العالم الاقتصادي- متابعات
دشنت سورية مرحلة جديدة في علاقاتها الاقتصادية مع الأردن عبر استكشاف فرص تعزيز الشراكات في مختلف القطاعات الحيوية، وخاصة التبادل التجاري، خلال منتدى اقتصادي تختتم فعالياته الاثنين في العاصمة دمشق.
وتلتقي طموحات عمان ودمشق من خلال هذه الخطوة في تعزيز التعاون التجاري والاستثماري للخروج من الأزمات الاقتصادية التي يعاني منها البلدان منذ سنوات، وخاصة سورية التي مرت بظروف اقتصادية ومالية صعبة للغاية بسبب الحرب.
وبدأت السبت الماضي أعمال المنتدى المشترك الذي نظمه اتحاد غرف التجارة السورية مع غرفتي تجارة الأردن والعقبة تحت شعار” تشاركية لا تنافسية”، أملا في رسم ملامح لآفاق التعاون بين الطرفين بعد سنوات من التراجع نتيجة الاضطرابات في الشرق الأوسط.
وزير الاقتصاد السوري: القطاع الخاص تقع عليه مسؤولية الدفع بالعلاقات
ويقول المحللون إن المنتدى شكل زخما اقتصاديا مهما للمزيد من توثيق العلاقات التجارية بين البلدين الشقيقين، وتدشين مرحلة من التشاركية التجارية ودفعها إلى مستويات تلبي الطموحات.
وأكد وزير الاقتصاد والتجارة الخارجية الدكتور محمد الخليل الذي افتتح فعاليات المنتدى أن “البلدان تربطهما علاقة راسخة وهناك تواصل مستمر على المستوى الحكومي ومؤسسات القطاع الخاص”.
وأوضح أن الآمال كبيرة على القطاع الخاص من الطرفين للدفع بعلاقات البلدين التجارية والاستثمارية إلى مستويات أعلى والعودة بها إلى السنوات الماضية، مشدداً على ضرورة أن يكون هناك تكامل بالقطاعات الحيوية.
وناقش العشرات من رجال الأعمال وأصحاب الشركات والتجار على مدار ثلاثة أيام فرص توسيع أنشطتهم في مجالات كثيرة من بينها التجارة البينية والخدمات والصناعة والقطاع المالي والتأمين والمقاولات والإنشاءات والزراعة والجامعات وغيرها.
ويأتي تنظيم هذا المنتدى بعدما اكتسبت العلاقات الاقتصادية المشتركة في ديسمبر الماضي دفعة جديدة مع إعلان البلدين عن استئناف نشاط المنطقة الحرة المشتركة بعد ماراثون من المفاوضات امتد لنحو عامين.
وخلال السنوات القليلة الماضية تبادل المسؤولون الحكوميون والأوساط الاقتصادية في البلدين الزيارات من أجل وضع أساسات جديدة لإعادة إحياء علاقتهما التجارية والاستثمارية وتذليل كافة العقبات أمامها.
ونقلت وكالة الأنباء السورية الرسمية عن عرفان الخصاونة مدير عام المنطقة الحرة قوله: إن “المنتدى فرصة لالتقاء رجال الأعمال والمستثمرين السوريين والأردنيين، وإطلاع المشاركين والزوار على مجالات الاستثمار المتاحة”.
ويعد الأردن نقطة مركزية مهمة لسورية بخصوص تجارة الترانزيت من خلال نقل البضائع والسلع لدول الخليج العربي، مثلما سورية مهمة لتجارة الأردن للوصول إلى الأسواق الأوروبية وتركيا ولبنان.
وجراء الحرب في سورية تراجعت حركة التبادل التجاري تدريجيا بين الجارين إلى مستويات قياسية إلى حدود التوقف النهائي بعد أن كانت تصل إلى 615 مليون دولار سنوياً في عام 2010.
وبين الخصاونة أن المنطقة بها حاليا خمسة آلاف دونم قابلة للاستثمار في مختلف المجالات الصناعية والتجارية والزراعية والخدمية ومعارض السيارات.
ولفت إلى أن المنطقة تشهد نشاطا استثمارياً وحجم تبادل تجاري يعتبر جيدا منذ إعادة فتحها مطلع العام الحالي، وتتعاون الجهات ذات العلاقة للعمل على تطوير البيئة الاستثمارية في المنطقة.
ويعتمد القطاع الخاص السوري على الأردن لتطوير علاقاته مع الدول الأخرى باعتباره دولة مستقرة ويملك مقومات الاقتصاد الواعد.
كما أن الأردن يتمتع باتفاقيات تجارية مع مختلف التكتلات الاقتصادية العالمية، مما يدعم تصنيع جزء من المواد التي تنتجها سورية في السوق الأردنية وتصديرها إلى الخارج.
واعتبر رئيس نقابة أصحاب شركات التخليص ونقل البضائع الأردنية ضيف الله أبوعاقولة أن المنتدى بحث كل المعوقات والتحديات التي تواجه انسياب البضائع والتجارة البينية بين البلدين.
المنتدى فرصة لالتقاء رجال الأعمال والمستثمرين السوريين والأردنيين، وإطلاع المشاركين والزوار على مجالات الاستثمار المتاحة
وأكد أن بلاده تقدم كل التسهيلات والإعفاءات لعبور هذه البضائع بأقل الكلف وبأسرع وقت ممكن، إضافة إلى تقديم تسهيلات للتجار السوريين وتقديم جميع الخدمات لرجال الأعمال السوريين لإعادة الأمور إلى ما كانت عليه سابقاً وتطبيق الاتفاقيات بين الجانبين.
وفي أيلول من العام الماضي أعاد الأردن فتح معبره الحدودي الرئيسي مع سوريا بالكامل في الوقت الذي وصل فيه فريق سوري رفيع المستوى إلى عمّان لبحث كيفية تسهيل تدفق البضائع الذي تضرر من جائحة كورونا والصراع الدائر منذ 2011.
ويأمل رئيس غرفتي تجارة الأردن والعقبة نائل الكباريتي في أن تشهد المرحلة المقبلة انطلاقة جديدة بين الجارين “قائمة على التشاركية الحقيقية لا التنافسية”.
وأكد خلال كلمة له في إحدى جلسات المنتدى أهمية أن تكون هناك وحدة اقتصادية تراعي مصالح البلدين وتتكامل مع القطاعات سيما الأمن الغذائي الذي بات قضية عالمية تحتاج من الجميع التكاتف والتكامل بالمجالات الزراعية لتوفير مخزون أمن غذائي.
– العرب-
Discussion about this post