العالم الاقتصادي- وكالات
حذر باحثون الثلاثاء من أن تحويل مساحات كبيرة من الأراضي للزراعة لتعزيز الإمدادات الغذائية، يزيد من انبعاثات حرارة الكوكب، ويفرض عبئا أكبر على الدول الفقيرة التي تتحمل بالفعل وطأة تغير المناخ.
وقد أظهرت دراسة أجرتها جامعة ولاية أريزونا لتحليل حوالي 1500 صفقة كبيرة للأراضي، يبلغ مجموعها 37 مليون هكتار (91 مليون فدان) عبر جنوب شرق آسيا وأميركا اللاتينية وأفريقيا وأوروبا الشرقية، أن تطهير الأرض للزراعة ربما يكون قد أطلق حوالي 2.3 غيغا طن من انبعاثات الكربون.
ومع وجود لوائح للحدّ من تحويل الأراضي أو لحماية الغابات، كان من الممكن خفض الانبعاثات إلى 0.8 ميغا طن وفقا للدراسة، التي نُشرت هذا الشهر في مجلة “ناتشر فود”. وقال تشوان لياو، الأستاذ المساعد في كلية الاستدامة بجامعة ولاية أريزونا والمؤلف الرئيسي للدراسة “من غير الواقعي أن نقول إننا لا نستطيع تحويل المزيد من الأراضي، نظرا لأن سكان العالم يتزايدون، خاصة في الدول النامية. لكن لا يزال يتعين علينا تقليل انبعاثات الكربون مع متابعة التنمية الزراعية”.
أدت الزيادة الحادة في أسعار المواد الغذائية في عام 2007 إلى اندفاع عالمي لزراعة الأراضي لزيادة الأمن الغذائي، مع قيام الدول الأكثر ثراء والشركات متعددة الجنسيات باقتناص الأراضي في الدول الفقيرة.
وفي جميع أنحاء العالم، تتركز الأراضي بشكل متزايد في أيدي عدد أقل من الشركات، لاسيما تلك الخاصة بالشركات الزراعية الكبيرة والمستثمرين، حيث تدير 1 % من الشركات الزراعية أكثر من 70 % من الأراضي الزراعية في العالم، وفقا لدراسة أجريت عام 2020.
وقال لياو إنه في حين أن العواقب الاجتماعية والاقتصادية لمثل هذه الصفقات كانت واضحة -بما في ذلك التهديدات لسبل عيش المزارعين أصحاب الحيازات الصغيرة- فإن اللوائح للحد من الأضرار البيئية نادرة، لأن الهدف هو زيادة إنتاج الغذاء.
وأضاف “إن تطبيق السياسات البيئية لا يقلل من مساحة الأراضي التي يمكن استخدامها في التنمية الزراعية”.
وقال “لكن الأمر صعب بالنظر إلى أن حكومات الدول المضيفة حريصة للغاية على الالتحاق بالتنمية الزراعية”. لذا فمن الأفضل تحقيق التوازن بين الحاجتين من خلال السماح بالتنمية الزراعية في الأراضي ذات القيم الكربونية المنخفضة أو الغطاء الحرجي المنخفض، ومن خلال تنشيط الأراضي الزراعية المهجورة لتوليد انبعاثات كربونية أقل.
بلغ إجمالي انبعاثات مكافئ ثاني أكسيد الكربون لعام 2019 مستوى قياسيا بلغ 59.1 غيغا طن.
ويعد ثاني أكسيد الكربون هو غاز الدفيئة الرئيسي المسؤول عن ارتفاع درجات الحرارة. بلغ إجمالي انبعاثات مكافئ ثاني أكسيد الكربون لعام 2019 مستوى قياسيا بلغ 59.1 غيغا طن، وفقا لبيانات الأمم المتحدة.
تشكل الزراعة وإزالة الغابات ما يقرب من ربع انبعاثات غازات الاحتباس الحراري على مستوى العالم، أكبر من حصة قطاع النقل.
وقد سلطت جائحة كورونا الضوء على آثار التحضر السريع وإزالة الغابات، والتي ساهمت أيضا في انتشار الأمراض المعدية. وفي الأسبوع الماضي، قالت المجموعة الخضراء “دبيو دبليو إف” إن العالم فقد غابات استوائية تعادل حجم كاليفورنيا على مدى 13 عاما حتى عام 2017، حيث كانت الزراعة التجارية السبب الرئيسي لإزالة الغابات.
وقال لياو إنه لتلبية الطلب المتزايد على الغذاء، من الضروري زيادة الإنتاج في الأراضي الزراعية الموجودة، وإنفاذ القوانين للحد من تحويل الأراضي “لحماية الغابات عالية القيمة الكربونية مع السماح بالتنمية الزراعية على الأراضي منخفضة القيمة الكربونية”. وأضاف أن “الوباء يجعل الحفاظ على الزراعة والأمن الغذائي أكثر إلحاحا”.
– العرب-
Discussion about this post