العالم الاقتصادي – متابعات
قللت الصين من مخاوف الولايات المتحدة في شأن طموحاتها لليوان، وأصر نائب محافظ بنك الشعب الصيني الجديد، لي بو، على أن “هدف بكين ليس استبدال الدولار الأميركي أو أي عملة دولية أخرى”. وجذبت جهود العملة الرقمية انتباه عديد من المسؤولين الأميركيين، وأفادت وزارة الخزانة الأميركية، ووزارة الخارجية، والبنتاغون، ومجلس الأمن القومي، بأنها تعزز جهودها لفهم الآثار المحتملة لليوان الرقمي، وقال لي بو، الذي تم تعيينه نائباً جديداً لحاكم بنك الشعب الصيني، في وقت سابق من هذا الشهر، لمنتدى “بوآو” الآسيوي في هاينان، الأحد، 18 أبريل (نيسان)، “لقد قلنا مرات عدة إنها عملية طبيعية، وهدفنا ليس استبدال الدولار الأميركي أو أي عملة دولية أخرى، هدفنا هو السماح للسوق باختيار وتسهيل التجارة والاستثمار الدوليين”.
والأسبوع الماضي، قلل مسؤول كبير في بنك اليابان من احتمال أن يهدد اليوان الرقمي الصيني مكانة الدولار الأميركي باعتباره العملة الاحتياطية الرئيسة في العالم.
وأكد لي بو أيضاً على عدم وجود جدول زمني حتى الآن لطرح العملة الرقمية على الصعيد الوطني. وأضاف، “نحن نعرف ما يتعين علينا القيام به، هناك عديد من الأشياء التي يتعين علينا القيام بها قبل أن نتمكن من طرح العملة الرقمية على المستوى الوطني”، مضيفاً أن بنك الشعب الصيني سيواصل تجربة وتوسيع نطاق مشاريعه التجريبية، مع تعزيز النظام البيئي للعملة الرقمية، بما في ذلك التكنولوجيا والبنية التحتية، بالإضافة إلى الاستمرار في تحسين سلامته وموثوقيته في بيئة قانونية وتنظيمية مناسبة.
وقامت الصين، بحسب “ساوث تشاينا مورننغ بوست”، بتوزيع نحو 200 مليون يوان (30.7 مليون دولار أميركي) بالعملة الرقمية كجزء من المشاريع التجريبية في كل أنحاء البلاد، بما في ذلك في مدن مثل شنتشن وسوتشو وبكين، كما أكد بنك الشعب الصيني، في وقت سابق من هذا الشهر أنه سيوسع الاستخدام عبر الحدود “عندما يحين الوقت”، مع إجراء الاختبارات الفنية بالفعل مع هونغ كونغ.
اليوان الرقمي والإمارات وتايلاند
وتعد هونغ كونغ مركزاً رئيساً لليوان في الخارج، في وقت تسارعت وتيرة التعاون الدولي للصين في العملة بين مصرفها المركزي ونظرائه في تايلاند والإمارات، في إشارة إلى قابلية التشغيل البيني للعملة الرقمية الصينية، أو الطريقة التي ستتواصل بها وتتواصل معها، أنظمة أخرى، وقال لي بو إن بنك الشعب الصيني ليس في عجلة من أمره للتوصل إلى حل، ووصف قابلية التشغيل البيني بالقضية المعقدة للغاية، وأضاف، “في الوقت الحالي، نحن منفتحون على خيارات مختلفة، ونقوم بتجربة تقنيات مختلفة”. وقال إن “تركيزنا، مرة أخرى، هو أننا نريد إنشاء يوان إلكتروني محلي قوي جداً أولاً، وبناء نظام بيئي صحي، وفي الوقت نفسه، نعمل مع شركائنا الدوليين، ونأمل، على المدى الطويل، أن يكون لدينا حل عبر الحدود أيضاً”.
وقال تشو شياوتشوان، الرئيس السابق لبنك الشعب الصيني، في المنتدى نفسه، إن الاعتبار الأولى لتطوير اليوان الرقمي لم يكن لتدويل العملة، ولكن، بدلاً من ذلك، لإنشاء نظام دفع أكثر ملاءمة للجمهور الصيني. وأضاف أن الدول المختلفة ليست هي نفسها، ويجب علينا احترام السيادة النقدية للبنوك المركزية في مختلف البلدان. وقال “يمكن أن يؤدي استخدام التكنولوجيا الرقمية إلى تحسين الملاءمة بشكل كبير، ولكنه ليس وسيلة للسيطرة على العالم بعملة واحدة”، ووفقاً لتقرير صادر عن شركة “برايس ووتر هاوس كوبرز” الاستشارية، تحتل الصين المرتبة الثالثة بعد جزر الباهاما وكمبوديا في ترتيب نضج البنوك المركزية مشاريع العملات الرقمية بالتجزئة.
أكثر من 60 بنكاً تستكشف العملات الرقمية
وأفاد تقرير “برايس ووتر هاوس كوبرز” بأن أكثر من 60 بنكاً مركزياً تستكشف العملات الرقمية، وأصبحت مشروعات التجزئة أكثر نشاطاً في الاقتصادات الناشئة نظراً لأهمية الشمول المالي، في حين تميل التطبيقات بين البنوك أو تطبيقات البيع بالجملة إلى أن تكون أكثر انتشاراً في الاقتصادات المتقدمة، ولا تزال الصين في مرحلة الاختبار، حيث وصل 23 في المئة فقط من مشاريع التجزئة إلى مرحلة التنفيذ، في حين أن ما يقرب من 70 في المئة من مشاريع البيع بالجملة تدير برامج تجريبية، وفقاً للتقرير، وستساهم العملات الرقمية للبنوك المركزية بشكل كبير في تحديث المشهد النقدي الدولي، جنباً إلى جنب مع إعادة التشكيل في كل من الدفع والبنية التحتية المالية، وتحدثت “برايس ووتر هاوس كوبرز”، عن ولادة عديد من الفرص لمزيد من الرقمنة في كل من الشركات والمؤسسات المالية، مع تقدم اندماجها في الدفع والبنية التحتية المالية.
وتسارعت جهود البنوك المركزية في العالم لتطوير العملات الرقمية بعد أن أصبحت عملة الـ”بيتكوين” المشفرة أكثر شعبية، وبعد ذلك، وبمجرد الإعلان عن مشروع “ليبرا” المدعوم من “فيسبوك”، والذي أعيدت تسميته الآن باسم “ديم”، حسب التصميم، تتم إدارة “بيتكوين”، مثل العملات المشفرة الأخرى، من قبل مالكيها وليس من قبل سلطة مركزية، ما أثار مخاوف البنوك المركزية العالمية، و”ديم”، مثل العملات الأخرى المستقرة، مدعومة بعملة سيادية رئيسة موجودة، وفي حالتها الدولار الأميركي.
أكثر من 88 في المئة من مشاريع العملة في مرحلة تجريبية أو إنتاجية
ومع دخول الصين في مرحلة اختبار اليوان الرقمي الخاص بها، قامت الدول الأخرى بتسريع جهودها، وبدأت دول مثل السويد واليابان في اختبار عملاتها الرقمية الخاصة، بينما يفكر البنك المركزي الأوروبي في فعل ذلك، وعلى الرغم من ذلك، أشار بنك الاحتياطي الفيدرالي الأميركي إلى أنه ليس في عجلة من أمره للحصول على دولار رقمي، وذكر التقرير أيضاً أن أكثر من 88 في المئة من مشاريع العملة الرقمية للبنوك المركزية في مرحلة تجريبية أو إنتاجية باستخدام “بلوك تشين” باعتبارها التكنولوجيا الأساسية.
وعلى الرغم من أنه ليس ضرورياً دائماً لمثل هذه المشاريع، فإنه يساعد في توفير نقل آمن للملكية ومسارات تدقيق شفافة وزيادة قابلية التشغيل البيني مع الأصول الرقمية الأخرى، ووفقاً للتقرير، “سيكون الجمهور العام أحد أكبر المستفيدين من (العملات الرقمية للبنوك المركزية). وقال هنري أرسلانيان، قائد التشفير العالمي في “برايس ووتر هاوس كوبرز”، إنه سيتيح لهم الوصول لأول مرة إلى شكل رقمي من أموال البنوك المركزية، وهذا معلم كبير في تطور المال.
Discussion about this post