العالم الاقتصادي – رصد
فرضت معركة التحول إلى صداقة البيئة على عدة شركات الاهتمام أكثر بالسيارات الشمسية، التي يتوقع مختصون أنها على أعتاب ثورة تكنولوجية قد تسرع انتشارها على الرغم من أن هناك تنافسا شديدا مع تلك التي تعمل بالبطاريات.
ويسود اعتقاد بأن مستقبل هذه النوعية من المركبات والتنقل المستقبلي بشكل عام يكمنان في استخدام الطاقة الشمسية واستغلالها لأقصى درجة ممكنة.
ولكن بالنسبة إلى من يعتقد أن تلك السيارات لا تتحرك كليا بالطاقة الشمسية، فإن هناك تجارب ظهرت خلال السنوات القليلة الماضية، وهي تأتي انسجاما مع توجه الشركات نحو اعتماد البصمة الكربونية في هذه الصناعة.
وما يميّز السباق المحتدم هو اقتحام شركات ناشئة لهذه الصناعة عبر ابتكارها طرزا اختبارية تعمل بنظام الخلايا الشمسية، حيث تعدّ أحدث صيحة في عالم صناعة السيارات الصديقة للبيئة.
كما أن علامات شهيرة بدأت تفكّر جديا في دخول السباق، وهو ما اعتبره مختصون دليلا على أن المنافسة على ابتكار المركبات الخضراء ستتغيّر وستزداد شراسة مع مرور الوقت.
وظهرت فيكسر أوشن 2022 وهي سيارة دفع رباعي كهربائية بالكامل جاهزة للإنتاج لأول مرة في معرض لوس أنجلس الدولي للسيارات الذي أقيم مؤخرا، ومثْل العدد المتزايد من السيارات الكهربائية الجديدة، فهي مزودة بألواح شمسية مثبتة على السقف لزيادة النطاق.
ولدى الشركة التي أسسها الدنماركي الأميركي هينريك فيسكر في العام 2007 والذي صمم بنفسه العديد من السيارات الفاخرة الرئيسية في السنوات الأخيرة بما في ذلك بي.أم.دبليو زد 8 وآستون مارتن دي.بي 9 وشيقتها آستون مارتن في 8 فونتاج، طموحات كبيرة لتقود هذا المسار.
وفي حين أن مشروع فيسكر الجانبي للسيارة الكهربائية كان يعمل ببعض السعة على أطراف مشهد السيارات لأكثر من عقد من الزمن باستثناء الإفلاس في الفترة بين 2013 و2014، والذي شهد تشكيل كيان تجاري جديد، فهذه هي أول سيارة للشركة مقررة للسوق الشامل بعد سيارة السيدان الفاخرة الهجينة القابلة للشحن كارما لعام 2011.
وفي المظهر الخارجي الذي يتصدر النطاق، ترسل المحركات المزدوجة 410 كيلوواط إلى جميع العجلات الأربع قوة أقل قليلا من سيارة رينج رور سبورت أس.في.آر فائقة الشحن سعة خمسة لترات والتي تعمل بمحرك يتكون من ثماني أسطوانات.
وبينما يتيح ذلك إكمال سباق السرعة من الثبات إلى مئة كيلومتر في الساعة في غضون 3.6 ثانية، فإن الشركة لم تؤكد السرعة القصوى بعد، ولكن تم تحديد مفاهيم فيسكر السابقة ونماذج الحجم المنخفض بما في ذلك إي-موشين وكارما عند مئتي كيلومتر في الساعة.
ويعتقد الخبراء أنه في المستقبل القريب من المحتمل أن يتزايد ظهور سيارات بسطح مغطى بالخلايا الشمسية بالكامل، وهو ما من شأنه توفير الطاقة للأنظمة غير الضرورية مثل تكييف الهواء.
ويقول وليام ديفز المتخصص في السيارات الذي يكتب لمنصة “درايف دوت كوم”، إنه في دورة اختبار وكالة حماية البيئة الأميركية، يتمتع المحيط بمدى قيادة أقصى يبلغ 560 كيلومترا في شحنة واحد ويمكن مقارنة فيكسر أوشن 2022 تقريبا بطراز تسلا موديل واي لونغ رانج، منافستها الرئيسية.
ومع ذلك، ووفقا لفيسكر، يمكن للألواح الشمسية المثبتة على السطح أن تضيف ما يصل إلى ألفي كيلومتر من النطاق كل عام في المناطق المشمسة.
وهذا يعادل خمسة كيلومترات تقريبا في اليوم أو 35 كيلومترا في الأسبوع عندما يتم تخزين السيارة بالخارج في أفضل الظروف.
ويؤكد ديفز أن هذه المركبة المميزة لا تتمتع بتكنولوجيا الخلايا الشمسية فقط، بل داخل المقصورة، تم تزيين لوحة القيادة وبطاقات الأبواب وجميع المقاعد الخمسة بقماش وبلاستيك معاد تدويره.
ويأتي نظام المعلومات والترفيه عبر شاشة تعمل باللمس مقاس 17.1 بوصة، يمكن تدويرها في تكوينات رأسية أو أفقية حسب تفضيل السائق، كما يمكن أيضا اختيار نظام صوتي بقدرة 500 واط و16 مكبر صوت.
أما العجلات فاختارت الشركة مقاس 20 بوصة التي تركز على الهواء بشكل قياسي في معظم الطرز، بينما يتميز الطراز الرئيسي بعجلات معدنية مقاس 22 بوصة مسطحة الوجه.
ووفقا لموقع “أوتو كار” المتخصص في السيارات، من المتوقع أن تبدأ فيسكر في الإنتاج الضخم لأوشن مع نهاية العام المقبل، وسيتم بناؤها بواسطة شركة تصنيع السيارات الشهيرة ماجنا شتاير في مدينة غراتس بالنمسا.
وستنافس هذه السيارة مع أودي كيو 4 ترون وبي.أم.دبليو آي.إكس 3، بأرقام أداء تنافسية ومجموعة من التقنيات المتقدمة ومدى سير يصل إلى 350 ميلا في الشحنة الواحدة.
وكانت شركة سونو الألمانية قد سبقت منافسيها عندما كشفت في أغسطس 2019 أنها ستطرح سياراتها الكهربائية سيون الجديدة التي تعمل بالطاقة الشمسية في الأسواق.
وتعتمد السيارة، التي تتمتع بتصميم يحاكي موديلات الفان الكلاسيكية، على سواعد محرك كهربائي بقوة 120 كيلوواط، أي ما يعادل 163 حصانا مع عزم دوران أقصى يبلغ 290 نيوتن متر.
وفي مايو 2018، فاجأت شركة لايت يير الهولندية المصنعين بأنها ستبتكر سيارة تعمل بالطاقة الشمسية، في تحدّ لأكبر الشركات الناشئة الأخرى وفي مقدمتها تسلا الأميركية.
وأكدت الشركة في ذلك الوقت على إتمام حجز أول مئة نسخة من النموذج الذي سيظهر على الطرقات مع نهاية 2021، وأنها تخطط لإنتاج 500 سيارة مبدئيا.
ورغم كل هذا التفاؤل لا تزال الكثير من الجهود العلمية تقف عند حدود بعض المشكلات لنشر هذه التكنولوجيا من بينها مشكلة تجميع الطاقة الشمسية وتخزينها في السيارة لاستخدامها خلال الليل أو تحت الغيوم.
وحاولت عدة شركات تجاوز المشكلة عبر تزويد السيارة ببطارية لتخزين الطاقة الشمسية، والتي تستطيع تزويد السيارة بالطاقة اللازمة من الغروب وحتى طلوع شمس اليوم التالي، إلا أن هذه البطارية تزيد من ثقل السيارة.
كما أن من المشكلات التي تعاني منها هذه الصناعة، أن المركبات يجب أن تقف في أماكن معرضة للشمس، لسحب الطاقة اللازمة للتشغيل والشحن خلال توقفها.
Discussion about this post