العالم الاقتصادي – متابعات
بدأت شركة الاستحواذ في طرق أبواب الاستثمار في مجال ميتافيرس أملا في تجاوز بعض المطبّات رغم تحقيقها إيرادات عالية العام الماضي في أعمالها المرتبطة بالعالم الحقيقي.
ويقود هذا الاتجاه مسؤول سابق في شركة سوني بلاي ستيشن وآخر من الشركة الرائدة في ألعاب الفيديو، التي كانت وراء امتياز لعبة توم ريدر. وكلاهما لديه خبرات ومهارات كبيرة، بالإضافة إلى سجل وظيفي ناجح بدرجة عالية.
ويرى خبراء أن الموجة الجديدة تعد نموذجا لملاحقة شركات “الشيك على بياض” مرة أخرى أحدث صيحة مستقبلية، بعد أن فشلت مراهنات هذا القطاع على المركبات الصديقة للبيئة والعملات المشفرة.
وزادت التقلّبات التي شهدتها أسهم قطاع التكنولوجيا وتقنية ميتافيرس في الأسبوع الماضي من صعوبة الوضع بالنسبة إلى رعاة ما يطلق عليها شركات الاستحواذ التي انخفضت إجمالا بنسبة 40 في المئة من الذروة التي بلغتها ذروتها قبل عام.
وقال ماتيو توتل الرئيس التنفيذي لشركة توتل كابيتال مانجمنت التي تصدر مؤشرا يتتبع إيرادات شركات الاستحواذ لوكالة بلومبرغ “أنت مضطر أن تفعل شيئا حتى تجذب اهتمام المستثمرين، وتحتفظ به، فكيف تفعل ذلك؟.. الأكيد عن طريق اكتشاف اللعبة الجديدة”.
ويرى أنه في هذه الحالة تعتقد تلك النوعية من الشركات أن ميتافيرس، وهو عالم الواقع الافتراضي الذي يستكشفه الناس باستخدام نظم سماعات الرأس التي تسيطر عليها حاليا شركة أوكيولوس التابعة لشركة ميتا وبلاي ستيشن في.آر من سوني هو المسار الأمثل لتحقيق عوائد أعلى.
ووفق ترجيحات بلومبرغ إنتليجنس قد تصبح تقنية ميتافيرس، التي يطلق عليها مارك زوكربيرغ الرئيس التنفيذي لشركة ميتا مالكة فيسبوك تسمية “الحدود التالية”، سوقا قيمتها حوالي 800 مليار دولار بحلول العام 2024.
وفي هذا المجال الناشئ، تظهر شركة باور أب أكويزيشن التابعة لجاك تريتون، وهي شركة استحواذ ذات أغراض خاصة حيث تسعى لجمع 225 مليون دولار.
وثمة شركة أخرى يقودها إيان ليفينغستون تسمّى هيرو ميتافيرس أكويزيشنز. وقد جمعت بالفعل نحو 156 مليون دولار للدخول في هذا المضمار الواعد.
وتعرف شركات الاستحواذ بشركات “الشيك على بياض” كونها تجمع أموالا من المستثمرين من خلال آلية الطرح الأولي للاكتتاب العام بغرض شراء شركة خاصة لم يتم تحديدها بعد.
وتعلن تلك الكيانات خبرات فريق الإدارة بها بهدف إقناع الناس بالاستثمار فيها كالذي يقوم به تريتون الرئيس التنفيذي لشركة سوني كمبيوتر إنترتينمنت أميركا التي لديها خبرة 35 عاما في صناعة الألعاب، بحسب نشرة الاكتتاب الخاصة بالشركة.
ويضم فريقه بروس هاك، الرئيس التنفيذي السابق لشركة فيفندي غايمز، ونائب رئيس شركة أكتيفيجن بليزارد باعتباره مشرفا على إطلاق لعبة وورلد أوف وركرافت، وهي إحدى الألعاب الأيقونية في هذا القطاع.
وقد تضم أهداف الفريق شركات ألعاب الفيديو، بالإضافة إلى شركات جديدة لألعاب الفيديو على الميتافيرس.
أما ليفينغستون فقد أسس شركة إيدوس البريطانية التي ابتكرت لعبة توم ريدر، وكان رئيسا غير تنفيذي لشركة سومو غروب قبل بيعها مقابل أكثر من مليار دولار إلى شركة تينسنت هولدينغز.
وتعتزم شركة هيرو التركيز على ميتافيرس والرياضة الإلكترونية والبث التفاعلي وشبكات التواصل الاجتماعي لجيل زد. مع توقعات بأن تكون هذه المجالات جزءا كبيرا من الاقتصاد الجديد في العقد الحالي.
ولا تزال هذه السوق في بداياتها، فبحسب شركة ليفينغستون ينتج رجال الأعمال والمبدعون الأوروبيون نحو ثلث إجمالي محتوى ألعاب الفيديو المستخدم حاليا، ولكنَهم لا يمثلون إلا نحو 3 في المئة تقريبا من إجمالي قيمة هذه الصناعة في العالم.
وتروج هيرو للخبرة العميقة لشركة ليفينغستون بصناعة الألعاب التي تشهد تطورا سريعا ومكانتها التي تسمح لها “بتحديد وتمويل شركة مستهدفة ما زالت أمامها فرصة كبيرة للنمو، ومازالت لديها فرصة لتحقيق قيمة عالية”.
ووسط ذلك، تبرز شركة إيفرغرين، حيث تهدف إلى جمع 100 مليون دولار ولديها خطة لشراء شركة تعمل في مجال ميتافيرس أو الذكاء الاصطناعي أو التكنولوجيا المالية أو في أي قطاع تكنولوجي آخر.
ويقود الشركة، التي تتخذ من ماليزيا مقرا لها، الرئيس التنفيذي ليو تشون ليان، الذي يكشف تاريخه المهني عن فترات عمل فيها مع شركات تكنولوجيا كبيرة متنوعة، وبناء شركة بلغت قيمتها عند الطرح 195 مليون دولار.
ويعتقد محللون أن بيانات المهمة بالنسبة إلى شركات الاستحواذ ذات الأغراض الخاصة تترك مساحة معقولة للحركة بالنسبة إلى ما ستقوم فعلا بالاستحواذ عليه.
وقال جوليان كليموشكو الذي يدير صندوقا يركز على شركات الاستحواذ في أكسيليريت فايننشال تكنولوجيز إنه “ربما خرجت هذه الشركات بفكرة منذ أشهر قليلة، كما أن السوق كما هو واضح تتغير بسرعة كبيرة. ولذلك فهي ليست مجبرة على الالتزام بالمهمة الأولى، وفي أغلب الأوقات لا تلتزم”.
وخلال العام الماضي ضربت موجات التقلب قطاع شركات الاستحواذ ذات الأغراض الخاصة بعد تلاشي الهوس بها حيث هبط مؤشر آي.بي.أو.إكس سباك بنسبة 42 في المئة منذ أن بلغ مستوى قياسيا مرتفعا في فبراير الماضي.
كما فقد مؤشر دي-سباك الذي يتتبّع حركة 25 شركة شيك على بياض سابقة قامت بالاستحواذ على شركة ما، نحو ثلثي قيمته.
وبالنسبة إلى بعض هذه الشركات تعد هذه الخسائر إشارة إلى أن السوق تجاوزت حد التشبّع وقد ركزت على تكنولوجيا لم تثبت أقدامها على تقييمات مرتفعة.
وبحسب إد مويا، محلل أول السوق لدى شركة واندا كورب، فإن حالة التشكك عالية مع ارتفاع أسعار الفائدة والربحية مازالت بعيدة المنال بالنسبة إلى الكثير من الشركات البادئة في المستقبل المباشر.
ومع ذلك تميل شركات الاستحواذ إلى التداول على أساس “مضاعفة التمني” بدلا من “مضاعفة الربحية”، الذي يوفر قوة دافعة.
وقال مويا “بعد انفجار العام الماضي لفقاعة شركات الاستحواذ يبحث الكثير من المتعاملين بحذر عن شركات يمكن أن تراهن على النمو الهائل الذي سيتواكب مع الجيل الثالث من الإنترنت وميتافيرس”.
Discussion about this post