العالم الاقتصادي- معذى هناوي
تطالعك وأنت تشق طريقك إلى مطار دمشق الدولي مغادراً وقادماً صور الفلاحين على جانبي الطريق، وقد أعادوا نبض الحياة إليها بسواعدهم وجباههم السمر التي لوحتها انتصارات الجيش العربي السوري، ليعود الأمن والأمان إلى ربوع غوطتها الغناء وحقولها الخضراء، تطالعك خضرة أشجار السرو والصنوبر شامخة بعد أن لفحها غدر وقذائف الإرهاب وعادت لتحضن طيور السلام.
عند مدخل المطار البوابة الحدودية الجوية الأبرز لسورية كانت الحدائق تزهو بألوان الحياة وجدرانه المطلية للتو بألوان النصر، تعلن شارة الحياة وعودة الأمن ترحب بالزائرين بشارة النصر على الإرهاب ودحره، وتحويل جحور الإرهاب التكفيري في الغوطة إلى متاحف للفن وانتصار لإرادة الحياة على الكفر.
تطالعك بشارات القادمين على متن طائراته ابتسامات الفرح في وجوههم، وهم الذين ساهموا حسب الأستاذ نضال محمد مدير المطار بزيادة حركة المسافرين بنسبة 20% قياساً بنفس الفترة من العام 2017 بالنسبة للقادمين.
فما إن تدخل صالة نقل الركاب حتى تفاجأ بلوحات وشاشات عرض إلكترونية حديثة تفاعلية تقدم خدمات للمسافرين، باستخدام أيقونات تفاعلية للمواقع السياحية والفنادق وخدمات التاكسي، تتيح للمسافرين والقادمين معرفة وجهتهم، وتوفر لهم كل المعلومات التي يحتاجونها في الإقامة والتنقل بسرعة وسهولة في الحجز الفندقي والتاكسي وغيرها من الخدمات، كما يلفت انتباهك المقاعد وفي مختلف الأماكن للراحة والانتظار، وهو ما كان يعانيه الركاب المسافرون وذووهم في الانتظار، إضافة إلى نية إدارة المطار بتركيب شاخصات ولوحات، تحث وتعزز ثقافة الشكوى من أية إساءة قد يتعرض لها المسافر أو سوء الخدمات المقدمة له من قبل العاملين، حيث يؤكد محمد تجاوز الشكاوى ومعالجتها بنسبة 70% بالتواصل مع المشتكين ومتابعتهم عبر صفحات ووسائل التواصل الاجتماعي مبدياً استعداده استقبال أية شكوى واضحة وصريحة وبمجرد ترك رقم الشاكي للتواصل معه.
جنود معلومون
أصر الأستاذ نضال محمد التأكيد على أن العمل في المطار بقي رغم كل الظروف الأمنية واعتداءات الجماعات الإرهابية المسلحة على المطار، ورغم اعتداءات أمريكا وحلفائها بقي يعمل على مدار الساعة ولم يتوقف لحظة واحدة، واصفاً العاملين بالمطار بالجنود المعلومين الذين لم يتخلفوا لحظة واحدة عن العمل رغم صعوبة الطريق، وما تعرضوا له من قنص وتفجيرات وقدموا العديد من الشهداء منهم، وهو ما ساهم بعودة الجاهزية وبسرعة قصوى وتخديم المسافرين ضمن ظروف وإمكانات صعبة وحصار اقتصادي جائر.
مدير المطار لم ينفِ بعض التجاوزات والمخالفات التي يمارسها بعض العاملين كابتزاز المسافرين أحياناً والإساءة في خدمات التوصيل حيث تم فصل 30 عاملاً بخدمات التوصيل إضافة إلى فصل 45 عاملاً نظافة وعدم السماح لهم بالعودة والعمل من جديد.
وبهدف الحد من الابتزاز والإساءة للمسافرين مستقبلاً أوضح محمد أن الإدارة وضعت دفتر شروط بميزات عمال التعاقد من خلال راتب واضح يدفع للعامل بإشراف الإدارة، ويمنع العامل المفصول من العودة ويتيح للعامل العربات خدمة توصيل الحقائب للمسافرين من موقع القدوم وحتى السيارة، وبصراحة أكثر يتيح للعامل إكرامية المسافر دون ابتزاز أو إساءة.
تفاؤل
المدير العام للمطار توقع عودة كل الشركات المتوقفة والعاملة على الخطوط وقال: لنا كل المؤشرات تدل على إمكانية العودة وبدا متفائلاً خلال اللقاء من خلال تأكيده لنا في كل فرصة من الحديث أن يشهد المطار زيادة في الحركة وبشكل مفاجئ مقروناً بعودة السوريين المهاجرين من ضغط الإرهاب المندحر تحت حراب وأقدام الجيش العربي السوري متفائلاً بعودة الحياة للمطار أكبر من سابق عهده بكثير مبدياً الجاهزية التامة والقصوى في استقبال القادمين والاستعداد التام من خلال البنية التحتية والفنية المتكاملة، خصوصاً وأن شركة فلاي بغداد الخاصة بدأت بتسيير رحلة أسبوعية من بغداد إلى سورية ومن المتوقع زيادتها إلى ثلاث رحلات أسبوعية، وكذلك شركة الناصر والشركة الليبية التي تعمل برحلات أحياناً، إضافة إلى أن شركة أجنحة الشام أضافت إلى خدماتها 5 وجهات جديدة وتسيير رحلاتها إليها هي: الشارقة- عُمان- طهران- يريفان- موسكو.
ونفى محمد أية تجاوزات في الحمولات الزائدة على متن الطائرات لكون ذلك يعرض سلامة الطائرة والمسافرين للخطر ذلك أن المسموح به 30 كغ للشحن و7 كغ حقيبة يد موضحاً أن تأخير الرحلات الجوية ناجم فقط عن أعطال فنية وعدم وجود بديل نتيجة الحصار الاقتصادي وريثما تتم عمليات الصيانة.
خدمات عالمية
كان لدى المعنيين في مطار دمشق الدولي ومنذ ما قبل الأزمة رؤية مستقبلية لتطوير المطار على مستوى التجهيزات والبنية التحتية، لكن الأزمة حالت دون ذلك ومع ذلك يرى مدير المطار نضال محمد أن الخطوات المستقبلية ستكون من خلال إقامة مبنى ركاب جديد، يتماشى مع تطورات العصر بطاقة استيعابية تخدم المرحلة القادمة، يترافق مع تأهيل كوادر وخبرات جديدة على التجهيزات والبنى والمرافق الحديثة وقال: استقبلنا أكثر من شركة استثمارية وطنية ومن دول صديقة زارت الموقع واطلعت على أرض الواقع، وتمت دراسة الاستثمار ذلك أن صالة الركاب القديمة يعود تاريخ بنائها للعام 1982، وباتت لا تلبي احتياجات المرحلة القادمة.
وأضاف محمد أن البنية التحتية الحالية عالية الجودة، حيث قمنا بإعادة تأهيل البوابات وبما يضاهي بوابات المطارات العالمية وإجراء صيانة لكافة وحدات التكييف والتبريد، وباتت الصالات مكيفة، إضافة إلى تركيب 900 كرسي بمواصفات عالية تم تركيبها في مختلف الأماكن، وبما يخفف معاناة الزائرين وكذلك استبدال الإنارة بموفرات طاقة وتحسين جودتها، كما سيتم استبدال كافة السلالم والأدراج الكهربائية بعد أن كانت متوقفة عن العمل من خلال صيانة كاملة لها، ومن خلال تأكيدات شركة الطيران السورية أنه سيتم تطوير خدمات معداتها الأرضية لسرعة وصول الحقائب من الطائرة إلى المسافرين في منطقة القدوم، كما قامت إدارة المطار بالتعاقد مع شركة الاتحاد العربي لنقل المسافرين من مدينة دمشق للمطار وبالعكس لتأمين وصولهم بمواعيد محددة.
Discussion about this post