دير الزور- مالك الجاسم
تتسارع وتيرة العمل في دير الزور على عدة جبهات.. وعلى أكثر من محور وجبهة، بهدف تسريع عودة الأمور إلى نصابها.. كما كانت قبل سنوات الحرب والحصار.
في هذا السياق تبذل مؤسسات الدولة كافة جهوداً مضاعفة لتحقيق عودة سريعة لنبض الحياة مجدداً إلى محافظة الشرق السوري مدينةً وريفاً.
منذ توليكم لمهامكم كمحافظ لدير الزور.. كيف حددتم احتياجات المحافظة؟
خلال الفترة الماضية قمنا بتقييم أولي لواقع واحتياجات أهلنا بدير الزور، وقد خصصت الحكومة إعانة إسعافية بمقدار مليارين ليرة سورية منذ بداية تحرير ديرالزور وفك الحصار عنها حتى شهر تشرين الثاني الماضي، من خلال هذه الأسابيع لنسب الإنجاز في المشاريع الخدمية بصراحة هي غير مرضية، لذلك وضعنا مصفوفة عمل وحددنا أساسيات العمل المقبل ترحيل الأنقاض وفتح الشوارع وإزالة السواتر والتدخل الإيجابي في معالجة شبكة الصرف الصحي وشبكة المياه وتأهيل المدارسن ومن ثم تأهيل كافة دوائر الدولة، والعنوان الاستراتيجي الذي تم وضعه هو إعادة عجلة الحياة لمحافظة دير الزور، وإعادة عجلة الإنتاج للمحافظة وهذه العناوين العريضة تم وضعها ضمن أوليات العمل، وحاولنا بالموارد البشرية والمادية الموجودة من كوادر دير الزور أن تبدأ بشكل متوازٍ بحيث نؤمن ما هو مطلوب للمحافظة، وحالياً نحن نعمل ضمن مرحلة إزالة وترحيل الأنقاض عبر عقود موقعة مع الشركة العامة للمشاريع المائية والشركة العامة للطرق والجسور، وهي تعتبر في القطاع الإنشائي من الشركات الرائدة، وهذه الشركات سبق لها أن نفذت عدة مشاريع في المحافظة، ولديها خبرة في هذا المجال، ومن مميزات هذه الشركات أنها تعمل ضمن كوادرها وآلياتها وبشكل مباشر وبتوجيه من السادة رئيس مجلس الوزراء ووزير الإدارة المحلية ووزير الإسكان ووزير الموارد المائية، وقد باشرنا بأربعة مشاريع معاً، لترحيل الأنقاض واستبدال وتأهيل شبكة الصرف الصحي وتأهيل محطات المياه وصيانة محطات تحويل الكهرباء في المحافظة، وخلال الأسابيع الماضية دخلت /11/ مدرسة في الخدمة عبر صيانتها وتأهيلها من قبل مؤسسة الإسكان العسكرية وهناك تأهيل لبعض دوائر الدولة.
تردد كثيراً عودة الكهرباء إلى محافظة دير الزور.. كيف تقيمون واقع ومستقبل الوضع الكهربائي في المحافظة؟
بتوجيه السيد رئيس مجلس الوزراء ووزير الكهرباء قمنا بجولة واسعة في محطات التحويل لمتابعة واقع الأمر، ويمكننا أن نؤكد أن نسبة الإنجاز بلغت أكثر من 90% كجاهزية، أما فنياً قريباً ستكون الأمور جاهزة لاستقبال التوتر، وهناك تفاصيل فنية متعلقة بالربط عبر المحافظة ونقل خطوط التوتر العالي، وستكون جاهزة خلال الفترة القادمة، أما موعد تقريبي نقول خلال شهر أو أكثر ستكون الأمور جاهزة، وقد تكون هناك بعض المعوقات الفنية، لكن من خلال النتيجة الجاهزية نقول إنه خلال شهر ستكون جاهزة وهناك قرار وتوجيه من السيد رئيس مجلس الوزراء لإعادة الكهرباء لمحافظة دير الزور بأسرع وقت.
بعض القرى والبلدات في الريف لم تصلها المياه بعد.. هل من حلول قريبة؟
وضع المياه بشكل عام جيد، وقمنا خلال الفترة الماضية بتدشين محطتي مياه لتغذية حي هرابش وزيادة الضخ باتجاه أحياه المدينة، ونحن نتابع موضوع المياه لإيصالها إلى كل المناطق دون استثناء، وبالنسبة لعدم وصول المياه إلى قرية البغيلية بريف ديرالزور الغربي، هناك مشكلة في المحطة فقد تعرضت لتخريب كبير من قبل المجموعات الإرهابية خلال الفترة الماضية، لكن الآن يتم العمل على تجهيز المحطة، وهناك حلول اسعافية سريعة من خلال تأمين عدد من الخزانات لسد حاجة القرية ريثما يتم وضع الحل النهائي.
تضرر الواقع الصحي كثيراً خلال السنوات الماضية.. ماذا عن الجهود المبذولة في هذا المجال؟
هناك أضرار كبيرة في مشافي المحافظة، والآن جميع المشافي هي في تجمع واحد في الهيئة العامة لمشفى الأسد، وهذا يسبب عبئاً على كوادر المشفى من حيث المكان والطاقات وعوامل الطاقة والكادر البشري والخدمة، وسنعمل تباعاً لتخفيف الضغط عبر خطة موضوعة لهذه الغاية، ومنذ أسابيع تم افتتاح خمس نقاط طبية في أماكن مختلفة من المحافظة، وهذا سيخفف قليلاً عن المشافي، وهو حل إسعافي، أما الحل الاستراتيجي فتمثل بوضع مشفى القلب المفتوح لتجهيزه في الخدمة بتوجيه من السيد رئيس مجلس الوزراء، وقد وجهنا بتغيير آلية التعامل وتقديم الخدمة الصحية الكاملة والجيدة، وسنعمل على افتتاح المراكز الصحية في أحياء المدينة للتخفيف عن المشافي وبشكل أكيد خلال الفترة القادمة سيشهد القطاع الصحي تعافياً كاملاً في المحافظة.
كيف نشخص الوضع الإغاثي والمساعدات المقدمة لأحياء المدينة؟
يتم توزيع المساعدات حالياً في المحافظة من خلال الهلال الأحمر العربي السوري وعدد من الجمعيات الخيرية، وستتمثل هذه المساعدات بآلية جديدة من خلال خلق فرص عمل للشباب في المحافظة وتغبير نمط التدخل، وهناك مناقشة جادة حول هذا الموضوع، وفيما يخص عملية التوزيع فهي ما زالت قائمة ومنذ عدة أسابيع قام فرع الهلال الأحمر بتوزيع كميات كبيرة من هذه المساعدات.
هل هناك خطة لتوسيع نطاق السكن باتجاه أحياء سكنية أخرى لتخفيف الضغط عن الأحياء المكتظة؟
يتم التدخل في الأحياء السكنية من خلال إزالة وترحيل الأنقاض عبر خارطة وضعتها وزارة الإسكان ووزارة الإدارة المحلية، وتم تقسيم مناطق دير الزور إلى عدة مناطق: الأقل ضرراً، ومتوسطة الضرر، والأكثر ضرراً، ونحن نعمل ضمن تدخل مباشر لتوسيع نطاق السكن باتجاه بقية الأحياء،ن ومن خلال الجولات التي قمنا بها يستمرالعمل في عدد من الشوارع الرئيسة والفرعية، والتوجيه كان لإزالة وترحيل الأنقاض وإزالة السواتر، وخلال فترة سيكون عدد من الأحياء مأهولة والعمل في الوقت الحالي يتركز في محيط جامع العرفي ونزلة الرديسات وشرق مدرسة بدر الدين العيفان في حي الجبيلة ، وعلى إعادة تأهيل هذه الأحياء وتستمر الجهود في هذا الجانب، وستكون المرحلة الأخيرة لإعادة إعمار وتأهيل دوائر ومؤسسات الدولة، وتم التوجيه لإزالة الأنقاض في حي البعاجين، ووتيرة العمل تسير بشكل متصاعد، وكراج الخدمة سيدخل الخدمة وكذاك فوج الإطفاء على محور شارع بور سعيد.
هل يمكننا أن نتحدث عن مشاريع قادمة يمكن أن نتحدث عنها في ضوء جهود إعادة الإعمار وعودة عجلة الحياة مجدداً إلى شرق سورية؟
هناك مشروع استبدال وتأهيل شبكة الصرف الصحي لتأمين بيئة مكانية صحية لأهلنا في ديرالزور، والمشروع الثاني له علاقة بالمطمر النهائي ونقله وترحيل المطمر الوسيط، وكان الأهالي يستخدمه اضطرارياً خلال فترة الحصار وستدخل الخدمة أكثر من 20 مدرسة قبل بداية العام الدراسي القادم، إضافة إلى مشروع إرواء الخط الشرقي باتجاه المريعية وسعلو وموحسن وباتجاه الميادين والبوكمال، ويتم دراسته مع وزارة الموارد المائية ورئاسة مجلس الوزراء لرصد الاعتمادات اللازمة له، ويتم دراسة محطة البوعمر لتأهيلها، وفي المجال الزراعي عقد عدة اجتماعات لتأمين زراعة القطن خلال الموسم الحالي، وسيتم هناك مشاريع للتطوير العقاري في المناطق الأكثر تضرراً التي لا يمكن تأهيلها، وستدخل عدد من الآليات في الخدمة بعد تأهيلها، وهناك دراسة لتأهيل محطات المعالجة كذلك وكلها مشاريع تم دراستها وهذه المشاريع خلال عام 2018 .
يعاني المواطن الكثير من ارتفاع سعر الأمبيرات والدراجات النارية وارتفاع إيجارات المنازل ومن انتشار القوارض أيضاً.. هل ثمة أفق قريب لحلها؟
موضوع القوارض يعود إلى تعطل شبكة الصرف الصحي وانتشار الأنقاض، ولهذا وجهنا مجلس المدينة لرش المبيدات للقضاء على القوارض، ولكن الحل الأمثل هو بإعادة تأهيل شبكة الصرف الصحي، وتم تحديد أماكن العطل للبدء بإصلاحها، أما موضوع الأمبيرات فقد لاحظنا أن هناك ارتفاع في أسعارها، وهذا يعود إلى عدد الأهالي في الحي وهو أمر غير مبرر، وكان هناك شكوى في هذا الأمر وقد وجهنا بتنظيم الضبط بحق صاحب إحدى المولدات للتقيد بالسعر، وسيكون هناك دراسة لهذا الموضوع لتوحيد سعر الأمبيرات، أما موضوع الدراجات النارية فكان التوجيه لمجلس المدينة لوضع لوحات رقمية بالتعاون مع مديرية النقل حتى نتمكن من المحاسبة، وكان هناك عدد من الضبوط بحق المخالفين، وفيما يخص موضوع ارتفاع الإيجارات للعقارات عندما يتم تأهيل عدد من الأحياء والعودة إلى منازلهم هذا بشكل أكيد سيخفف موضوع الآجارات.
وماذا عن موضوع تأمين سوق للخضار؟
هناك عمل في هذه السوق والعمل يسير بشكل بطيء، ونحن نعمل بشكل استراتيجي وحالياً نعمل على فتح المسلخ من جديد وكذلك إعادة عجلة الحياة في شارع بور سعيد ومعالجة حالات الإشغالات الموجودة بشكل مباشر.
هل يمكن ان نقدم وعداً لأبناء محافظة دير الزور في ختام حديثنا؟
نعدهم بأن تعود دير الزور كما كانت وتعود الحياة كما كانت، وقبل شهر رمضان نعد أبناء ديرالزور بمشروعين سياحيين وتجاريين يعيدان نمط الحياة والألق والحيوية لهذه المحافظة وباسمكم أوجه التحية لأبناء ديرالزور الذين صمدوا بوجه المجموعات الإرهابية المسلحة طيلة فترة الحصار.
Discussion about this post