أعلن رئيس وزراء اليابان فوميو كيشيدا عزم حكومته تطبيق سياسات وبرامج تهدف لتعزيزعدلات الإنجاب بالبلاد، في وقت تعاني طوكيو تراجعاً قياسياً في المواليد.
وقبل أيام أعلنت الصين تسجيل أدنى مستوى في تسجيل عقود المتزوجين خلال العام الماضي منذ ستة عقود، لأسباب مرتبطة بالعزوف عن الزواج وعدم استقرار الوظائف، في وقت تتراجع أعداد السكان بالبلاد للمرة الأولى.
يأتي ذلك فيما تنتفض كوريا الجنوبية ببرامج تحفيزية ونوعية بعد أن شهدت البلاد انخفاضاً في أعداد مواليدها وارتفاعاً في الوفاة، وتتواتر الإحصاءات بتقلص نسبة السكان القادرين على العمل بما يقارب 35 في المئة.
يعد إقليم شرق آسيا الأقل في معدلات الخصوبة المسجلة عالمياً، مما ينذر بأزمة ديموغرافية واقتصادية يسببها انخفاض المواليد وشيخوخة السكان وقلة القوى العاملة وزيادة نسبة الإعالة العمرية، لتمثل تلك العوامل تهديداً مباشراً للاستقرار المالي والاقتصادي للدول، في وقت تعمل دول شرق آسيا خلال السنوات الأخيرة على دعم البرامج التي من شأنها زيادة أعداد المواليد وتشجيع المتزوجين على الإنجاب.
شيخوخة اليابان
تواجه اليابان أزمة ديموغرافية إذ تتزايد نسبة المسنين بالبلاد، كما يذكر البنك الدولي أن معدل الأطفال يقارب 12 في المئة، مما يجعلها بالمرتبة الثانية عالمياً كأقل الدول أطفالاً بعد هونغ كونغ، ووصل عدد السكان ممن تزيد أعمارهم على 65 سنة إلى 28 في المئة من إجمال سكانها، وتتوقع دراسات بأن تتزايد هذه النسبة إلى 40 في المئة عام 2060، كما انخفضت معدلات المواليد اليابانية إلى مستويات قياسية العام الماضي، إذ سجلت طوكيو أقل من 800 ألف مولود للمرة الأولى.
وبحسب إحصاءات تعد اليابان ثالث أغلى دولة في العالم لتربية طفل، مما يؤدي لعزوف الأزواج عن إنجاب الأطفال وتراجع مستويات المواليد، وترجع المسببات التي أدت إلى عدم التفكير في الزواج أو العزوف عن الإنجاب إلى عدم استقرار الوظائف، إذ تشير التحليلات إلى أن غالبية الشباب يعملون في وظائف موقتة، مما يجعل فرصهم منخفضة في الزواج، كما يوضح تقرير لمركز الشرق والغرب الأميركي وجود فروق جذرية بين الرجل والمرأة في منظومة الزواج اليابانية في ما يخص الأعمال المنزلية ورعاية الأطفال، مما يجعل التزاوج أمراً غير جذاب للنساء اليابانيات، إضافة إلى تغيير القيم الحياتية والاجتماعية والتأخر في الزواج أو العزوف عنه مطلقاً.
ووصف رئيس الوزراء الياباني فوميو كيشيدا التراجع الكبير في أعداد المواليد وارتفاع أعداد السكان كبار السن بكون البلاد على حافة اختلال وظيفي اجتماعي، إذ يمثل من هم فوق 65 سنة ما يقرب من ثلثي سكان البلاد.
ونتيجة لتفاقم الأزمة في اليابان أعلن كيشيدا قبل أيام قليلة عدداً من الإجراءات التي تهدف إلى معالجة انخفاض معدلات المواليد في البلاد باعتبارها أحد أكبر المشكلات الاقتصادية، وتتضمن زيادة المدفوعات للعائلات التي لديها أطفال ومضاعفة الإنفاق على رعاية الأطفال بحلول عام 2030، كما ستحث الحكومة الشركات على السماح للموظفين بالاختيار بين أنظمة عمل مرنة، فيما تعهد رئيس الوزراء الياباني بداية العام باتخاذ خطوات ضرورية لمواجهة انخفاض معدلات المواليد، قائلاً إن تحقيق ذلك “يأتي الآن أو لن يتحقق أبداً”.
كوريا تنتفض
وشهدت كوريا الجنوبية انخفاضاً في أعداد المواليد سنوياً منذ 2015، وللمرة الثالثة على التوالي سجلت العام الماضي وفيات أعلى من مواليد البلاد، ومن المتوقع أن تتقلص نسبة السكان في سن العمل من 20 إلى 64 سنة بنحو 35 في المئة حتى عام 2050، إذا استمرت معدلات الخصوبة نفسها.
Discussion about this post