اتحاد الجمعيات الخيرية بين المطرقة والسندان في ظل التعاميم الجديدة والقرارات السابقة
في ظل التغيرات الإدارية التي تشهدها سوريا، يواجه اتحاد الجمعيات الخيرية بدمشق وريفها تحديات غير مسبوقة بين مطرقة القرارات الحكومية الجديدة وسندان القرارات التي تحكم عمل الجمعيات الأهلية في سورية، ومع التوجهات الجديدة للإدارة، تثار التساؤلات حول مستقبل العمل الخيري للجمعيات التي كانت تعمل في الداخل السوري وفق أنظمة وقوانين محددة وآلية دعمه واستمراريته في ظل المتغيرات الراهنة.
وعقد اتحاد الجمعيات الخيرية بدمشق وريفها ندوة حوارية لمناقشة المشكلات التي تواجهها المنظمات غير الحكومية في الفترة الأخيرة تحت عنوان “العمل الأهلي الخيري في سوريا”، وذلك في مقر الاتحاد بدمشق.
وأكد رئيس اتحاد الجمعيات الخيرية في دمشق وريفها، سارية السيروان، في تصريح صحفي، أن الاتحاد تقدم بطلب لمناقشة بعض القضايا مع الوزارة، وذلك عقب الاجتماع الأخير. وأوضح أن المطالب تتركز على تعديل بعض التعاميم القديمة التي عمل بها النظام البائد لعرقلة العمل الخيري للجمعيات، بهدف تسهيل الإجراءات وجعلها أكثر توافقًا مع الواقع الحالي بعد التحرير، خاصة في ظل الظروف الصعبة التي يعاني منها المجتمع الأهلي وارتفاع معدلات الفقر
وأشار السيروان إلى أن الجمعيات بحاجة إلى دعم فعلي، لا سيما من المساعدات التي تصل إلى سوريا، والتي لم تحصل الجمعيات على نصيب منها رغم الحاجة الملحّة لها من قبل الأهالي. وأضاف أن معظم الأسر تعتمد بشكل أساسي على السلة الغذائية، مما يستدعي تعزيز دور الجمعيات في توفير الدعم والمساندة، وبيّن أنه تم إعداد ورقة عمل لبحثها مع الوزارة، بهدف تحقيق مرونة أكبر في الإجراءات وتمكين الجمعيات الخيرية من أداء دورها بفاعلية أكبر في خدمة المجتمع الأهلي .
وتوجه السيد صفوان الحموي، ممثل اتحاد الجمعيات الخيرية، بالشكر الكبير للإدارة الجديدة والحكومة على ما بذلوه لتحرير البلد من النظام البائد، وأشار إلى أن الملتقى الذي تم تنظيمه يمثل محاولة لتقريب وجهات النظر بين قرارات وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل، والجمعيات الخيرية الجديدة التي دخلت إلى سوريا بعد التحرير، وبين آلية عمل الاتحاد من جهة أخرى. ولفت الحموي إلى وجود تباين في أساليب العمل بين الجمعيات التي كانت ناشطة سابقاً داخل سوريا والجمعيات الجديدة، لافتاً إلى أن الاتحاد يسعى إلى شرح آلية العمل السابقة للوزارة لضمان تحقيق تكامل في الجهود وتعزيز فاعلية العمل الخيري في البلاد.
وشدد الحموي على أهمية وجود لغة مشتركة بين الجهات المعنية في العمل الخيري، مشيراً إلى أن محاولات وزارة الشؤون لتوحيد النظام الداخلي لجميع الجمعيات تواجه صعوبات، إذ أن كل جمعية تمتلك آلية عمل ونظاماً داخلياً خاصاً بها. كما أشار الحموي إلى قانون تحويل وقف الجمعية إلى الوزارة واستخدامه في العمل الخيري، معتبراً أن هذا الإجراء مخالف للقوانين ويستدعي إعادة النظر لضمان احترام استقلالية الجمعيات والحفاظ على دورها في خدمة المجتمع.
وأشارت رئيسة مجلس إدارة جمعية حفظ النعمة الخيرية، عبير العلبي، إلى أهمية التعاون مع الحكومة الجديدة والعمل سويًا كيد واحدة، بدافع الواجب والحب الكبير للوطن. وأكدت أن الجمعيات الخيرية أدت دورها بتميز خلال الأربعة عشر عامًا الماضية، رغم التحديات الكبيرة التي فرضتها الأزمة وظروف النظام السابق. وشددت على أن هذه الجمعيات ستواصل دورها الفاعل في ظل الحكومة الجديدة، سعيًا لتعزيز العمل الخيري وتقديم الدعم للمحتاجين بكفاءة أكبر.
من جهتها، أوضحت المحامية عليا طيار، عضو فرع نقابة المحامين في دمشق والمشاركة في الملتقى، أن مشاركتها تأتي في إطار دعم وتعزيز العمل المجتمعي ومساندة الأسر السورية، وأضافت أن هناك مساعي لتأسيس جمعية تهدف إلى نشر الوعي والثقافة القانونية بين أفراد المجتمع، وأشارت إلى أن الملتقى تناول عدة نقاط مهمة، من بينها التفاوت بين التعاميم الجديدة والقوانين السابقة، وسبل التوفيق بينها، إضافة إلى الأطر القانونية الناظمة لعمل الجمعيات، وهيكلية استمرارها أو آلية حلها في حال رغبت الجمعية في إنهاء نشاطها
وبين نائب رئيس جمعية حماية المستهلك أن النقاشات تصب في مكانها خاصة أن كل ما يتم تقديمه هو عمل طوعي وخدمي، وأن التعاميم الصادرة عن وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل هي تعليمات مربكة، وأضااف أنه اقتترح بتشكيل وفد من الجمعيات والذههاب للوزارة، لتشكيل موقف واحد للجمعيات، موضحاً أن دور الجمعيات دور مهم ويجب أن يكون باب الوزارة مفتوحا للجميع
Discussion about this post