العالم الاقتصادي- رصد
لم يكن موضوع جائزة نوبل أبداً أكثر ملاءمة من جائزة اليوم لرئيس الاحتياطي الفيدرالي السابق بن برنانكي وزملائه عن عملهم على دور البنوك في الاقتصاد والأزمات المالي ويأتي هذا الإعلان في وقت تبدأ اجتماعات الخريف السنوية للبنك وصندوق النقد الدوليين في واشنطن العاصمة في لحظة محفوفة بالأخطار بالنسبة إلى الاقتصاد العالمي، فالحرب في أوكرانيا وأزمة الطاقة الخطرة وارتفاع أسعار الفائدة وارتفاع أسعار المواد الغذائية والعلاقة المتصدعة بين أكبر اقتصادين في العالم تأتي بعد أكثر من عامين من الضرر الذي أحدثه الوباء ناهيك عن تحديات التغير المناخي المستمرة.
وقد حذرت المديرة العامة لـصندوق النقد الدولي كريستالينا جورجيفا من أن الاقتصاد العالمي سيشعر وكأنه في حال ركود العام المقبل بسبب “تقلص الدخل الحقيقي وارتفاع الأسعار”، مما يشير إلى أن الصندوق سيخفض توقعاته مرة أخرى هذا الأسبوع لنمو الاقتصاد العالمي للعام المقبل وهو ما قالته صراحة.
تصريحات جورجيفا تأتي أيضاً في وقت تغرق ثقة الأعمال والمستهلكين فوفقاً لبيانات جديدة من مؤشر تتبع “بروكينغ- فايننشال تايمز” الذي يصدر مرتين سنوياً، يتصاعد التشاؤم في مواجهة ارتفاع الأسعار وعدم اليقين الجيوسياسي.
في غضون ذلك يواصل صناع السياسات في جميع أنحاء العالم السعي إلى إيجاد حلول لأزمة الطاقة.
بينما تبحث أوروبا عن بدائل للغاز الروسي، وكما تقول صحيفة “يوروب إكسبرس” فإن العلاقات بين كبار منتجي النفط في العالم تتعرض للتوتر بعدما قررت مجموعة “أوبك+” خفض الإنتاج لرفع الأسعار، في وقت اتهمت الولايات المتحدة الكتلة بالوقوف مع روسيا، لكن المحللين حذروا من أن الرئيس الأميركي جو بايدن لديه خيارات قليلة ذات مغزى لتقليل تأثير الخفوض التاريخية.
وسيكون الانتقال إلى الطاقة النظيفة مشكلة كبيرة أخرى في واشنطن هذا الأسبوع، حيث قادت الولايات المتحدة وألمانيا دعوات إلى البنك الدولي ليكون أكثر استجابة لحاجات البلدان النامية، ويعمل تغير المناخ وارتفاع كلف المدخلات مثل الأسمدة أيضاً على إعادة تشكيل الزراعة العالمية.
في غضون ذلك تدخل الولايات المتحدة في خلاف مع الصين في شأن صادرات التكنولوجيا، إذ خسرت أسهم كبرى شركات تصنيع الرقائق الصينية 8.6 مليار دولار من قيمتها السوقية، اليوم، بعد أن أعلنت واشنطن، الجمعة، عن ضوابط جديدة للحد من محاولات الشركات الصينية لتطوير تقنيات جديدة مع تطبيقات عسكرية فيما ستؤدي هذه الخطوة إلى إبطاء تقدمهم في مجال الذكاء الاصطناعي من خلال جعل الحصول على رقائق متقدمة أو تصنيعها أمراً بالغ الصعوبة.
يمكن أن تؤدي اجتماعات واشنطن أيضاً إلى بعض اللحظات التي قد تكون غير مريحة للوحدة البريطانية، إذ تعرض وزير الخزانة البريطاني كواسي كوارتنغ لانتقادات من صندوق النقد الدولي بسبب موازنته “المصغرة” الأخيرة وحزمة الخفوض الضريبية “غير المستهدفة”، بينما يواجه رئيس بنك إنجلترا أندرو بيلي تدقيقاً شديداً في وقت يستعد البنك لإنهاء دعمه الطارئ للسندات الحكومية، الجمعة.
– إندبندنت عربية-
Discussion about this post