العالم الاقتصادي- رصد
أكد خبراء عقاريون أن وتيرة المنافسة في السوق العقارية بدبي سترتفع مستقبلا بعدما شهدت الإمارة النمو الأسرع في القطاع ضمن منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا وأوروبا خلال العام الماضي.
وفي تقرير “سوق العقارات في أوروبا والشرق الأوسط وأفريقيا لعام 2022” عزا الخبراء في دبي ذلك إلى الإمكانيات الهائلة التي وفرها إكسبو 2020، حيث لاحظوا زيادة في قيمة العقارات إلى جانب زيادة في الطلب على الصعيدين الإقليمي والدولي. ويعكس التقرير الصادر عن شركة بيركشاير هاثاواي العقارية رؤية الخبراء للقطاع في سبع أسواق رئيسية هي دبي والمملكة المتحدة وألمانيا وإيطاليا وإسبانيا والبرتغال واليونان.
وأشار التقرير إلى أن أكثر من ثلثي المستطلعين في دبي، والذين بلغت نسبتهم 68 في المئة، أكدوا أن السوق العقارية أثبتت نموا لافتا ومرونة استثنائية خلال الأشهر الاثني عشر الماضية وتوقعوا استمرار هذا الاتجاه الإيجابي.
دنيا فادي: الزخم الإيجابي في 2021 يَعد بتحسّن القطاع هذا العام
وبحسب الاستطلاع رجح 77 في المئة أن تنمو السوق بوتيرة أسرع خلال 2022، حيث تعد هذه النسبة هي الأعلى التي تم الإفصاح عنها في دول أوروبا والشرق الأوسط وأفريقيا.
وتشير الأرقام عندما تترافق مع نظرة مستقبلية واعدة إلى أن قطاع العقارات في دبي سيزداد نموا وسيستمر في إظهار حركة ناشطة على المدى القريب.
ونسبت وكالة الأنباء الإماراتية الرسمية إلى دنيا فادي الرئيسة التنفيذية للعمليات في بيركشاير هاثاواي بمنطقة الخليج العربي قولها إن “الزخم الإيجابي الذي شهده عام 2021 يَعد بتحسّن كبير في سوق العقارات الإماراتية هذا العام”.
وأرجعت فادي هذه الحركة الإيجابية إلى الإجراءات والممارسات التي اعتمدتها حكومة الإمارات لمكافحة جائحة كورونا والحد من تداعياتها، إلى جانب سلسلة الإصلاحات التي أدخلتها لدعم النمو الاقتصادي والإمكانيات الهائلة التي وضعتها لإطلاق إكسبو 2020.
وأوضحت أن السوق العقارية في دبي تغيرت جذريا، لاسيما أنها شهدت في السنوات القليلة الماضية تحولا ملحوظا في الاستثمارات.
ورغم أن شركة نايت فرانك المتخصصة في الاستشارات العقارية العالمية رجحت في يونيو الماضي أن تتخلف دبي عن ركب تعافي أسعار العقارات نظرا لتخمة المعروض من المنازل والشقق فيها إلا أن الإمارة باتت تستقطب المستثمرين ورؤوس الأموال الأجنبية بعد أن كانت تتركز على المستثمرين المحليين.
ويأتي ذلك الأمر بفضل وجود البنية التحتية المتطورة إلى جانب نمط الحياة المميز الذي يشمل أفضل الفنادق والمطاعم في العالم ووسائل الراحة الاستثنائية التي تقدمها والتي جعلت منها الوجهة الأفضل للعمل والحياة والاستثمار.
وفي الربع الأخير من 2021 شهدت سوق العقارات في الإمارات نموا قياسيا وسجل شهر نوفمبر أفضل حركة مبيعات، حيث بلغ إجمالي عدد الصفقات خلاله 6989 بقيمة تقدر بنحو 17.95 مليار درهم (نحو 4.9 مليار دولار).
ووصل إجمالي حجم الصفقات في دبي إلى أكثر من 57 ألف صفقة في نهاية العام الماضي بزيادة تقدر بنحو 73.6 في المئة بمقارنة سنوية وبنسبة 51.6 في المئة عن عام 2019.
57 ألف صفقة في نهاية العام الماضي بزيادة تقدر بنحو 73.6 % بمقارنة سنوية وبنسبة 51.6 % عن عام 2019
وتتمتع الإمارات بموقع جغرافي مميز في وسط العالم وتحتل مكانة رائدة على صعيد الابتكار وتحظى بتقدير واحترام المستثمرين في منطقة أوروبا والشرق الأوسط وأفريقيا والعالم.
ويقدر الخبراء العقاريون في دبي أن الاستثمارات الأجنبية في العقارات السكنية تشكل نحو 60 في المئة من إجمالي الاستثمارات في هذا القطاع وأن 40 في المئة من الاستثمارات العقارية فقط محلية.
وتبين النتائج أن ثلث الاستثمارات يأتي من المستثمرين الأجانب في أوروبا والشرق الأوسط وأفريقيا وما يزيد عن ربعها (27 في المئة) يأتي من مستثمرين خارج أوروبا والشرق الأوسط وأفريقيا.
بالإضافة إلى ذلك يرجح أكثر من نصف المستطلعة آراؤهم المقيمين في دبي أن ميزان الاستثمار العالمي مقابل الاستثمار المحلي سيتغير في السنوات الثلاث إلى الخمس المقبلة.
وفي ما يتعلق بأنواع المساكن المطلوبة أشار أكثر من نصف الخبراء العقاريين (55 في المئة) إلى أن الجائحة أدت إلى زيادة الطلب على الشقق السكنية الصغيرة المصممة للشباب.
وغالبا ما ينظر إلى إمارة دبي على أنها وجهة فاخرة ومركز للمسكن الإضافي لكن النتائج تظهر تحولا نحو شراء المساكن الأساسية في المناطق الراقية.
وأظهرت الجائحة كذلك نمواً في الطلب على معظم أنواع العقارات وتحديدا على المنازل المنفصلة بنسبة 57 في المئة وعلى الشقق السكنية بنسبة 58 في المئة، ويعتبر قرب المساكن من المرافق أمراً مطلوباً في دبي من نحو 70 في المئة من الناس.
-صحيفة العرب-
Discussion about this post