بقلم: انتصار رسلان
هل تشرب قهوتك الصباحية مع قطعة من الحلوى؟ أنت تستمتع بذلك حتماً. وماذا عن المثلجات والعصائر؟ هل هي لذيذة أيضاً؟ نعم إنها لذيذة بالفعل.

لكن هل تقبل أن تستيقظ ذات مرة وتقضي يومك بلا سكريات!! للدكتور ريموند فرانسيس رأي، هل تود معرفته؟
دعني أخبرك عنه: يسعى الدكتور ريموند إلى تشجيعك على التخلي عن السكر نهائياً من خلال سلسلة من الكتب العلمية في الحياة الصحية، قد لا توافقه في البداية، فالسكر طعمه مميز ويدخل في تركيب معظم الحلويات والمعجنات، وقد تبدو الحياة مستحيلة بدونه، من يمكنه تخيل العالم بدون شوكولاه أو مارشميلو أو جيلاتين!!! لكن ماذا لو عرفت بأن الإقلاع عن تناول السكر هو مفتاح زيادة المناعة وبالتالي الوقاية من كافة الأمراض؟
قد تعجبك الفكرة، فحياة خالية من الأمراض هي أفضل بالتأكيد، “لكي لا تصاب بالمرض مجدداً، لا تخش مرض السرطان بعد الآن، لا تكن سميناً مرة أخرى” هذه عناوين لبعض كتبه، عنوانين جذابة بالفعل، تخيل حياتك بلا أمراض بلا سرطان ولا وزن زائد.
سأخبرك بأن هذا الدكتور يتمتع بصحة جيدة وقد تجاوز الخامسة والسبعين من عمره لم يعانِ من المرض إلا مرة واحدة أصيب فيها بالزكام.
سكر الفواكه مفيد أما العصير فلا
إنه من الرائع أن نتقدم في السن ونبقى نتمتع بالطاقة ولا نصاب بالأمراض، لكن قد تتساءل، وماذا عن السكر الموجود في الفواكه؟
يقول الدكتور فرانسيس: إن سكر الفواكه مفيد وهو ليس في قائمة السكريات الخطيرة على الصحة، بل من المفيد تناول الفواكه لكن ما يجب الإقلاع عنه هو عصير الفواكه الذي يحتوي السكر.
دعني أشرح لك باختصار ما يقصده الدكتور ريموند في كتبه تلك، هل أنت مستعد؟ فلتعلم إذاً أن تناول ملعقة صغيرة من السكر سيضعف جهازك المناعي في غضون ساعتين إلى نسبة ٥٠%، عندها ستقول لقد أصبت بالزكام والحقيقة أنك ببساطة قد تسببت بتخفيض نسبة المناعة لديك مما جعلك عرضة للإصابة بالعدوى، كما أن السكر يفسد العمليات البيوكيمائية ويجعل الجسم في حالة فوضى لفترة من الوقت، وتزداد هذه الفوضى بازدياد كمية السكر.
75 ترليون خلية في جسم الإنسان
هل كنت تعلم بأن معدل الخلايا في جسم الإنسان البالغ هو ٧٥ ترليون خلية؟ يا له من عدد ضخم!! ورغم عدد الخلايا الكبير فإن كل خلية تؤدي وظيفتها بالشكل المطلوب، وهو ما يجعلك لا تمرض، أما السبب في مرضك هو وجود عدد كبير من الخلايا التي تعمل بشكل خاطئ، وللحافظ على عمل الخلايا بشكل سليم علينا بالغذاء الصحيح، الذي يمنحها احتياجاتها من الغذاء والأوكسجين بانتظام ويبقيها خالية من السموم.
عند تناولك كميات كبيرة من السكر يعلن جسدك حالة الطوارئ، ويبدأ في إفراز كميات كبيرة من الآنسولين، ليقوم بدوره بمساعدة الخلايا على امتصاص السكر، فتمتص الخلية نسبة عالية من السكر الذي يتسبب بإنتاج الخلية للدهون المشبعة، لتذهب هذه الدهون للغشاء الخلوي، وبذلك يتم تدمير إمكانية وصول الأوكسجين إلى الخلية التي تخرج عن العمل بشكل سليم مسببة الأمراض والسرطانات، هل كان هذا مقعناً لك؟
اتباع الحمية يضعف المناعة
دعنا نكمل إذاً، إن اتباعك الحميّات الغذائية يضعف من مناعتك، ويتسبب بالعدوى، وهذا ليس جيداً، وسيتسبب لك بالمشاكل، ما رأيك لو فقدت وزنك بطريقة أسهل، ما رأيك بالتوقف عن أكل السكر؟ وماذا لو علمت أن كميات السكر الكبيرة تدفع جسدك لضخ كميات كبيرة من الآنسولين، وتسبب نسبة الآنسولين المرتفعة بحدوث الفوضى، وتجعل جميع الهرمونات في حالة من الاضطراب، وتتلقى الخلايا إشارة بتخزين الدهون.
فطالما نسبة الانسولين مرتفعة ستبقى نسبة الدهون موازية لها، وتوقفك عن تناول السكر سيكون كفيلا بتخفيض وزنك، ومع ممارسة بعض التمارين الرياضية ستحصل على جسد من العضلات المشدودة.
المتسبب الأول في كل الأمراض
السكر هو المتسبب الأول في كل الأمراض التي يمكن أن تتخيلها مثل الزهايمر والسرطان وأمراض القلب والسكري، وبالطبع السبب الرئيسي للزكام أيضاً، كما أنه المسؤول الرئيسي عن تسوس الأسنان.
دعنا نتعرف أيضاً على الأسماء العلمية للسكر، ينتمي السكر لعائلة الكربوهيدرات التي يجمعها الطعم الحلو، وتقسم من حيث تركيبها الكيميائي إلى مجموعتين أساسيتين: السكريات الأحادية وتشمل على: “الغلوكوز” وهو السكر الموجود في الدم و تأخذه الخلايا للقيام بوظائفها ومهامها. “الفركتوز” السكر الموجود في الفواكه والعسل “الغالكتوز” السكر الموجود في الألبان.
المجموعة الثانية هي السكريات الثنائية التي تتكون من جزيئين من السكريات الأحادية وتشمل: “السكروز” أو ما يعرف بالسكر الأبيض وهو مكون من جزيء غلوكوز وجزيء فركتوز ” المالتوز” ويعرف باسم سكر الشعير ويتكون من جزيئين من الغلوكوز ” اللاكتوز” وهو ما يعرف بسكر الحليب ويتكون من جزيء غلوكوز وجزيء غالكتوز.
لا بد أنك سمعتك بسكر الحمية “الدايت”، ماذا لو علمت بأنه لا يوجد شيء اسمه سكر حمية، والحقيقة أن الكثيرين يطلقون على السكر البني “سكر الحمية”، والسكر البني ما هو إلا سكر الأبيض “سكروز” أضيف له دبس السكر فأصبح لونه بني.
هل أعجبتك هذه المعلومات؟ هل ستفكر بكميات السكر التي تتناولها؟ نحن لم نتوقف نهائياً عن أكل السكر لكننا بدأنا بالتقليل من كميته في وجباتنا شيئاً فشيئاً، ووجدنا أنه صباح بدون سكر هو صباح حلو أكثر.
Discussion about this post