العالم الاقتصادي – زياد غصن
في أحد أيام العام 1994، اتصل الدكتور محمد العمادي، وكان يشغل آنذاك منصب وزير الاقتصاد والتجارة الخارجية، برئيس مجلس الوزراء، وأعلمه أن لديه خبراً سيدخل به السرور على قلب الرئيس حافظ الأسد.
وما هي إلا دقائق حتى كان العمادي يدخل على رئيس مجلس الوزراء في مكتبه، ويعلمه أن سوريا باتت لديها احتياطي مقبول من القطع الأجنبي.
لم ينتظر رئيس مجلس الوزراء حتى يكمل العمادي حديثه، رفع سماعة الهاتف وطلب التحدث إلى الرئيس حافظ الأسد ليعلمه بهذا الخبر السار.
سأله الرئيس: كم هو المبلغ؟
رد عليه رئيس مجلس الوزراء: اذكر رقماً يا سيادة الرئيس.
وما زال يزيد في الرقم حتى وصل إلى المبلغ الموجود.
عندئذ طلب الرئيس أن يحدث الدكتور العمادي، وسأله: لماذا لم تبلغني بذلك.
رد عليه العمادي: أتذكر ما قلته لي عندما كنت برفقتك في زيارتك لرومانيا وما قلته لي مرة عندما غادرت إلى الكويت أن لدينا مبلغ كذا في الاحتياطي. لقد انتظرت يا سيادة الرئيس حتى يتحقق ما تحب أن يكون ويليق بأن نعلمكم به. وإن أخطأت فأرجو منك السماح…وإن كنت أحسنت فهذا واجبي.
التوقيع: الدكتور محمد العمادي وزير الإقتصاد والتجارة الخارجية السابق.
( هموم التنمية) مذكرات الراحل.
رحم الله الدكتور العمادي، ورحم كل محب ومخلص لهذا البلد.
دمتم بخير
الصورة للصديق المبدع المصور طارق حسنية في إحدى اللقاءات مع الراحل الكبير.
المصدر: إذاعة شام أف ام
Discussion about this post