العالم الاقتصادي- رصد
كشفت وزارة الدفاع الروسية أن المبلغ الذي تكسبه الولايات المتحدة من إنتاج النفط في سورية وصل إلى /30/ مليون دولار في الشهر موضحة أنه تم وضع مخططات الإمداد منذ فترة طويلة، ويتم حماية أكبر الحقول من قبل مقاتلي الشركات العسكرية الخاصة والقوات الكردية المدعومة من الولايات المتحدة.
ورصدت وكالة “سبوتنيك” كيف يستفيد الأمريكيون من الذهب الأسود، الذي تملكه دولة أخرى.
تهريب أسود
قبل الحرب، جلبت صناعة النفط والغاز حوالي 20 % من الإجمالي إلى الميزانية السورية وكان هذا يفي احتياجات البلاد بالكامل من الهيدروكربونات حتى كان يكفي للتصدير في عام 2009 بلغ الإنتاج 400 ألف برميل يومياً في عام 2013 انخفض هذا الرقم إلى 59 ألف برميل وفي عام 2014 – إلى 33 ألف برميل.
خلال هذه السنوات، سيطر إرهابيو تنظيم “داعش” على معظم محافظة دير الزور أكبر منطقة نفطية في سورية حيث تتركز ثلاثة أرباع الاحتياطيات الوطنية من الذهب الأسود.
سيطر الإرهابيون على حقول العمر والتنك والورد وغيرها أطلقت الخلافة الزائفة تجارة سريعة في النفط في السوق السوداء يقدر إجمالي الإنتاج بـ 350 ألف برميل يوميًا باع “داعش” النفط حيث كسب من 25 إلى 60 دولاراً للبرميل ويعتقد الكثير من الخبراء أن المنفذ الرئيسي تركيا حيث تم نقل الهيدروكربونات عبر وسطاء.
على وجه الخصوص، في كانون الأول 2015 قام رئيس إدارة العمليات الرئيسية في هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة الروسية سيرغي رودسكوي في مؤتمر صحفي بتعداد الطرق الرئيسية الثلاثة لنقل النفط إلى تركيا من المناطق التي يسيطر عليها “داعش” في سورية والعراق يذهب الطريق الغربي إلى الموانئ التركية على ساحل البحر المتوسط والطريق الشمالي إلى مصفاة باتمان للنفط ويذهب الطريق الشرقي إلى قاعدة شحن كبيرة في قرية جزرة.
وكدليل على ذلك نشرت وزارة الدفاع الروسية صوراً من الطائرات المسيرة والأقمار الصناعية والتي تظهر بوضوح قافلة شاحنات الوقود المتجهة إلى الحدود التركية.
حاولت القوات الجوية الروسية بشكل منهجي حرمان “داعش” من هذا المصدر للدخل في الأشهر القليلة الأولى من العملية الجوية وحدها ضرب الطيران 32 مصفاة نفط و11 مصنع نفط و23 محطة ضخ نفط تم تدمير 1080 ناقلة للهيدروكربونات.
تمكنت القوات الروسية من خفض التدفق غير القانوني للنفط إلى النصف. وانخفض دخل الإرهابيين من ثلاثة ملايين إلى مليون نصف المليون دولار في اليوم.
“الأعمال الخاصة”
عندما تم تحرير أراضٍ سورية من إرهابيي “داعش” سيطرت على معظم مواقع استخراج النفط شرق الفرات “قوات سوريا الديمقراطية” وحليفتها الولايات المتحدة. على وجه الخصوص سيطر الأكراد على مواقع النفط في منطقة مدينة الحسكة.
ووفقًا لبعض التقارير بدأوا بشكل مستقل إنتاج وتكرير النفط في هذه المناطق وتم بيع المنتجات النهائية في السوق المحلية. بقيت أكبر حقول تحت حراسة الولايات المتحدة الأمريكية.
ووفقًا للناطق باسم وزارة الدفاع الروسية اللواء إيغور كوناشينكوف فإن الأمريكيين أحضروا معدات لإنتاج النفط إلى سورية متجاهلين عقوباتهم مؤكداً أن عائدات تهريب المواد الهيدروكربونية السورية تذهب إلى حسابات الشركات العسكرية الخاصة الأمريكية والخدمات الخاصة.
وقال كوناشينكوف في مؤتمر صحفي: “عقد تصدير النفط تنفذه شركة سادكاب التي تسيطر عليها الولايات المتحدة والتي أُنشئت تحت إدارة الحكم الذاتي لشرق سورية”.
وأكد أن الوكالات الحكومية الأمريكية تكسب أكثر من /30/ مليون دولار شهرياً على هذه “الأعمال الخاصة”.. قيادة البنتاغون ستكون على استعداد لحماية والدفاع عن آبار النفط في سورية من “الخلايا الخفية” لـ”داعش” لأجل التدفق المالي المستمر والذي لا يدفع عليه ضرائب”.
المنطقة الاستراتيجية
علق سيرغي جيليزنياك عضو لجنة الشؤون الخارجية في مجلس الدوما، بقوله: “لا تخفي الولايات المتحدة أهداف السيطرة على حقول النفط السورية، ومن الواضح أنها ستكون مستعدة للدفاع عن نواياها بأي شكل من الأشكال.. هذه الحقيقة لا تسبب فقط القلق بشأن الوضع على الحدود التركية السورية، لكن تؤثر سلباً على الوضع في سورية ككل، واشنطن، التي وعدت مرارًا وتكرارًا بسحب قواتها من أراضي الجمهورية السورية، تعتزم بوضوح الحفاظ على النفوذ في المنطقة”.
ورغم إعلانهم رحيلهم من هذا البلد ليس الأمريكيون في عجلة من أمرهم لمغادرة مناطق النفط.
ووفقاً لرئيس البنتاغون مارك إسبير، فإن القوات “ستضمن سلامة حقول النفط من الإرهابيين وتم نقل عدة مئات من القوات الأمريكية من العراق إلى محافظة دير الزور.
وتقوم روسيا، على عكس الولايات المتحدة بتنفيذ جميع المشاريع في صناعة النفط السورية فقط على أساس اتفاقات مع مالكها الشرعي دمشق على وجه الخصوص.
في أواخر شهر تشرين الأول أصبح من المعروف أن شركة “اورالتيخنستروي” تعتزم مواصلة بناء نقطة تجميع للمواد الهيدروكربونية في الشمال الشرقي من البلاد والتي توقفت في عام 2011 بسبب اندلاع الحرب إضافة إلى ذلك قدمت الشركة خدماتها الرسمية للحكومة السورية في إعادة بناء البنية التحتية للنفط والغاز المتضررة خلال النزاع.
Discussion about this post