البدء بدراسة إعادة تأهيل جسر السياسية بدير الزور لربط المدينة بريفها الشمالي  

العالم الاقتصادي – وليد أبو السل

بدأ فرع المؤسسة العامة للمواصلات الطرقية في محافظة دير الزور تنفيذ عقد دراسة وتدقيق مشروع إعادة تأهيل جسر السياسية على الفرع الكبير لنهر الفرات الذي يربط بين مركز المدينة وقرى وبلدات ريف المحافظة الشمالي وذلك مع مكتب الشرق الأوسط للدراسات الهندسية.

ولهذه الغاية فقد وصل الفريق الهندسي برئاسة الأستاذ الدكتور عبد الرحمن منصوري الى موقع الجسر برفقة عدد من الفنيين المتخصصين والمزودين بمعدات تصوير تحت الماء عالية التقنية.

المحافظ يلتقي الفريق الهندسي

وكان محافظ دير الزور السيد فاضل نجار قد التقى في وقت سابق من شهر شباط الجاري الفريق الهندسي الذي باشر بالتعاقد مع فرع المؤسسة العامة للمواصلات الطرقية بدير الزور لتنفيذ دراسة وتدقيق مشروع إعادة   تأهيل جسر السياسية الذي يرابط بين مركز المدينة وقرى وبلدات الريف الشمالي والذي  تعرض للتدمير من قبل طيران الاحتـلال  الأمريكي  نهاية العام 2016.

الخضر: 105 أيام لتنفيذ الدراسة

في هذا السياق أوضح مدير فرع المؤسسة المهندس عبد الكريم الخضر في تصريح صحفي أنه بالتعاقد مع كل من مكتب الشرق الأوسط للدراسات الهندسية وجامعة دمشق تمت المباشرة بإجراء الدراسات الفنية والهندسية لإعادة تأهيل جسر السياسية حيث ستقوم الفرق المختصة في مكتب الشرق بإجراء الدراسة الفنية التي سيتم تدقيقها من قبل الخبراء في جامعة دمشق كمرحلة أولى لإعادة تأهيل هذا الجسر الحيوي موضحاً أن قيمة العقد تبلغ 150 مليون ليرة سورية ومدة التنفيذ هي 105 أيام.

وأضاف الخضر: تم التعاقد مع مكتب الشرق الأوسط للاستشارات الهندسية لأجل دراسة تأهيل جسر السياسية والذي تعرض للإرهاب خلال الحرب الظالمة على سورية بعد تم استهداف البنية التحتية في المنطقة ومن ضمنها الجسور، بهدف قطع أوصال المنطقة  بين ضفتي نهر الفرات فقد  قام طيران التحالف الأمريكي بتدمير عدة جسور على النهر ومن ضمنها جسر السياسية وهو الجسر الرئيسي في مدينة دير الزور وكذلك جسر الميادين وجسر البوكمال وجسر العشارة.

المنصوري: مراحل عدة لتأهيل الجسر

في ذات المنحى أشار الدكتور عبد الرحمن المنصوري صاحب مكتب الشرق الأوسط إلى أن تأهيل الجسر يمر بعدة مراحل أولها الكشف على الأساسات عبر غواصين لتصوير وضع الركائز وكذلك يتم أخذ الأبعاد الأساسية لعمق المياه في النهر باستخدام زورق، فهناك فريق طبوغرافي مختص موجود في الموقع يقوم بتقييم الوضع الراهن للجسر.

حبوص: بعد التقييم يبدأ التنفيذ

وقال الاستشاري الهندسي الدكتور أشرف حبوس الاختصاصي في الجسور من مكتب الشرق الأوسط للدراسات الهندسية: يتضمن العقد مع المؤسسة العامة للمواصلات الطرقية تقييم الواقع الراهن للجسر، فهناك أجزاء من الجسر لا تزال قائمة، فيما هناك أجزاء مدمرة بالكامل، كي يتم تقييم وضع الأجزاء القائمة لدراسة مدى الاستفادة مما هو موجود قدر الإمكان وتقييم وضع الأجزاء التي يجب إزالتها، والكشف عن أية عيوب أو تشققات في هذه الأجزاء بهدف تحديد ما يمكن المحافظة عليه وما يجب إزالته من هذه الأجزاء، وسيتم توثيق ذلك من خلال تقارير رسمية، ثم يتم بعد ذلك إعداد الاضبارة التنفيذية لإعادة تأهيل الجسر، والتي تتضمن دراسة جديدة للأجزاء المهدمة وكيفية تنفيذها والدراسة التدعيمية للأجزاء القابلة للحفاظ عليها، هذا العمل نقوم به بالمواكبة مع زملاء مهندسين من المؤسسة وبمساعدة زملاء بمحافظة دير الزور.

 غطاس وزورق لسبر الأعماق والأضرار

ولفت قائد فوج الإطفاء بدير الزر أحمد الصافي إلى أن فوج الإطفاء قام بتزويد الفريق الاستشاري بزورق وغطاس، لتصوير أساسات الجسر حتى يتم دراستها، ومن ثم إعادة تأهيل الجسر، والذي يشكل طريقاً مركزياً وشرياناً حيوياً في المنطقة ومن شأن إعادة تأهيله أن يحل مشكلات كثيرة ويخفف الازدحام على العبارات والطرقات .

مخلفات قذائف وبقايا صواريخ

وقال الغطاس رياض المغير من فوج الإطفاء:  قمت بقياس أعماق وأبعاد الجسر والتشققات الموجودة فيه والركائز الأساسية للجسر لكي يتم إعادة تأهيله، وسيستمر إنجاز المهمة يومين أو أكثر، فالأعماق متفاوتة وثمة أماكن فيها دوامات تشكل بعض الخطورة، وهناك مخلفات قذائف وبقايا صواريخ نتيجة الأعمال الإرهابية، وهناك أماكن سليمة في الجسر وأماكن فيها بعض التشققات فيما الأرضية سليمة.

طيران التحالف الأمريكي دمر الجسور

وستقوم الفرق المختصة في مكتب الشرق  الأوسط  بإجراء الدراسة الفنية التي سيتم تدقيقها من قبل الخبراء في جامعة دمشق كمرحلة أولى لإعادة تأهيل هذا الجسر الحيوي للغاية لأنه يربط المدينة بالريف الشرقي لسورية ولهذا يعتبر شرياناً اقتصادياً واجتماعياً هاماً، وكان قد تضرر بفعل الضربات التي تلقاها من قبل طيران التحالف الأمريكي أثناء الحرب على سورية طوال العشر سنوات الماضية وخلال سيطرة تنظيم “داعش” الإرهابي على تلك المنطقة.

ويعد الدكتور عبد الرحمن منصوري واحداً من أهم الاستشاريين الهندسيين في هذا المجال على مستوى المنطقة وحاز على شهادة الدكتوراه قي مجال الجيوتكنيك (ميكانيك التربة) ولديه العديد من الاستشارات الهندسية الدقيقة التي تم تنفيذها في سورية ويعتبر مكتب الشرق الأوسط أحد أكبر الشركات الهندسية الرائدة في سورية.