إيقاف الاختبارات الحية لروبوت التوصيل الآلي أمازون سكاوت”، وذلك في أحدث دلالة على أن شركة تجارة التجزئة عبر الإنترنت بدأت في إنهاء المشاريع التجريبية وسط تباطؤ نمو المبيعات.
ونقلت وكالة رويترز عن مصدر مطلع، لم تذكر هويته، قوله إنه “تم بالفعل إيقاف العمل في برنامج سكاوت”، وهي آلة مستقلة تم إطلاقها في عام 2019.
وتأتي الخطوة بعد قرابة عام من مغادرة شون سكوت نائب رئيس فريق البرنامج، الذي أشرف على تطوير سكاوت منذ البداية، حيث كان حوالي 400 شخص يعملون في المشروع على مستوى العالم.
وبدأت أمازون في اختبار الكشافة الكهربائية بالكامل، والتي هي بحجم مبرد صغير، وتتدحرج على طول الأرصفة بخطى سريعة في ولاية واشنطن قبل التوسع إلى جنوب ولاية كاليفورنيا ثم بعد ذلك في ولايتي جورجيا وتينيسي.
ورغم تأكيد أليسا كارول المتحدثة باسم أمازون على أنه لن يتم التخلي عن فكرة الروبوت الآلي، لكنها أشارت إلى أن فريق البرنامج سيتم حله وسيُعرض عليه وظائف جديدة في الشركة.
وقالت إنه “أثناء الاختبارات الميدانية المحدودة التي أجريناها، عملنا على إنشاء تجربة توصيل فريدة، لكننا تعلمنا من خلال التعليقات أن هناك جوانب من البرنامج لا تلبي احتياجات الزبائن والمستهلكين”.
ونتيجة لذلك “قررنا إنهاء اختباراتنا الميدانية وإعادة توجيه البرنامج”. وأضافت “أمازون تعمل لإيجاد أداور أخرى لموظفي البرنامج لديها”.
ومن خلال برنامج سكاوت تم تصميم روبوتات بطيئة الحركة، مصحوبة بمرافقين بشريين أثناء الاختبارات، للتوقف عند الباب الأمامي وفتح أغطيتها حتى يتمكن العميل من التقاط مشترياته.
وتقول أمازون إن الروبوتات التي تعمل بالبطاريات كانت جزءا من جهد لتقليل انبعاثات غازات الاحتباس الحراري في عمليات التوصيل.
وقبل بضعة أشهر فقط، كانت الشركة لا تزال تعقد اللقاءات والترحيب في المجتمعات التي كانت تختبر فيها الأجهزة.
وتحت إشراف الرئيس التنفيذي آندي جاسي تتكيف أمازون مع تباطؤ النمو في مجموعتها الأساسية للبيع بالتجزئة، مما يؤخر بعض الاستثمارات ويوقف البعض الآخر.
وتتمتع الشركة بسمعة في دعم التجارب مثل هذه التي يمكن أن تستغرق سنوات حتى تؤتي ثمارها، وهي قائمة تضم متاجر بدون نقود وطائرات بدون طيار للتوصيل ومجموعة أقمار صناعية تعد ببث الوصول إلى الإنترنت في جميع أنحاء العالم.
وكانت وكالة بلومبرغ قد ذكرت الثلاثاء الماضي أن أمازون قد توقف برنامج غلو، وهو جهاز مكالمات فيديو يركز على الأطفال.
وبفعل الضغوط قامت الشركة أيضا بتجميد التوظيف لفرق البيع بالتجزئة التابعة لها، كما أنها بصدد إنهاء خدمة أمازون كير للرعاية الصحية عن بُعد لبدء التشغيل.
وحتى تحسن من مبيعاتها، تعتزم الشركة توظيف قرابة 150 ألف عامل موسمي خلال فترة عطلات عيد الميلاد ورأس السنة وهو نفس عدد العمال الذين استعانت بهم خلال الفترة نفسها من العام الماضي.
وتأتي هذه الخطوة رغم تباطؤ نمو المبيعات وتوقعات بتراجع موسم تسوق عيد الميلاد في ظل ارتفاع معدل التضخم وتباطؤ الاقتصاد.
وتستعين الشركة بأعداد كبيرة من العمال الموسميين للمساعدة في تعبئة وتجهيز الطلبيات في مستودعات الجملة وشحنها إلى العملاء.
وبحسب أمازون يمكن أن يحصل العامل على أكثر من 19 دولارا في الساعة وفقا لموقعه الوظيفي ومكان عمله في الولايات المتحدة.
ويشير بيان للشركة صدر الخميس الماضي إلى أنها تتوقع استقرار الطلب على خدماتها اللوجيستية رغم تراجع القدرة الشرائية للمستهلكين نتيجة ارتفاع معدل التضخم في الولايات المتحدة إلى أعلى مستوياته منذ عقود.
ومن أجل تحقيق قفزة في مبيعات موسم عيد الميلاد، تعتزم الشركة تنظيم يوم المبيعات والتخفيضات المعروف باسم “برايم داي” لمدة يومين خلال الأسبوع المقبل وليس يوما واحدا كما اعتادت.
وتوسعت أمازون في توظيف العمالة خلال فترة الوباء بهدف تلبية الطلب الكبير على خدمات التجارة الإلكترونية بسبب قيود الإغلاق التي تم فرضها على الحركة والمتاجر التقليدية.
ومع عودة المستهلكين إلى أنماطهم المعيشية المعتادة وتراجع الطلب على خدمات التجارة الإلكترونية وجدت أمازون نفسها مثقلة بأعداد فائضة من العمال والمنشآت.
Discussion about this post