أعد الأستاذ الدكتور مصطفى العبد الله الكفري تقريرا” اقتصاديا” عن بطولة كأس العالم بكرة القدم التي اختتمت في العاصمة القطرية الدوحة مؤخرا بعنوان
” اقتصاديات مونديال كأس العالم لكرة القدم”
تساءل في مقدمته ….
1 – هل كأس العالم قطر 2022 الأكثر تكلفة في تاريخ البطولة؟
مع اقتراب موعد انطلاق كأس العالم قطر 2022، يتم تسليط الضوء على الدولة المضيفة وتحضيراتها للمونديال، ومدى استعدادها لاستقبال الجماهير من كل أنحاء العالم.
وخلال الأيام الأخيرة، انتشرت عبر مواقع إخبارية ومواقع التواصل الاجتماعي، صورة تشير إلى ما أنفقته قطر لتنظيم المونديال، وتوضح أنّ بطولة كأس العالم هذا العام، التي من المقرر أن تبدأ في تشرين الثاني/ نوفمبر المُقبل، ستكون أغلى بطولة في تاريخ كرة القدم، إذ تبلغ تكلفتها 220 مليار دولار، أي ما يقرب من 20 ضعف ما أنفقته روسيا في عام 2018، والتي بحسب الصورة المتداولة أنفقت حوالي 11 مليار دولار فقط.
وعلى العكس من ذلك، تظهر الصورة أنّ تكاليف كأس العالم 2006 في ألمانيا تبدو ضئيلة تقريبًا، إذ بلغت قرابة 4 مليار دولار. فيما كانت أعلى ميزانية سابقة هي 15 مليار دولار أنفقتها البرازيل في عام 2014، بينما أنفقت جنوب إفريقيا 3.6 مليار دولار في تنظيمها مونديال 2010.
ولم يتّضح للعديد ممن شارك الصورة، الأسباب الحقيقية للفروقات الواسعة في المبالغ المنفقة والظاهرة في الشكل المتداول، ولماذا أنفقت قطر هذا الرقم الضخم على الرغم من أنّ هناك دول أخرى نظمت البطولة بأرقام أقل بكثير.
وفيما يلي ترصد “مسبار” المنصة العربية لتقصي الحقائق، وتوضح الأسباب الحقيقية لتكاليف كأس العالم في السنوات السابقة وفي قطر.
ما الذي يجعل قطر مختلفة بالضبط؟
فازت قطر بحقّ تنظيم نهائيات كأس العالم لكرة القدم 2022، بعدما اختيرت في التصويت الذي جرى في مقر الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا)، في مدينة زيورخ السويسرية، وشارك فيه أعضاء اللجنة التنفيذية للاتحاد. وأعلن رئيس الفيفا السابق، جوزيف بلاتر، عن نتيجة التصويت لتصبح قطر أول دولة عربية وكذلك أول دولة في الشرق الأوسط تستضيف هذه البطولة.
وكان الملف القطري لتنظيم كأس العالم 2022 الذي تم تقديمه إلى الفيفا، تعهّد بتنفيذ العديد من الجوانب الاقتصادية والرؤية البعيدة في تحقيق معايير الاستدامة في البيئة من حيث الطاقة والمنشآت المواكبة للتطور. وقدمت قطر حينها أيضًا، التزامًا حكوميًا رسميًا بأن يتحقق النجاح في التنظيم وفق البنية التحتية التي قُدمت في عرض الملف القطري والتطوير الذي سيتم لاستضافة الحدث وتنظيمه.
وقدمت الدولة مجسمات لمشروعات الملاعب والمنشآت التي ستحتضن الحدث الكبير، كانت جميعها عبارة عن صور فقط للشكل المستقبلي للملاعب.
رؤية قطر الوطنية 2030
قبل إعلان فيفا عن فوز قطر بتنظيم كأس العالم 2022، وفي عام 2008 تحديدًا، أعلنت قطر عن الرؤية الشاملة لتنمية الدولة “رؤية قطر الوطنية 2030″، وهي عبارة عن مشروع يهدف إلى بناء الدولة في “مجتمع متقدم قادر على الحفاظ على تنميته وتوفير مستوى معيشة مرتفع لشعبه”، وكانت الرياضة إحدى الركائز الأساسية لهذا المشروع. كما شملت هذه الرؤية مشروعات ذات صلة مباشرة بكأس العالم، وتهدف إلى تعزيز الاستمرارية لما بعد البطولة.
وتم التخطيط لمعظم مشاريع البنية التحتية واسعة النطاق هذه، والتي ستستخدم من قبل الفرق والمشجعين في المونديال، مثل الطرق الجديدة ومترو الأنفاق والمطار والفنادق والمرافق السياحية الأخرى، حتى قبل حصول قطر على حقّ استضافة كأس العالم.
ووفقًا للبيانات الحكومية وتصريحات المسؤولين، أنفقت قطر نحو 220 مليار دولار على البنية التحتية ومشروعات تنموية عملاقة، وذلك في 11 عامًا منذ فوزها باستضافة هذه البطولة. ومن بين هذه المشاريع تجهيز الملاعب المونديالية، والبنية التحتية من شوارع وجسور وأنفاق ومسارات للدراجات الهوائية وحدائق عامة ومتنزهات، إضافة إلى إنشاء شبكة سكة حديد لقطارات المترو والترام، إلى جانب الفنادق وأماكن إقامة المشجعين، وتوسعة مطار حمد الدولي، ومشاريع أخرى.
Discussion about this post