العالم الاقتصادي- محمد النجم
قدم خبراء واستشاريون من شركة “التآلف ستاتيف” عرضاً لمشروع المدن المعلقة والذي تضمن حلاً منخفض التكاليف لمشكلة السكن العشوائي في المدن السورية الكبرى كدمشق وحلب وحمص، وذلك ضمن جدول محاضرات ملتقى رجال وسيدات الأعمال “سيرفكس”.

وأوضح المهندس الاستشاري في شركة “التآلف ساستيف” إبراهيم إبراهيم في تصريح خاص لـ”العالم الاقتصادي” على هامش أعمال الملتقى في يومه الأخير أن “فكرة المشروع تتمحور في إيجاد حل مشكلة السكن العشوائي وهي فكرة ليست حديثة العهد وكانت موجودة قبل بدء الأزمة في سورية، ففي دمشق تم وضع المخطط المعماري على ثلاث مراحل، آخر هذه المراحل كان عام 1990 بعد ذلك ازداد عدد العشوائيات بشكل فوضوي من دمشق باتجاه الريف وبالعكس، وكذلك الحال في حمص وحلب، ووصلت نسبة السكن العشوائي إلى ما يقارب 40 % من المدن و18-20 % من مجمل مساحة سورية ككل، الفكرة جاءت لحل هذه المشكلة، ففي مناطق السكن العشوائي يكون فيها قاطنين اشتروا سكنهم بوكالة أو بأسهم، وأجبرتهم ظروفهم المعيشية أن يقطنوا في هذه المناطق، إلى جانب ارتفاع أسعار السكن وتأخر إنجاز المخططات التنظيمية، كل هذه التفاصيل أدت إلى تمدد السكن العشوائي والتسبب بمشكلة كبيرة في مدينة تعتبر من أرقى مدن العالم كدمشق”.
وأضاف المهندس إبراهيم: “لحل هذه المشكلة طُرحت حلول عدة، ونحن بدورنا طرحنا حلاُ لهذه المشكلة، حالياً ومع وجود السكن المدمر بسبب الحرب يمكن أن يكون هناك حل لمشكلتين معاً مشكلة السكن العشوائي ومشكلة السكة المدمر، وتعتمد فكرة على إيجاد حل لمشكلة القاطنين دون إخراجهم من السكن كي لا يتسبب ذلك بمشاكل عديدة تواجههم، بحيث نعتمد على اختيار مكان قريب من السكن العشوائي ويتم فيه تنفيذ السكن، ومن ثم نقل القاطنين إليه مباشرة بعد تأمين المتطلبات القانونية الجميع سواء أصحاب الأرض أو المسأجر أو القاطن حتى من لديه وكالة، هذا من الناحية القانونية، ثم إن أي مشروع لتطوير السكن الجديد في مناطق بعيدة بحاجة إلى خطوط كهرباء وماء ومراكز تسوق ومراكز تعليمية، وهذا يكبد خزينة الدولة كلفاً باهظة، كان طرحنا يتمثل بإشادة السكن بجانب الطرق القريبة من السكن العشوائي حيث يمكن تشييد الأبنية السكنية بسرعة، وبذلك نوفر ثمن الأرض ونوفر كذلك الخدمات المطلوبة لهذه المشاريع، وسيشعر القاطن بالرضى والعدالة، حيث إنه لم يبتعد عن مكان سكنه الأصلي، وفي ذات الوقت ينتقل إلى سكن بيئي ذكي أخضر مستدام يلبي التطور الحضاري، ويواكب القفزة النوعية في طبيعة الحياة السائدة اليوم في دول كثيرة حول العالم والتي التي ابتعدنا عنها نتيجة الأزمة، وسنكون قادرين على الوصول مجدداً إلى هذه الطبيعة بكل سهولة”.
وأضاف: “المهم في هذا الموضوع هو إعادة المساحات الخضراء إلى المدن الكبيرة كدمشق وحلب والمحيط الحيوي المرتبط بالأشجار، ولإعادة الغوطة كما كانت، هذا المشروع تم تفيذه في دول عدة حول العالم، فالغاية منه الحفاظ على البيئة فكان التنفيذ إلى جانب نهر وعلى سهل، ونحن نركز في هذا المشروع إلى إعادة البيئة الخضراء إلى المدن الكبيرة في سورية، وهذا المشروع إذا نفذ سوف يكون مشروعاً منافساً وبجدية وبكلف متدنية تنافس مدناً خضراء تنفذها حالياً دول كثيرة حول العالم مثل المدن الخضراء في الإمارات والسعودية، وقد قمنا بإعداد دراسات هندسية خاصة بهذا المشروع وأخذنا فيها بالاعتبار الإمكانات المتاحة المتعلقة بعناصر الإنشاء والتشييد المتوفرة، من أجل خفض الكلف مع عملية محاكاة عبر برامج حديثة، ووصلنا إلى حلول تساعد على خفض الكلف إلى أبعد ما يكون، وبذلك نستطيع أن نقول بأن لدينا سكن رخيص الثمن مقارنة مع ما يماثله في دول العالم، وبنفس الوقت نكون قد أعدنا إلى دمشق خضرتها، وسيكون هناك إمكانية للتنزه ونستطيع أن تحويل السكن العشوائي من عنصر للتشويه إلى عنصر جمالي وجذب سياحي نأخذ من خلاله بعين الاعتبار الحاجة لتطوير المدن السورية”.
واختتمت مساء أمس الجمعة أعمال ملتقى رجال وسيدات الأعمال “سيرفكس” الذي نظمته مجموعة المشهداني للمعارض والمؤتمرات في فندق داما روز بدمشق بمشاركة 56 شركة خدمية محلية ودولية بالتعاون مع وزارة التنمية الإدارية.
Discussion about this post