العالم الاقتصادي- وكالات
قال رئيس الوزراء الكندي غاستن ترودو في مقابلة حصرية أنه سينبغي على الرئيس الأمريكي جو بايدن إثبات جدّيّته والتزامه في مكافحة الاحتباس الحراري المسبب للتغير المناخي أثناء قمة يُفترض أن تجسّد عودة الولايات المتحدة إلى هذه القضية البيئية البارزة.
وقال رئيس الوزراء الكندي أثناء المقابلة التي جرت عبر الإنترنت أن «الالتزام الذي أظهرته الولايات المتحدة عقب بُعدها لسنوات عن طاولة المفاوضات بشأن المناخ هو أمر سيراقبه الناس فعلياً عن كثب (أثناء القمة) ليتأكدوا من أنها جدية وملتزمة».
وبالرغم من تدهور علاقات بلاده مع بكين بعد توقيف المديرة المالية لشركة «هواوي» الصينية أواخر العام 2018 بطلب من الولايات المتحدة واعتقال الصين بعد أيام مواطنَين كنديَين متهمَين بالتجسس يؤكد ترودو أن الصينيين «يأخذون على محمل الجدّ ضرورة تخفيض التلوّث».
وذلك ليس فقط من أجل صورة بكين أمام العالم إذ أوضح ترودو أن الصينيين «يستثمرون بكثافة في الابتكار سواء كان في الطاقة الشمسية أم السيارات الكهربائية أم تكنولوجيا البطاريات».
وأضاف: «أننا ندرك أن الصينيين يأخذون على محمل الجدّ الفرص الاقتصادية المرتبطة بتخفيض الانبعاثات ومكافحة التلوّث» داعياً الدول المتطوّرة إلى عدم السماح لدول أخرى بأن تتفوّق عليها.
وقال أيضاً: «كدولة تأخذ هي أيضاً على محمل الجدّ مسؤوليتها حيال الطبيعة والأجيال المستقبلية لن نترك الصين تحتكر الابتكارات والنمو الاقتصادي الذي يأتي مع سياسة أكثر مراعاة للبيئة».
وأضاف: «هناك الكثير من المجالات التي نختلف فيها مع الصين لكن إذا كان يمكننا جميعاً أن نخلق زخماً مماثلاً في مسألة تؤثر على كل زاوية من كوكب الأرض فأعتقد أن هذا أمرٌ جيد».
وستكشف الحكومة الليبرالية برئاسة ترودو اليوم عن أول ميزانية لها خلال عامين. ويُفترض أن تتضمن خصوصاً استثمارات في مشاريع الطاقة «النظيفة» لإعادة إطلاق اقتصاد تضرر كثيراً جراء أزمة فيروس كورونا.
ويلفت ترودو إلى أن الوباء أرغم الحكومات والمواطنين على التأقلم.
وخصصت أوتاوا مئات ملايين الدولارات لتقديم مساعدات من كافة الأنواع للكنديين الذين انتقلوا بدورهم بأعداد كبيرة للعمل عن بُعد.
ويشير إلى أنه «إذا تمكنا من القيام بذلك بسبب أزمة الوباء فسينبغي بالطبع أن ندرك أننا قادرون على القيام بذلك من أجل التصدي للأزمة البيئية».
في إطار «اتفاقية باريس حول المناخ» الموقعة عام 2015 تعهّدت كندا بتخفيض انبعاثاتها من الغازات المسببة للاحتباس الحراري (غازات الدفيئة) بنسبة 30% بحلول العام 2030 مقارنة بمستوى انبعاثات هذه الغازات في العام 2005.
ويعتبر ترودو أن القمة التي ستعقد يومي الخميس والجمعة ستكون فرصة للقول أن مكافحة التغير المناخي ليس «واجباً أخلاقياً» فحسب إنما أيضاً «فرصة اقتصادية كبيرة للوظائف والنمو».
– أ ف ب-
Discussion about this post